logo
العالم

بعد هجمات متبادلة.. هل يتحول شرق سوريا لساحة مواجهة بين أمريكا وإيران؟

بعد هجمات متبادلة.. هل يتحول شرق سوريا لساحة مواجهة بين أمريكا وإيران؟
25 مارس 2023، 11:50 ص

بعد سنوات من الهدوء بين القوات الأمريكية والميليشيات الإيرانية، رغم الخروقات المحدودة، تحول شرق سوريا إلى ساحة مواجهة بين موسكو وواشنطن، في تغيير مفاجئ لقواعد الاشتباك.

بدأ التصعيد يوم الخميس الماضي، مع هجوم بطائرة مسيرة إيرانية تسبب في مقتل "متعاقد أمريكي"، وإصابة أربعة جنود أمريكيين في إحدى القواعد بريف الحسكة، قرب الحدود العراقية، لتسارع واشنطن إلى الرد بقصف جوي على منشآت مرتبطة بميليشيات تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، ما أسفر عن مقتل 19 مسلحًا، حسب آخر حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

شهدت أجواء محافظتي الحسكة ودير الزور، تحليقًا متواصلًا للطيران الأمريكي الحربي والمسير، في موازاة استنفار داخل القواعد، ونشر دوريات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية قرب قواعد أمريكية

وأضاف المرصد في أحدث تقرير بشأن هذا التصعيد المفاجئ، أن "مجموعات موالية لطهران متمركزة قرب مدينة الميادين، بريف دير الزور، أطلقت ثلاثة صواريخ صباح الجمعة، سقط اثنان منها في حرم حقل العمر من دون أضرار، فيما سقط الثالث على منزل مدني" قرب الحقل الذي يضم قاعدة للقوات الأمريكية.

وشهدت أجواء محافظتي الحسكة ودير الزور، تحليقًا متواصلًا للطيران الأمريكي الحربي والمسير، في موازاة استنفار داخل القواعد، ونشر دوريات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، قرب قواعد أمريكية.

تمكن الاستهداف الإيراني الأخير للقاعدة الأمريكية الواقعة قرب منطقة اليعربية، من خرق نظام مراقبة عالي التقنية، يتضمن رادارات وكاميرات حرارية ونظام دفاع جوي

ورغم أن الميليشيات الموالية لإيران، والمتمركزة خصوصًا في ريف دير الزور، المتاخمة للحدود العراقية، شنت هجمات من قبل استهدفت قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة، غير أن تلك الهجمات لم تكن مؤثرة، فهذه هي المرة الأولى التي تصيب فيها جنودًا أمريكيين وتقتل متعاقدًا.

اللافت أن الاستهداف الإيراني الأخير للقاعدة الأمريكية الواقعة قرب منطقة اليعربية على بعد نحو 200 كم شمالًا عن منطقة تواجد الإيرانيين في ريف دير الزور، تمكن من خرق نظام مراقبة عالي التقنية، يتضمن رادارات وكاميرات حرارية ونظام دفاع جوي نصبته الولايات المتحدة في جميع قواعدها بسوريا.

ووفق خبراء، فإن هذه الاستهدافات الأمريكية /الإيرانية المتبادلة و"الدامية"، تشير إلى أن حالة الهدوء النسبي بين الطرفين قد أخذت منحى جديدًا ينذر بمواجهة أوسع نطاقًا.

وهذا ما تضمنه تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي شدد على أن واشنطن لا تسعى إلى صراع مع طهران، لكنها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها، فيما حذرت طهران كذلك من استهداف قواتها وتوعدت بالرد.

في خضم هذا التصعيد الميداني والسياسي، رجحت تحليلات أن الهجوم الإيراني "الجريء" على القاعدة الأمريكية ربما جاء بتنسيق وضوء أخضر روسي، غير معلن، فمن المعروف أن روسيا طالبت مرارًا بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، التي تحتفظ فيها موسكو بنفوذ واسع، فضلًا عن التوتر القائم بين الجانبين على خلفية الملف الأوكراني، بحيث لا يوفر أي طرف فرصة لتوجيه ضربة للطرف الآخر.

وجاء الهجوم بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، لشمال شرقي سوريا؛ لتقييم مهمة قوات بلاده لمواجهة تنظيم "داعش"، والمخاطر التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون هناك.

وتحتفظ واشنطن بنحو 900 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا بهدف القضاء التام على تنظيم داعش، وفق ما تعلنه الإدارة الأمريكية.

ويقدر المرصد السوري وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في محافظة دير الزور، وتحديدًا بالمنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق، ودير الزور مرورًَا بالميادين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC