عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

كيف ستستفيد أوروبا من حكومة جديدة في وارسو؟

كيف ستستفيد أوروبا من حكومة جديدة في وارسو؟
18 أكتوبر 2023، 2:55 م

توشي نتائج الانتخابات البرلمانية البولندية الأخيرة بتغير بوصلة السياسة الخارجية لأكبر دولة على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي بولندا المغضوب عليها أوروبيًّا.

ويبدو أن الغضب الأوروبي سينقشع مع تشكيل حكومة جديدة يقودها رجل الاتحاد الأوروبي في بولندا دونالد تاسك زعيم المعارضة البولندية.

وترى مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية المتخصصة في السياسة الخارجية الأمريكية والشؤون الدولية، أن بولندا التي سرعان ما أصبحت قوة اقتصادية وعسكرية، قد يقود حكومتها الجديدة زعيم المعارضة، حكومة قادرة على رفع مستوى بولندا داخل أوروبا، والسماح لها بلعب دور قيادي في توجيه الأمن الأوروبي.

يشار إلى أن بولندا التي عرفت نموًا مذهلًا منذ الإطاحة بالشيوعية في العام 1989، تعرقلت قدرتها على الريادة الأوروبية بسبب الحكومة البولندية وخلال فترة حكم حزب القانون والعدالة، حيث أصبحت مثقلة بالمشاحنات في الداخل والخارج.

وترى الصحيفة، أن كلَّ أسباب تحقق هذه الريادة كانت متوفرة، خاصة في ملف الحرب الروسية ضد أوكرانيا وقيادة الإستراتيجية الأوروبية في التعامل مع هذه الحرب.

الحزب الحاكم.. قوض فرصة تاريخية لقيادة أوروبا

الحكومة البولندية الحالية، بقيادة حزب القانون والعدالة، قوضت فرصة تاريخية لقيادة أوروبا من خلال الميل إلى سياسات مثيرة للانقسام في الداخل ومع الشركاء الأوروبيين الرئيسيين.

ومن خلال فرض المزيد من الضغوط على وسائل الإعلام المستقلة في البلاد، والاقتتال مع الاتحاد الأوروبي بشأن استقلال القضاء، بدأت الحكومة البولندية في حرق قدر كبير من رأسمالها السياسي.

وفي الوقت نفسه، بدأ المتطرفون اليمينيون في التصدي للنجاح الرئيس الذي حققته البلاد في السياسة الخارجية، حين دعمت بشكل مثير للإعجاب أوكرانيا.

"المشاجرات" مع دول أوروبا وغيرها وفق الصحيفة أدى إلى تقليص قدرة بولندا على المساعدة في صياغة التضامن الغربي اللازم للتعامل مع روسيا في عهد فلاديمير بوتين.

أخبار ذات صلة

صحيفة فرنسية: قرار بولندا بوقف تسليم أوكرانيا للأسلحة "يقلق" الأوروبيين

           

استدراك مع رجل أوروبا

وتضيف مجلة "فورين أفيرز" أنه من الممكن أن تقلب الانتخابات البرلمانية البولندية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي كل ذلك رأسًا على عقب.

وعلى الرغم من فوز حزب القانون والعدالة اليميني بأكبر عدد من الأصوات، إلا أنه فشل في الفوز بمقاعد كافية لتشكيل الأغلبية في البرلمان.

ووسط نسبة إقبال قياسية (74%)، فاز ائتلاف وسطي بين الليبراليين والوسطيين واليساريين بأغلبية واضحة في المقاعد البرلمانية البولندية. وعندما تنتهي المشاحنات، يبدو أن رئيس الوزراء البولندي السابق ورئيس المجلس الأوروبي السابق دونالد تاسك، رئيس حزب المنبر المدني الليبرالي، في وضع أفضل يسمح له بتشكيل الحكومة.

وتكتسي بولندا أهمية كبيرة داخل الاتحاد الأوروبي، فمنذ انضمامها إليه في العام 2004، توسع اقتصادها بشكل أسرع من اقتصاد معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مما سمح للبلاد بأن تصبح سادس أكبر اقتصاد في التكتل مع واحدة من أدنى معدلات البطالة.

ومن الممكن أن تؤدي حكومة بولندية جديدة بقيادة المعارضة إلى وضع بولندا على مسار أفضل.

ومن المرجح أيضًا أن تعمل مثل هذه الحكومة على تهدئة الخطاب العدائي مع ألمانيا واستكشاف المزيد من السبل البناءة لمعالجة إرث الحرب العالمية الثانية.



الحرب الروسية ضد أوكرانيا

وفيما يخص ملف الحرب الروسية والوضع في أوكرانيا، يمكن لبولندا بقيادة حكومة جديدة أن تفعل الكثير، وفق فورين أفيرز.

فبفضل حجمها، وقوتها الاقتصادية والعسكرية المتنامية، وجغرافيتها، ومعرفتها بروسيا، كانت بولندا في وضع مثالي يسمح لها بالاضطلاع بدور قيادي أكبر، خاصة في تشكيل الكيفية التي ينبغي لأوروبا أن تتعامل بها مع الكرملين.

وترى المجلة الأمريكية أن البولنديين، ودول البلطيق، وغيرهم كانوا على حق في تحذيراتهم بشأن الطموحات الإمبراطورية الروسية والعدوان المتزايد. وكانت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بطيئة في إدراك الخطر المتراكم من روسيا بوتين.

لكن هجوم بوتين على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أدى إلى تحويل التفكير الإستراتيجي لأوروبا بشكل أقرب إلى التقييمات البولندية ودول البلطيق وغيرها من تقييمات أوروبا الوسطى والشرقية لروسيا.

لقد ثبتت صحة بولندا وجيرانها على المستوى الشرقي لأوروبا.

وثمنت المجلة الدور الحاسم الذي لعبته بولندا في توفير الأسلحة لأوكرانيا بينما كانت بمثابة مركز لإيصال الإمدادات من دول أخرى إلى أوكرانيا وإيواء ملايين اللاجئين الأوكرانيين، مؤكدة أن القيام بالشيء الصحيح بالنسبة لأوكرانيا يخدم أيضًا المصالح الأوروبية والحلف الأطلسي في مقاومة مخططات بوتين.

واعتبر التقرير أن الوقت قد حان الآن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لصياغة سياسة طويلة الأجل ومستدامة تجاه روسيا، على أساس الاعتراف بأن روسيا ستظل خصمًا وتهديدًا للأمن الأوروبي على المدى الطويل.

أخبار ذات صلة

الصراع في الشرق الأوسط يُغيِّب الحرب في أوكرانيا

           

شروط العودة إلى الحضن الأوروبي

ويشير التقرير إلى أن تصويت الناخبين البولنديين لصالح التغيير قد يدفع السياسة البولندية نحو مصلحتها الطبيعية باعتبارها زعيمة للجناح الشرقي لأوروبا وأوروبا ككل.

لكن ترى المجلة الأمريكية أنه بقي على بولندا بقيادة حكومة جديدة أن تحقق المستوى المطلوب من حيث الديمقراطية وسيادة القانون في الداخل وسياساتها الخارجية.

والجزء الآخر يتلخص في الاعتراف بروسيا بوتين على حقيقتها، والتصرف وفقًا لذلك، وعدم المراوغة أو تبرير طغيان بوتن في الداخل وعدوانه في الخارج.

فالسلام، وفقًا لفورين إفيرز الأمريكية، لا يمكن أن يأتي بأي ثمن، خاصة عندما يحقق الفائدة للمعتدي (في إشارة إلى روسيا).

وختمت بالقول: "والبولنديون، بفضل تجربتهم التاريخية مع روسيا، يعرفون ذلك أفضل من أي شخص آخر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC