logo
العالم

مرحلة ما بعد حرب غزة.. السيناريو الأسوأ

مرحلة ما بعد حرب غزة.. السيناريو الأسوأ
23 نوفمبر 2023، 11:47 م

استعرضت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية الآثار والمسارات المحتملة لإسرائيل وحماس بعد دخول الصراع بينهما مرحلة حرجة، وسلطت الضوء على تعقيدات الوضع والعقبات الكبيرة التي تعترض حل الأزمة المتصاعدة في غزة.

ويستعرض تحليل للمجلة ردود أفعال إسرائيل وحماس في أعقاب بدء الحرب، خاصة إستراتيجية إسرائيل المتمثلة تاريخياً في الحفاظ على الانقسام الفلسطيني من خلال تأليب حماس ضد السلطة الفلسطينية، والسعي في الوقت نفسه إلى إقناع الأنظمة العربية بأن من مصلحتها تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون شرط مسبق يتمثل أولاً بصنع السلام مع الفلسطينيين.

وبحسب المجلة، فإن الهجوم الذي شنته "حماس" كان يهدف إلى إعادة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الأجندة الدولية، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى الرد بشكل قاسٍ من خلال استهداف إمكانيات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم في غزة. إلا أن ذلك "أدى إلى خسائر مدمرة، في الأرواح والبنية التحتية، وفاقم الأزمة الإنسانية، وأغرق غزة في حالة من الفوضى".

وتناول التحليل القيود الملموسة والمسارات القسرية التي تواجه كلاً من إسرائيل وحماس، ورأت "فورين أفيرز" أن المسارات الحالية لكل منهما مفروضة عليهما. ففي البداية، أدت "حماس" اللعبة السياسية، وشاركت في الانتخابات الفلسطينية التي فازت بها العام 2006، ثم تولت حكم غزة، ولكن إسرائيل فرضت حصارًا خانقًا عليها.

وخلال السنوات التالية، خاضت "حماس" عدة حروب مع إسرائيل، وكانت تأمل في كل مرة أن يؤدي الاعتراف الدولي بوضع سكان غزة إلى الضغط على إسرائيل لرفع حصارها.

ومع تكشف الأحداث، حاولت إسرائيل إخفاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو تسويته بشروطها الخاصة، من خلال الحكم العسكري، وتوسيع المستوطنات في الأراضي التي احتلتها منذ العام 1967، كما حاولت "تقليص" الصراع من خلال السعي إلى سلام من شأنه أن يحسن الحياة اليومية للفلسطينيين، ولكنه لن يحقق تطلعاتهم إلى دولة خاصة بهم.

وبينما تعمل "حماس" على تعديل تكتيكاتها وسط الدمار المروع وخسائرها المتزايدة في المقاتلين، فإن إسرائيل تتصارع مع ردها العسكري القوي، وافتقارها إلى إستراتيجية خروج واضحة جعلتها تفكر في احتمال إعادة احتلال غزة، والحكم بشكل مباشر على سكانها الذين أصبحوا بلا مأوى.

ولمرحلة ما بعد الحرب، يتم التفكير في سيناريوهات متعددة، بما في ذلك مقترحات للدول العربية لنشر قوات حفظ السلام أو أن تحل السلطة الفلسطينية محل حماس في غزة.

ومع ذلك، فإن جدوى هذه المقترحات والتحديات التي تواجهها ما زالت غير واضحة، خاصة في ظل رفض الدول العربية، وتعقيدات الحكم بعد حماس، والمشاعر العامة لأهل القطاع.

وأكدت المجلة أنه إذا فشلت إسرائيل في تدمير قدرة حماس العسكرية، بما في ذلك شبكة أنفاقها، وقدرتها على إطلاق الصواريخ، وهيكلها القيادي الرفيع، فقد تضطر إلى قبول استمرار سيطرة "حماس" على غزة، حتى ولو من وراء الكواليس.

كما حذرت المجلة من السيناريوهات الكارثية المتوقعة، إذ إن الفراغ القيادي في غزة قد يقود إلى السيطرة الأمنية الإسرائيلية لفترة غير محددة، إما من خلال إعادة الاحتلال المباشر أو الانتشار داخل المنطقة العازلة وعلى طول محيطها، وهو ما لن يوافق عليه بعض أعضاء حكومة نتنياهو اليمينيين المتطرفين، إلا إذا تمكنت أولاً من إخلاء المنطقة من سكانها، وهو السيناريو الذي ألمح إليه البعض كحل لمشكلة إسرائيل.

هذا التحدي الأمني في غزة يؤكد رسائل إدارة بايدن الأخيرة بأن التحرك لدفع الفلسطينيين إلى مصر، أو حتى إعادة الاحتلال الإسرائيلي، غير مقبول. ومن المؤكد أن مصر ستردع مثل هذا التدفق من اللاجئين، فهي لا تريد أن تكون مثقلة برعاية جيل جديد من الفلسطينيين الذين من المرجح أن يشنوا تمردًا ضد إسرائيل من داخل الأراضي المصرية، وبالتالي تصعيد التوتر بشكل كبير، وتحفيز الصراعات الإقليمية الأوسع.

وفي ضوء الترتيبات المقترحة، فإن ما بعد الحرب بالنسبة لغزة يبدو قاتمًا على نحو متزايد. فالسيناريو الأكثر ترجيحًا هو توفير الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى المرافق الأساسية مثل الوقود والغذاء والمياه والأدوية، بينما يبقى معظم سكان غزة مشردين، وتحتفظ إسرائيل بوجود أمني معين داخل القطاع.

اما السيناريو الأسوأ، فهو إخراج الفلسطينيين من غزة، والشروع في إعادة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بزعم أن إسرائيل لن تجد فرصة ذهبية أخرى ليس فقط لهزيمة حماس وطرد الفلسطينيين من غزة، ولكن أيضًا لمحاولة فعل الشيء نفسه في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وركزت المجلة على دور الولايات المتحدة في التخفيف من تداعيات الصراع، مع الحاجة الملحة لإدارة بايدن لممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل، والتأكيد على التزامها بالمعايير الدولية، وتسهيل المساعدات الإنسانية، وربما قيادة مبادرة دبلوماسية للتوصل إلى حل قابل للتطبيق.

المصدر: مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC