logo
العالم

يطرق أبواب ألمانيا بعد فرنسا.. "اليمين المتطرف" قد يغير وجه أوروبا لسنوات

يطرق أبواب ألمانيا بعد فرنسا.. "اليمين المتطرف" قد يغير وجه أوروبا لسنوات
قادة أحزاب يمينية متطرفة في اجتماع بعد الانتخابات الأوروبيةالمصدر: رويترز
03 يوليو 2024، 7:27 ص

يثير صعود اليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية مخاوف من أن يحمل تغيرا كبيرا لوجه أوروبا لسنوات قادمة، وذلك كمسار يستكمل على ما جاء من نتائج في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جاءت بنتائج مشابهة، ووضعت اليمين المتطرف في الصدارة.

وتعتبر ألمانيا من أكثر الدول التي ستتأثر بالانتخابات الفرنسية وصعود هذا التيار بحسب متابعين ومراقبين، لاسيما في ظل الأرضية الممهدة لـ "اليمين المتطرف" في الداخل الألماني، وربما يتصاعد وجوده عبر الانتخابات القادمة.

تبعات على كامل أوروبا

وتقول المحللة السياسية، د. جيهان جادو، إن فوز اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الفرنسية سيترتب عليه تبعات وآثار عدة ستطول قارة أوروبا، في صدارتها أن صعود هذا التيار في فرنسا عبر الجولة الأولى، سيشجع صعود أسهم أصحاب هذا الفكر في انتخابات واستحقاقات منتظرة بدول أوروبية أخرى.

وبحسب جادو فإنّ "اليمين المتطرف له العديد من الاتجاهات ويتبنى قضايا مهمة تخص الفرنسيين" مضيفة أن هذا التيار يستهدف عزل فرنسا عن القارة الأوروبية وإخراجها من تحت عباءة الاتحاد الأوروبي والعودة إلى اعتماد الفرنك كعملة فرنسية كما كان سابقا، وعدم اعتماد "اليورو" كعملة موحدة لأوروبا.

وبخصوص الآثار المترتبة عن صعود اليمين المتطرف في فرنسا أكدت المحللة أنها تتعلق بوجود المهاجرين والمغتربين، الذين يتم التعامل معهم من جانب أصحاب تلك الأفكار والسياسات على أنهم أشخاص من "الدرجة الثانية"، وحتى من يحمل الجنسية الفرنسية منهم، في ظل تبني أفكار أن تكون فرنسا للمواطنين الأصليين.

وتابعت أنّ "هذه القرارات والأفكار التي يتبناها اليمين المتطرف ستعرقل بالدرجة الأولى فرنسا المعروفة بـانفتاحها على العالم، ومن المتوقع أن يترتب على ذلك، علاقات ليست جيدة لباريس لا مع محيطها الأوروبي فقط بل الدولي أيضا".

تغير المزاج الانتخابي

ويرى مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، د. رمضان أبو جزر، أن تقدم اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية مؤشر على تغير المزاج الانتخابي للمواطن الأوروبي والفرنسي بالذات، لافتا إلى أن نتائج الانتخابات سيكون لها تأثير كبير على "أمزجة" انتخابية في دول أوروبية أخرى يصارع فيها اليمين المتطرف للوصول إلى الحكم، بعد محاولات عديدة لسنوات طويلة.

وأرجع أبو جزر تحسن أداء الأحزاب اليمينية في الدول الأوروبية وتقدمها إلى عملها على الاقتراب من اللغة التي يفهمها المواطن الأوروبي، بالإضافة إلى فشل عدد من الأحزاب التقليدية التي حكمت أوروبا عقودا في تحقيق الحلول الاقتصادية والأمنية التي باتت تشغل بال الأوروبيين.

ويشير أبو جزر إلى نتائج الانتخابات الفرنسية التي ستكون جولتها الثانية مؤثرة وإن لم تكن كافية لتغيير حقيقي في السياسات الأوروبية نظرا لسيطرة الأحزاب التقليدية مثل حزب الشعب والاشتراكي الديمقراطي على مستوى البرلمان الأوروبي، إلا أنه على مستوى البرلمانات المحلية في الدول التي يتقدم فيها اليمين المتطرف يمكن لهذه الأحزاب إحداث الفارق وتغيير السياسات الأوروبية الحالية".

وأضاف أنه "من الممكن مستقبلا أن يكون اليمين المتطرف وجه أوروبا الحاكم لسنوات عديدة إذا لم تستيقظ الأحزاب التقليدية وتحسن من أدائها للعودة للحكم والمنافسة مرة أخرى.

تمدد يميني في ألمانيا

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية ببرلين، د.عبد المسيح الشامي، أن ما حققه اليمين في فرنسا عقب صعوده القوي في انتخابات البرلمان الأوروبي، سيكون له تأثير كبير على المزاج الشعبي والانتخابي في كل القارة الأوروبية وتحديدا ألمانيا التي تغلي في الآونة الأخيرة بسبب الظروف التي تسببت فيها الحرب الأوكرانية؛ ما أدى إلى تصاعد اليمين بطريقة كبيرة.

وأوضح أنّ "كل المقاطعات التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية سابقا، أصبحت تحت سيطرة اليمين، بالإضافة إلى هيمنة اليمين على جزء كبير من المقاطعات والمناطق في الجزء الغربي بألمانيا، لذلك فإن المزاج الشعبي اليوم بعد الانتصار الكبير لليمين المتطرف في فرنسا، الدولة التي لها تأثير على القارة الأوروبية، سينعكس على المزاج الانتخابي الألماني بشكل كبير للغاية لاسيما أن الحكومة الحالية لم تستطع على مدى فترة حكمها تقديم حلول حقيقية للمشاكل التي تعاني منها ألمانيا منذ أزمة كورونا على الأقل، بالإضافة إلى المشاكل التي وُضعت فيها ألمانيا من خلال هذه الحكومة وفي صدارة ذلك المواقف الخاصة بالحرب الأوكرانية، وهي الأسباب نفسها التي أدت إلى تغير المزاج الانتخابي من قبل في انتخابات البرلمان الأوروبي أخيرا".

ويعتقد الشامي أن تأثير الانتخابات الفرنسية وصعود اليمين سيؤدي إلى شعور بالنشوة لدى اليمين الألماني وأيضا للناخبين الذين لم يستقروا على اختياراتهم حول الانتخابات الألمانية القادمة؛ إذ باتوا يرون مع النتائج الفرنسية أن اليمين المتطرف ربما أصبح صاحب الفرصة الأكبر وأنه القادر على وضع حلول للمشاكل التي تعاني منها ألمانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC