logo
العالم

اليمين الفرنسي المتطرف… أسرار خطة الصعود المحكمة

اليمين الفرنسي المتطرف… أسرار خطة الصعود المحكمة
جان ماري ومارين لوبانالمصدر: صحيفة لوجورنال دو ديمانش
02 يوليو 2024، 1:47 م

يؤكّد متابعون للشأن السياسي الفرنسي أن حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرّف بات قريبا من تحقيق حلم مؤسسه جان ماري لوبان، وهو يشهد تطورا لافتا من حيث عدد الناخبين ونوعيتهم.

وحين أنشأ لوبان الجبهة الوطنية (التسمية الأولى للحزب) في عام 1972، كان هدفه "إعادة دمج جميع عائلات اليمين المتطرف في اللعبة البرلمانية"، وجاءت نتائج الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية لتضع الساحة السياسية في البلاد على مرمى خطوات من هذا الهدف.

تطورات
ويقول مراقبون إنّ هذا الحزب ليس له "ناخب نموذجي"، لكنه كان يتمتع دائمًا بمعاقل تقليدية، فمنذ تسعينيات القرن الماضي شقت الجبهة الوطنية طريقها إلى الطبقات العاملة..

وتأكد نجاح هذا الخيار في انتخابات هذا العام، فقد صوّت 54% من العمال و40% من الموظفين في الانتخابات الأوروبية، و57% من العمّال و44% من الموظفين في الانتخابات التشريعية المبكرة.

وفي قراءة ديمغرافية لطبيعة الناخبين نجد أن 49% من ناخبي الحزب من خريجي المدارس غير الثانوية، مقارنة بـ 22% فقط من حاملي البكالوريا + 3 بمعنى أن الحزب يستهدف الطبقات الأقل تعليما، بما أنّ التعليم يتيح الانفتاح على بقية العالم، ويجعل الناخبين أكثر اطلاعا على الثقافات واللغات والديانات الأخرى وأكثر قدرة على التمييز بين البرامج السياسية للمرشحين.

وخلال الانتخابات الأوروبية والجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، وسع حزب التجمع الوطني قاعدة جمهوره، وانهارت العديد من الحواجز، وتمكّن الحزب من "افتكاك" أصوات كانت مترددة، أو تذهب تقليديا نحو اليسار، بينها أصوات أصحاب المهن الفكرية، وارتفعت نسبة المصوّتين من هذه الفئة من 13% سنة 2012 إلى 20% اليوم.

وينطبق الأمر ذاته على فئة المتقاعدين، وتطورت نسبة المصوتين من هذه الفئة من حوالي 10% عام 2012 إلى نحو 30% اليوم.

تغيرات جغرافية
ومن وجهة نظر جغرافية، أصبح الحزب أكثر انتشارا، وفي البداية، كان يهم بشكل رئيس المدن والضواحي الكبيرة، لكنه انتقل منذ عام 2002 نحو المدن المتوسطة الحجم، ثم نحو العالم الريفي، ليفتكّ بذلك معاقل تقليدية للشيوعيين والماركسيين الذين عادة ما يخاطبون عقول العمّال و"الكادحين".

وبالأرقام يصل الدعم لحزب التجمع الوطني إلى 28% في المدن التي يزيد عدد سكانها على 200 ألف نسمة، مقارنة بنحو 40% في البلديات الريفية التي يقل عدد سكانها عن 2000 نسمة.

وهناك أيضا تغير كبير في جنس الناخبين، فخلال الفترة التي سيطر فيها جان ماري لوبان على الحزب كان هناك نفور من النساء للتصويت له، لكن ابنته تمكنت، حتى اليوم، من جذب الناخبات من خلال تقديم نفسها كامرأة وأم عصرية، وحتى ناشطة نسوية.

ومنذ توليها رئاسة الحزب عام 2011، لم يعد هناك اختلاف مرتبط بالجنس داخل جمهور ناخبي حزب التجمع الوطني، لكن الطريق أمام لوبان لا يزال طويلا لجذب فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، ويفضل نصفهم تقريبا "الجبهة الشعبية الجديدة" التي تضم ائتلاف أحزاب اليسار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC