logo
العالم

خبراء: تقلبات الساحل الأفريقي تقوي شوكة التنظيمات المسلحة

خبراء: تقلبات الساحل الأفريقي تقوي شوكة التنظيمات المسلحة
عناصر مجموعة مسلحة في النيجرالمصدر: رويترز-أرشيفية
01 أغسطس 2024، 12:06 م

أضعفت الانقلابات العسكرية والتوترات في منطقة الساحل الأفريقي التعاون الإقليمي في الحرب ضد الجماعات المتطرفة، وعززت قوة هذه التنظيمات، ومكنتها من إعادة ترتيب صفوفها مجددًا.

وأدت التوترات في المنطقة إلى انهيار تكتلات عسكرية أسهمت في تأمين الحدود وتجميد مهمة قوات مشتركة مدعومة غربيًّا، في مقابل بروز تحالفات جديدة أخفقت بدورها في قلب المعادلة الأمنية.

وتعاني منطقة غرب أفريقيا عمومًا من جماعات متمردة ومتطرفة، على رأسها تنظيمات القاعدة وداعش وبوكو حرام، التي تشن هجمات متكررة في بعض أجزاء من هذه البلدان، وتستحوذ على مساحات من أراضيها.

 وتفيد الأرقام الأممية بأن نحو 50 في المئة من الوفيات في منطقة الساحل الأفريقي حدثت بسبب الهجمات الإرهابية.

وأدت الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية العامة، بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية، إلى تعريض حياة الملايين من الناس وممتلكاتهم وسبل عيشهم للخطر.

وتشمل هذه المناطق من الغرب إلى الشرق الأفريقي، أجزاء من شمال السنغال وجنوب موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو وجنوب النيجر وأقصى شمال نيجيريا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى ووسط تشاد وإريتريا وإثيوبيا، حيث تميزت المنطقة بـ151 انقلابًا ناجحًا أو فاشلًا منذ عام 1960م.

ونتيجة لذلك انهارت خلال العقد الأخير تحالفات عسكرية إقليمية عدة أُنشئت خصيصًا بهدف تحييد النشاط المتطرف.

وكانت البداية من انهيار عملية "برخان" الفرنسية وتفكيكها عقب توتر العلاقات بين فرنسا من جهة، ومالي وبوركينا فاسو والنيجر التي تحكمها أنظمة عسكرية انقلابية من جهة أخرى.

وانهار تحالف دول الساحل الخمس الذي يضم إلى جانب هذه الدول الثلاث تشاد وموريتانيا.

وعُوض هذا التحالف باتفاقية أمنية بين كونفدرالية الساحل الثلاثية تنص على التعهد بمساعدة الأعضاء بعضهم لبعض في حال أي تمرد أو عدوان خارجي، وذلك في أعقاب انسحاب هذه الدول من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".

التنظيمات استغلت الأوضاع الاجتماعية في دول الساحل لتجنيد مزيد من العناصر

عادل عبد الكافي، خبير عسكري

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي عادل عبد الكافي أن "الاضطرابات العسكرية أثرت في منطقة دول الساحل الأفريقي، محدثة فراغًا أمنيًّا، واستحدثت أعداء جددًا، وتركت مساحات واسعة للتيارات المتطرفة، ومكنتها من ملء هذا الفراغ".

وأكد عبد الكافي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن عدم استقرار هذه الدول، واستعداء المكونات الاجتماعية والقبلية في هذه البلدان، ومواجهتها من طرف الأنظمة الحاكمة، وفرت بيئة حاضنة للتنظيمات المسلحة.

وقال إن التنظيمات تمكنت من احتلال عدد من المواقع وإعادة ترتيب صفوفها بعد أن خسرت مراكزها في الشرق الأوسط.

وبيّن الخبير العسكري أن التنظيمات استغلت المساحات الجغرافية والممرات بين هذه الدول، واستغلت الأوضاع الاجتماعية في دول الساحل لتجنيد مزيد من العناصر وتقوية شوكتها.

ويشاطر الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية إدريس أحميد هذا الرأي، مشيرًا إلى "التوتر والتغيّرات السياسية التي شهدتها المنطقة والانقلابات العسكرية في مالي وبوركينافاسو والنيجر أضعفت هذه الدول، وأفسحت المجال لتحركات الجماعات المتشددة".

ويعتقد أحميد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن خروج فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من النيجر ومالي كان له انعكاسات وخيمة، على خلفية الدعم الذي كان يقدم لهذه الدول عبر عملية "برخان" التي ألغتها فرنسا.

وأكد "الوقع السلبي" لكونفدرالية الساحل على التعاون بين حكومات المنطقة أمنيًّا، خاصة مع مجموعة "إيكواس"، إذ أسس لخلافات مع دول غرب أفريقيا.

وقال إن من المتوقع ارتفاع مستوى الصراع الغربي الروسي، وزيادة تحرك المجموعات الإرهابية التي تستغل هذه الظروف السياسية في السيطرة وخلق مزيد من التوترات.

وفي نظر أحميد، فإن هذا التكتل الإقليمي لا يملك مقومات الاستمرار، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية والصراع الذي يدور بين واشنطن وموسكو.

أخبار ذات علاقة

العقوبات والفوضى أبرز التحديات أمام كونفدرالية الساحل الأفريقي الجديدة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC