"طمعًا في مكافأة".. اليسار الأمريكي يمنح "شريان الحياة" لبايدن

منح اليسار الأمريكي "شريان حياة" للرئيس جو بايدن، بحسب وصف صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي رأت أن ذلك يأتي "طمعًا في مكافأة" إذا فاز الأخير بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أمام منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

 وقالت الصحيفة، في تقرير، إنه منذ فشل بايدن في مناظرته مع منافسه ترامب، لم يكن أحد خارج عائلة بايدن أكثر تأييدًا له من النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.

وأضافت أن النائبة كورتيز، المثيرة للجدل، وعدت المراسلين الصحفيين بأن بايدن لن يترك السباق الرئاسي، وتعهدت في القيام بحملة لصالحه.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الإيمان بقدرات بايدن على الاستمرار في السباق الانتخابي، جاء بعد أن قالت كورتيز إنها "تحدثت مع الرئيس بشكل مكثف" خلال عطلة نهاية الأسبوع.

واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن القائد الأعلى الذي يطلب الدعم من أحد أعضاء مجلس النواب، الذي غالبًا ما ينتقده، هو أمر يستحق الاهتمام.

وقالت إن من المؤيدين الآخرين للرئيس بايدن، هو السيناتور بيرني ساندرز، الذي يقول إنه يعتقد أن بايدن لا يزال بإمكانه الفوز، إذا قام بحملته وفقًا لأجندة ساندرز نفسه. 

وحتى النائبة إلهان عمر، التي كانت تدين سياسة بايدن تجاه إسرائيل منذ أشهر، أصبحت الآن في معسكر "أنقذوا بايدن"، وفق التقرير.

ونقلت الصحيفة قول النائبة إلهان، هذا الأسبوع: "لقد كان أفضل رئيس في حياتي.. ونحن ندعمه".

ووفق التقرير، هناك طريقة أيديولوجية لهذا الولاء، إذ إن لدى النائبة إلهان وجهة نظر بشأن ولاية بايدن الأولى، فبينما قام الرئيس بحملته الانتخابية باعتباره موحدًا معتدلًا، حاول في أثناء توليه منصبه أن يكون مجيئه الثاني شبيهًا بالرئيس الراحل فرانكلين روزفلت.

ورغم خسارته الانتخابات التمهيدية لعام 2020 أمام بايدن، أعطى السيناتور ساندرز تأييده مقابل انضمام بايدن إلى فريق عمل وحدة "بايدن- ساندرز"، وفق الصحيفة. 

وبينت أن أجندة فريق العمل تضمنت ضوابط على أسعار الأدوية، وتوسيع الإعفاء الضريبي للأطفال، والتزامات ضخمة في مجال الطاقة الخضراء، وتوسعات في استحقاقات البناء بشكل أفضل.

 وقال تقرير الصحيفة، إن البرلمانيَّين الديمقراطيين، جو مانشين وكيرستن سينيما، حالا دون تقديم قائمة أمنيات سياسة ساندرز بالكامل تقريبًا، مشيرًا إلى أنه في حال أنقذ التقدميون بايدن الآن، وفاز بولاية ثانية، فسيكون اليسار في وضع جيد للاستفادة مجددًا.

وبحسب التقرير، فإن السيناتور ساندرز واضح بشأن ما يتوقعه مقابل البقاء مع بايدن، إذ حث بايدن في بيان دفاعي عن الرئيس، على دعم "الأجر المعيشي" الوطني، وزيادة الضرائب على الرواتب، وإلغاء الديون الطبية، وغير ذلك الكثير. 

وقال ساندرز: "يمكن لبايدن والديمقراطيين الفوز في هذه الانتخابات إذا عالجوا احتياجات الطبقة العاملة".

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس اليائس يتجه إلى اليسار؛ لأنه يعلم أن هؤلاء الديمقراطيين لا يواجهون تحديات انتخابية، حيث يترشح التقدميون في مقاعد آمنة، أو في ولايات ديمقراطية لا فرصة لترامب للظفر بها.

وخلُصت إلى أن الضعف السياسي الذي يعانيه بايدن، وتحوله إلى التقدميين للحصول على شريان الحياة، يزيد المخاطر السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وقالت الصحيفة، إن ساندرز قد يعتقد أن الإنفاق الاجتماعي مجاني، لكن رسومه السياسية ستكون باهظة، وفق تعبيرها.