logo
العالم

حذر من مرشحين "محبين لأمريكا".. "فتوى خامنئي" تحدد هوية الرئيس الإيراني الجديد

حذر من مرشحين "محبين لأمريكا".. "فتوى خامنئي" تحدد هوية الرئيس الإيراني الجديد
26 يونيو 2024، 9:11 ص

في خضم الماراثون الرئاسي الإيراني، جدد المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال خطاب ألقاه، قبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة معارضته للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن المرشح الأنسب من يدفع في هذا الاتجاه، في تطور اعتبره خبراء بمثابة "فتوى" للشعب الإيراني وتوجيه واضح نحو صناديق الاقتراع.

خامئني لم يأت بجديد، وفق محللين، كون المعارضة لأمريكا أصبحت ومنذ زمن بعيد من ثوابت السياسة الإيرانية، وهذا مجرد تأكيد وتذكير من خامئني للمرشحين والناخبين حول ملامح المرحلة المقبلة وأن إيران لن تغير نهجها القائم وستبني عليه مستقبلاً.

وقال خامنئي خلال خطابه، دون أن يذكر أسماء محددة: "بعض السياسيين في بلادنا يعتقدون أن عليهم الاعتماد على هذه القوة أو تلك، ولا يمكن المضي قدما دون الاعتماد على هذه القوة المشهورة والعظيمة. أو يعتقدون أن كل طرق التقدم تمر عبر أمريكا".

وأضاف: "الشخص المقرب من أمريكا ويتصور أنه لا يمكن المضي قدما خطوة إلا بفضلها، لن يكون زميلاً جيدا لكم. ولن يستخدم قدرات البلاد، ولن يدير الأمور بشكل جيد".

ميول للتفاوض

ويشار إلى أن الإصلاحيين يؤكدون ضرورة التفاوض ومحاولة إقامة علاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما وأن العلاقات السياسية بين إيران والولايات المتحدة انقطعت بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في طهران بعد أقل من عام من ثورة 1979، ومنذ ذلك الحين، اتبعت إيران سياسة معاداة أمريكا باعتبارها أحد مبادئها.

وجرت المناظرة الانتخابية الأخيرة، أمس الثلاثاء، لمرشحي الرئاسة مسعود بزشكيان ومصطفي بور محمدي وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي ومحمد باقر قاليباف، بعنوان "كفاءة الحكومة".

اغتنام الفرص

ويرى المرشح للانتخابات الرئاسية الـ 14 سعيد جليلي أنّ الاتفاق النووي لم يحل مشاكل الشعب، مؤكداً أنه “تم تشكيل لجنة مكافحة العقوبات وعشرات البنى التحتية للتعامل مع العقوبات؛ وهذا لا يكفي، ويجب أن نجعل العدو يندم على العقوبات، ولهذا لدينا خطة عملية ومن واجبنا تحييدها والقضاء عليها”.

وبين جليلي أن إيران يجب ألا تفوّت الفرص المتاحة أمامها من أمريكا اللاتينية إلى دول أفريقيا إلى دول الجوار كسوريا وباكستان، ولا سيما دول محور المقاومة، مؤكداً أن إيران قادرة شرط أن تدار من قبل رئيس قادر وكفؤ.

بدوره، شدد المرشح الرئاسي محمد باقر قاليباف على ضرورة إحباط العقوبات عبر استئناف المفاوضات، ومن خلال رفع النمو الاقتصادي. وقال قاليباف إن أولويته في الحكومة الـ 14 للجمهورية في السياسة الخارجية هي الدبلوماسية والسياسات التي أقرتها الدولة، وقال “لدينا العشرات من القضايا المفتوحة وشبه المفتوحة، أولويتنا هي إغلاق القضايا، بهذه الطريقة، القضية الأهم هي التوافق والوحدة على المستوى الوطني”.

خطوة مقابل خطوة

وأكد قاليباف "سنتفاوض بالتأكيد وسنتوصل حتمًا إلى اتفاق، بالطبع، اتفاق في إطار السياسات المعلنة، اتفاق يجلب منافع اقتصادية، ويمضي خطوة بخطوة".

وأوضح "سيكون الأمر عبارة عن خطوة مقابل خطوة. على سبيل المثال، قمنا بعملية التخصيب بنسبة 60% بناء على إجراء إستراتيجي، وإذا كانوا يعتزمون الإفراج عن بعض الأمور، مثل: شؤون البنك المركزي والتأمين وغيرها، فسنعود بالتأكيد إلى الاتفاقيات السابقة ونقوم بخطوة مقابل خطوة".

وتابع قاليباف "عندما نواجه عدوًّا، وقد رأينا سلوك ترامب من قبل، يجب أن نجري المفاوضات بطريقة محسوبة؛ وأنا متأكد من أن هذا الموضوع سيتم متابعته بجدية في مجال رفع الحصار".

وأوضح قاليباف أن هناك فرصًا ثمينة جدًّا في مجال تحييد العقوبات، وقال "إن قدرة منظمات شنغهاي وأوراسيا والبريكس من بين هذه القدرات، وفي البريكس لدينا 24 مليار دولار من القضايا المفتوحة والمعلقة في العقود المبرمة مع الدول الناشئة. كل هذه الدول مناهضة لأمريكا ويمكنها العمل مع جمهورية إيران".

بديل الاتفاق النووي

بدوره، ذكّر المرشح علي رضا زاكاني بأنّ الطرف الآخر هو من أحرق الاتفاق النووي، مؤكداً "لسنا نحن من أحرقناه". ورأى زاكاني أنّ العالم كله بات يدرك قدرات إيران الداخلية والإقليمية، لافتًا إلى الإنجاز الذي حققته طهران بالانضمام إلى منظمة "شانغهاي" ومجموعة "بريكس"، في فترة حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

وأكد المرشح أمير حسين قاضي زادة هاشمي أنّ الاتفاق النووي كان مجرد خسارة أضرت بالبلاد، وأن دبلوماسية الوزير الراحل حسين أمير عبد اللهيان كانت من منطلق قوة، وكانت مزيجاً بين تحسين العلاقة مع الشرق والغرب.

وتساءل المرشح مسعود بزشكيان عن البديل من الاتفاق النووي بالنسبة إلى معارضيه، مؤكداً أنّ القدرات العسكرية الرادعة التي حققها حرس الثورة الإسلامية "مثار فخر بالنسبة إلينا".

وقال بزشكيان إنّ السياسة الخارجية هي أفضل طريقة لرفع العقوبات عن إيران، وإنه ينظر إلى دول المنطقة كفرصة، وسيعمل على توظيف السياسة الخارجية لتعزيز الأخوّة مع دول المنطقة.

حل العقوبات

وقال "إذا أردنا حل مشاكل البلاد الاقتصادية وعلاقتنا مع العالم وازدهارها، فيجب علينا حل العقوبات الظالمة بأساليب مختلفة. يجب أن نضع اللمسات النهائية على الاتفاق مع FATF (مجموعة العمل المالي الدولية) يومًا ما. لأننا دون ذلك نشتري بسعر باهظ الثمن ونبيع بسعر رخيص. الكثير من أموالنا وصفقاتنا واتفاقياتنا هي أمثلة على ذلك".

وركز المرشح الشيخ مصطفى بور محمدي على ضرورة التركيز على السياسة الداخلية أيضًا، واعتبر أن السياسة الخارجية تأتي امتدادًا للسياسة الداخلية، و"إذا كنا قادرين في الداخل، فيمكننا التقدم بأهدافنا في الساحة الدولية".

وقبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران المقررة يوم الجمعة الـ28 من يونيو، بالإضافة إلى قطاعات مختلفة من الشعب، أعلن العديد من المجموعات والشخصيات السياسية والمدنية مقاطعة هذه الانتخابات.

أخبار ذات صلة

إيران.. العقوبات الغربية تلقي ظلالها على حملات الانتخابات الرئاسية

           

يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، تراجعت رغبة المواطنين في إيران بالمشاركة في الانتخابات بشكل ملحوظ، لتحطم الدورة السابقة للانتخابات النيابية الرقم القياسي لمقاطعة الانتخابات، وسجلت أدنى نسبة مشاركة بعد الثورة.

وتظهر نتائج استطلاع أجرته مجموعة استطلاع الرأي الإيرانية (كُمان) أن أكثر من 65% من الشعب لن يشارك في هذه الانتخابات.

وبحسب هذا الاستطلاع، أعلن نحو 22% فقط من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيشاركون ويصوتون في الانتخابات الرئاسية، وقال 12% إنهم لم يتخذوا قراراً بعد بهذا الشأن.

أخبار ذات صلة

إيران.. 16 كيانًا سياسيًا تعلن مقاطعة انتخابات الرئاسة

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC