عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

مشهد أوكراني قاتم ونصر روسي غير حاسم

مشهد أوكراني قاتم ونصر روسي غير حاسم
23 فبراير 2024، 12:16 م

لم تكن رسالة مؤتمر ميونيخ للأمن في نهاية الأسبوع الماضي واضحة بما يكفي: "روسيا تتقدم، وأوكرانيا تكافح من أجل البقاء، والغرب بحاجة إلى تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الآن".

تلك العبارة جعلت المشهد أكثر قتامة في عيون الجنود الأوكرانيين.

ومع دخول الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا عامها الثالث، يسلط استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الضوء على "الكآبة" التي سيطرت على القارة بشأن فرص كييف.

وقد سبب سقوط أفدييفكا في يد روسيا مشاكل في المعنويات بين الجنود الأوكرانيين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نقلا عن مسؤولين غربيين كبار وجنود يقاتلون من أجل أوكرانيا.

التقرير أشار إلى أنه ربما يكون المئات من القوات الأوكرانية قد وقعوا في أسر الوحدات الروسية المتقدمة أو اختفوا خلال الانسحاب الفوضوي لأوكرانيا من مدينة أفدييفكا الشرقية، وهي خسارة مدمرة قد توجه ضربة للروح المعنوية.

يأتي ذلك مع تضاؤل إمدادات قذائف المدفعية المقدمة من الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، التي تجعل من الصعب الحفاظ على الخط الدفاعي الأوكراني، وتفاوت التقديرات حول عدد الأوكرانيين الذين تم أسرهم أو فقدوا في المعركة.



كما أن غالبية الأوروبيين "يائسون من تجنب انتصار روسيا"، ويعتقد واحد فقط من كل 10 أشخاص أن أوكرانيا قادرة على هزيمة روسيا في نهاية المطاف، بينما يعتقد ضعف هذا العدد أن موسكو ستنتصر.

مع كل ذلك فإن المسؤولين الأمريكيين يرون أن خسارة أفدييفكا ليست انتكاسة استراتيجية كبيرة، معتبرين أن المكاسب الروسية في شرق أوكرانيا لن تؤدي بالضرورة إلى أي انهيار للخطوط الأوكرانية.

كما يعتقدون أنه من غير المرجح أن تتمكن موسكو من متابعة هجوم كبير آخر. الأمر الذي يعكس "مزاجًا رماديا" في كييف نفسها.

ولم يكن قيام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتغيير قيادته العسكرية وسط خلافات حول تجنيد جنود جدد واستراتيجية ساحة المعركة، ليعدل من وضع القوات الأوكرانية التي تعاني من نقص في الذخيرة والأسلحة.

يضاف إلى ذلك المشاحنات السياسية في العواصم الغربية، وخاصة في واشنطن، التي تعيق عمليات التسليم والمساعدات.

وكانت أوكرانيا قد كسبت الصيف الماضي بعض التحصينات في "روبوتين" الروسية، حيث إنها تملك "مهارات" عبر عنها مايكل كوفمان، المتخصص في الشؤون العسكرية الروسية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بالقول "إن الهجوم أصعب بكثير من الدفاع، ولا سيما أن القيام باختراق كبير كما فعلت أوكرانيا في خاركيف أو خيرسون يتطلب مجموعة من المهارات التي أثبتت روسيا في عام 2022 أنها لا تمتلكها".

ويضيف أن أوكرانيا "لا تحصل على كمية كافية من ذخيرة المدفعية لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الدفاعية".

أوكرانيا لا تحصل على ذخيرة لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الدفاعية
مايكل كوفمان، متخصص في الشؤون العسكرية

وأدى هذا الأمر إلى فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا العام الماضي في السيطرة على الأرض، ودفع روسيا لتحقيق مكاسب كبيرة وممتدة من الأراضي، حيث استولت على أفدييفكا الأسبوع الماضي، وإن كان ذلك بتكلفة باهظة.

كما لا يمكن إغفال الجانب النفسي للجيش الأوكراني الذي يلعب دوراً رئيسياً في ضعف قدراته أمام القوات الروسية.

وفي هذا السياق، يقول مايك مارتن، وهو زميل زائر في قسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج لندن ومؤلف كتاب "كيف تخوض حرباً"، إن "الموسيقى المزاجية سيئة جداً".

ومن المتوقع أن تحاول روسيا الآن كسب الزخم بعد أفدييفكا، وربما إعادة نشر قواتها في أجزاء أخرى من خط الجبهة، بما في ذلك روبوتين على جبهة زابوريزجيا، بحسب تحليل سياسي لصحيفة تيليغراف البريطانية.

وتفيد التقارير بأن " 30,000 إلى 40,000" جندي روسي احتشدوا حول روبوتين، حيث يتوقع أن تستمر قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالكفاح لتحقيق اختراقات كبيرة.

أما بالنسبة لأوكرانيا فإن المشكلة تكمن في أنها يجب ألا تبقى في حالة جمود مع تراكم بعض الخسائر لتتحول إلى رواية هزيمة تجعل الدول الغربية تشكك في تقديم الدعم لها.

وللحفاظ على هذا الدعم، من الأهمية بمكان أن تستمر البلاد في إظهار قدرتها على الضرب والانتصار، تمامًا كما فعلت مؤخرًا بإغراق السفن الحربية الروسية في البحر الأسود.

فعلى الرغم من الضعف التقني للقوات الروسية، لا تزال حظوظ أوكرانيا في الأشهر القادمة تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الغربية، وخاصة قذائف المدفعية.

ومع وجود 49 مليار جنيه إسترليني (61 مليار دولار) من المساعدات الأمريكية المحتجزة في واشنطن، فإن أوكرانيا تعاني من نقص شديد في التسليح.

ويقدر أن المدفعية الروسية تطلق النار حاليًا بمعدل خمسة أضعاف المدافع الأوكرانية.

وقد أشار الرئيس الأوكراني خلال اجتماع خاص مع مجموعة من أعضاء الكونغرس إلى أن ما يحتاجه بالضبط هو صواريخ أتاسمز-300 بعيدة المدى.

وأخرج زيلينسكي خريطة توضح الأهداف الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة التي يمكن ضربها بصواريخ أتاسمز تلك.

وأوضح أن هذه الضربات لن تحرر شبه جزيرة القرم، لكنها ستزعزع ثقة روسيا وترفع الروح المعنوية الأوكرانية في وقت يعتقد فيه الرئيس الروسي أنه مسيطر على الوضع.

ولكن، حتى مع دعم الكونغرس الأمريكي لاستمرار المساعدات العسكرية المهم للغاية، إذ يوفر لأوكرانيا الوقت لتعزيز دفاعاتها وحماية أراضيها من الهجوم هذا العام حتى تتمكن ربما في العام المقبل من إعادة شن هجوم، فإن بوتين يعلم أنه لا يمكنه الاستمرار إلى ما لا نهاية في حرب تؤدي إلى مزيد من الضحايا.

لهذا السبب فإن الدعم الأمريكي بالنسبة لأوكرانيا يحقق نوعا ما الانتصار لأوكرانيا من خلال التصدي لروسيا على الأقل. حسب الصحيفة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC