عاجل
السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي
أثارت انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن للحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو، التساؤلات بشأن إمكانية أن تُقرّب نهاية الحرب في قطاع غزة، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت من أبرز الداعمين لإسرائيل في الحرب.
تصريح لافت صدر عن بايدن، أمس الثلاثاء، حين قال إن "الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد الدعم بسبب القصف العشوائي في غزة"، وأنه "لابد لنتنياهو من تغيير حكومته المتشددة"، ووصف تلك الحكومة بأنها "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل"، وأنها "لا تؤمن بحل الدولتين".
ولاقت تلك التصريحات ترحيبًا ضمن أوساط فلسطينية، ومطالبات بتحويلها إلى أفعال من خلال العمل على وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنها في المقابل تسببت بإحباط لدى الأوساط الإسرائيلية من إمكانية تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها.
وتباينت آراء المحللين السياسيين، بشأن إمكانية أن تؤدي تلك التصريحات إلى تغيير في موقف الإدارة الأمريكية الداعم لإسرائيل، وما تعنيه من عودة الخلافات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن لمربعها الأول.
لا تغيير
يرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن "تصريحات بايدن لا يمكن أن تغير من حقيقة الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في حربها على غزة"، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار رفض إدارة بايدن لحكومة نتنياهو المتشددة منذ تأسيسها.
وقال عوكل، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "أحداث السابع من أكتوبر أجبرت بايدن وإدارته على إنهاء القطيعة غير المعلنة لنتنياهو وحكومته، إلا أنها لم تغير مواقفها من الحكومة على أنها الأكثر تشددًا ويمينية في تاريخ إسرائيل".
وأوضح أن "بايدن تهرب منذ تشكيل نتنياهو لحكومته اليمينة من التواصل معه أو دعوته لزيارة البيت الأبيض، ومضى في التعامل معه على خطى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما"، لافتًا إلى أن الحرب لم تُنهِ هذه القطيعة.
وأشار عوكل، إلى أن "تصريحات بايدن تشير إلى أن الإدارة الأمريكية مصرة على تغيير الحكومة بإسرائيل وتعتبره مطلبًا أساسًا لقبول التعامل مع وزرائها، وتعبر عن رفضها للتصريحات العنصرية الصادرة عنهم".
وأضاف: "تصريحات بايدن تشير إلى خلافات بين إدارته وحكومة نتنياهو بشأن الجدول الزمني لإنهاء الحرب، وحاجة الولايات المتحدة لهذا الأمر من أجل خططها المتعلقة بإدارة غزة بعد وقف القتال العسكري".
وبين أن "هذه التصريحات تشير إلى أن تل أبيب تراوغ واشنطن، وترفض الالتزام بجدول زمني محدد لإنهاء العمليات العسكرية، خاصة أن البيت الأبيض يرغب بوقف الحرب بحلول نهاية العام الجاري، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
إشارة أمريكية
المحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، يرى أن "تصريحات بايدن يمكن اعتبارها إشارة لحكومة نتنياهو بضرورة تعديل سياساتها، والقبول باستئناف المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة بوساطة دولية وإقليمية"
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إن "تصريحات بايدن ستكون عاملاً مهمًا لتقريب موعد نهاية الحرب في غزة، وتؤكد رغبة إدارته بوقف القتال، والتوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة المقبلة في القطاع".
وأوضح أن "مثل هذه التصريحات تؤكد أن الإدارة الأمريكية ستعود لحالة القطيعة من حكومة نتنياهو بعد انقضاء حرب غزة، وأن الفيتو الأمريكي على بعض الوزراء بالحكومة لا يزال قائمًا بالرغم من التواصل المستمر بين واشنطن وتل أبيب".
وأضاف: "إدارة بايدن ستعمل بعد الحرب على دعم المعارضة الإسرائيلية وتحديدًا زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، الذي ترغب الولايات المتحدة بأن يكون رئيس الوزراء المقبل، خاصة مع ازدياد شعبيته إسرائيليًا".
وبحسب أبو زايدة، فإن "المساعي الأمريكية لتغيير الحكومة في إسرائيل لن تتوقف، وهي ترغب بوصول غانتس لرئاسة الوزراء، نظرًا لتبنيه مواقف متقاربة من المواقف التي تروّج لها الولايات المتحدة، خاصة ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية".
وأضاف أن "الولايات المتحدة ستعمل من أجل وضع جدول زمني محدد وملزم لإسرائيل بشأن العملية العسكرية في غزة، وأن بايدن سيمارس ضغوطًا على الإسرائيليين من أجل الالتزام بذلك، والبدء بمرحلة ما بعد حرب غزة".
