logo
العالم

مشاورات تشكيل الحكومة الفرنسية.. هل وقع ماكرون في "فخ ميلانشون"؟

مشاورات تشكيل الحكومة الفرنسية.. هل وقع ماكرون في "فخ ميلانشون"؟
ماكرون وميلانشونالمصدر: موقع "أوروبا 1"
26 أغسطس 2024، 2:50 م

وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه في مأزق حقيقي بعد أن أعلن تمسّكه بشرط عدم مشاركة حزب خصمه جان لوك ميلانشون في الحكومة الجديدة.

وربط ماكرون الموافقة بتكليف ممثلة ائتلاف اليسار لوسي كاستيت باستبعاد حزب "فرنسا الأبية" من أي منصب وزاري في الحكومة الجديدة، واستغل ميلانشون هذه الثغرة معلنا تعهده بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة، ما وضع ماكرون في موقف محرج وفق متابعين.

استراتيجية ماكرون

ويقول محللون لصحيفة "لوموند" الفرنسية إنّ ماكرون "وقع في الفخ الذي وضعه بنفسه" للإطاحة باليسار، حيث بنى استراتيجيته على استبعاد ميلانشون بدلا من بنائها على برنامج ومناقشته، وفق تعبيرهم.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية إنّ استراتيجية ماكرون كانت تسير على نحو جيّد بعد استقبال الرئيس وفدا من الجبهة الشعبية الجديدة، يوم الجمعة الماضي، بقيادة مرشحتها لرئاسة الحكومة لوي كاستيت، حيث حصل الرئيس على إجماع من أحزاب الائتلاف الرئاسي، إضافة إلى حزب الجمهوريين، على رفض حكومة تتضمن وزراء من "حزب ميلانشون".

أخبار ذات علاقة

اليسار المتطرف يواجه ماكرون بـ"الهجوم المضاد"

 

وكان رئيس الدولة سيبدأ بعد ذلك جولة جديدة من المناقشات للعثور على رئيس الحكومة القادر على جمع "الأغلبية الأكبر والأكثر استقرارًا" الممكنة.

لكن ميلانشون أفسد هذه الخطة، بإعلان استعداد حزبه لعدم المشاركة في الحكومة الجديدة وإظهار أن وزراء "فرنسا الأبية" ليسوا سوى ذريعة من ماكرون للضغط على ائتلاف اليسار وعدم القبول به كطرف فائز في الانتخابات؛ ومن ثم ذا أولوية لرئاسة الحكومة الجديدة.

وأشار تقرير "لوموند" إلى أن ماكرون "لم يعد سيد اللعبة" وحتى الآن لا يعلم إلى أين يمكن أن يتجه، ومن سيعين لرئاسة الحكومة القادمة، بينما "يستمتع ميلانشون بتعديل مسار المشكلة، رغم أن كثيرين، حتى من داخل معسكره، كانوا يرغبون في إبعاده عن اللعبة" وفق تعبيرها.

تحفظات

وكان الرئيس الفرنسي قد صرح من قبل بأنه لن يقبل تعيين حكومة من شأنها أن تشكك في "أم الإصلاحات"، أي معاشات التقاعد، ومن شأنها زيادة الضرائب أو الإنفاق العام أو الحد الأدنى للأجور.

ويقول مقربون منه إن ماكرون لا يريد أن يرى "تراجعا عما أُنْجِز" منذ عام 2017، ويريد "استمرارية في السياسات الاقتصادية والأمنية".

وتحدثت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية من جانبها عن "تناقض صارخ بين ماكرون وميلانشون، من حيث طريقة التفكير والأداء السياسي، وقالت إن "رئيس الجمهورية يستشير الجميع، لكنه لا يطرح أي اقتراحات، في حين أن مؤسس حزب "فرنسا الأبية" لا يستشير أحداً، بل يجبر الجميع – شركاء وخصوماً على حد سواء – على الرد على مبادراته" وفق تعبيرها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC