وزارة الصحة: 25 قتيلا في غارات إسرائيلية على لبنان أمس

logo
العالم

هاريس "تخطب ود" عرب ومسلمي ميشيغان

هاريس "تخطب ود" عرب ومسلمي ميشيغان
كامالا هاريس المصدر: رويترز
05 أكتوبر 2024، 1:43 م

رابح فيلالي - إرم نيوز

كان لافتاً ذلك الاجتماع الذي عقدته المرشحة الديموقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في الساعات الماضية مع عرب ميشيغان ومسلميها، في محاولة للتوصل إلى أرضية اتفاق بشان مواقف الإدارة الأمريكية الحالية من الحربين في غزة ولبنان.

وحتى إن لم يكن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه بالنسبة لإدارة الرئيس جو بايدن والمرشحة هاريس حاليا، إلا أن التباين في المواقف لا يزال ظاهرا بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بذلك المطلب الرئيسي الذي يرفعه العرب والمسلمون الأمريكيون، وهو الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ومعالجة الأزمة الانسانية المتفاقمة هناك.

"غير ملتزم"

 إضافة إلى إعلان رؤية مستقبلية واضحة بخصوص خريطة طريق لأجل تمكين الفلسطينيين من الحصول على دولة مستقلة تعيش في سلام مع جيرانها.

ولم تتوصل الاجتماعات السابقة بين الجانبين إلى أي اتفاق، لكنها أبقت الباب مفتوحا دائما أمام اتفاق واحد، وهو إبقاء باب المفاوضات متاحاً حتى موعد الانتخابات في 5 من نوفمبر المقبل.

تدرك هاريس ومن ورائها الحزب الديموقراطي أن اصوات العرب والمسلمين الأمريكيين في ولاية ميشيغان تحديدا وفي بقية البلاد أصوات مهمة في حسابات الديموقراطيين الانتخابية، كما كان عليه الأمر في العقد الأخير كاملا، ولذا، هي لا تريد لهذا المسعى أن يتوقف وأن تترك أصوات هذه الأقلية المهمة في مهب الريح، بعد أن كانت تاريخيا وتقليديا هي أصوات حاضنة للحزب الديمقراطي ومؤيدة له في مجموع سياساته الداخلية والخارجية.

أخبار ذات علاقة

هاريس تلتقي قيادات من الأمريكيين المسلمين والعرب

 

لأن عدم الفوز بهذه الأصوات هو نقصان في ميزان الحزب سواء بذهابها لصالح المرشح المنافس الجمهوري دونالد ترامب، أو أحد المرشحين المستقلين أو حتى من خلال خيار امتناع العرب الأمريكيين عن التصويت والبقاء في بيوتهم.

 هذه الخسارة لا تريد لها هاريس أن تحدث، ثم أن المسألة حاليا لم تعد ترتبط فقط بأصوات العرب والمسلمين الأمريكيين في ولاية ميشيغان، لأن هؤلاء هم من أطلقوا حركة وطنية واسعة تدعو لعدم التصويت للرئيس بايدن أو هاريس أو حتى بقية المرشحين الديموقراطيين في الاستحقاقات المحلية ألا وهي حركة "غير ملتزم".

هذه الحركة التي بدأت بواكير أعمالها من مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، تحولت بمرور الوقت إلى حركة  احتجاجية وطنية مناهضة لسياسات إدارة بايدن في حرب غزة، وتدعو علنا إلى التصويت بورقة مكتوب عليها "غير ملتزم"، وهو التصويت الذي انتشر في ثماني ولايات أمريكية خلال الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، وخسر بسببها الرئيس بايدن خمسة وأربعين ألف صوت يومها في ولاية ميشيغان.

 امتداد هذه الحركة إلى ولايات أوهايو ومينيسوتا ونيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا وفلوريدا وكولورادو وفرجينيا والعاصمة واشنطن أشعر الديموقراطيين بالقلق الحقيقي من هذه الحركة المتنامية سياسيا، التي أظهرت حضورا أقوى خلال أيام المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي، والتي لم تتوقف طيلة مدة انعقاد المؤتمر عن الاحتجاجات والمظاهرات داخل قاعة المؤتمر وفي شوارع المدينة المجاورة، احتجاجا على سياسات الديموقراطيين في غزة.

انقسام بين التيارات

 وما زاد المشهد تعقيدا هو انضمام أصوات من داخل الصفوة في قيادة الحزب إلى تبني مطالب هذه الحركة، عندما رفع مطالبها أعضاء من مجلس النواب في العاصمة واشنطن في مجموعة رسائل  للرئيس بايدن، مطالبين إياه بمراجعة خياراته في التعامل مع الحرب في غزة، وجميع هؤلاء من أعضاء الجناح الذي يوصف بـ"التقدمي" في العاصمة واشنطن.

 من خلال هذه الأحداث بات واضحا أن هناك انقساما داخل الحزب الديموقراطي بشأن الموقف من حرب غزة، وبصورة خاصة من طرف جناح اليافعين من الشباب الديموقراطيين، الذين أطلقوا حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن حاجة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من ورائها إلى إظهار مواقف أكثر قوة فيما يتعلق بأدوات معالجة المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة.

 وانتهت تلك الدعوات إلى ظهور حركة احتجاجية واسعة في مختلف الجامعات الأمريكية طيلة شهور فصل الربيع الماضي، وهي المسألة التي أعادت إلى أذهان الأمريكيين مظاهرات معارضة الحرب في فيتنام في ستينيات القرن الماضي.

 يقول قياديون عرب من الجالية إن هاريس أظهرت تفهما أكبر لمشاعر مواطنيها من أصول عربية، كما أبانت عن مشاعر أفضل حول قلقهم وخوفهم على مصير عائلاتهم التي ينحدرون منها، وكذلك الحاجات الإنسانية التي يجب أن تتوفر، لكن ذلك كما يقول هؤلاء لا يزال غير كاف، لاعتقادهم أن الإدارة  الأمريكية لا تزال قادرة على ممارسة ضغوط أكبر على  الحكومة الإسرائيلية، بهدف التوصل إلى حلول جدية في الحرب الدائرة في القطاع وفي لبنان حاليا.

مقابل ذلك فإن هذا الانقسام الذي يعيشه الحزب الديموقراطي بسبب اختلاف الآراء في المواقف من الحرب في غزة، امتد ليصبح هو الآخر عنوانا لانقسام مواز داخل  الكتلة السياسية والناخبين من العرب والمسلمين الأمريكيين.

ففي الوقت الذي تدعو فيه أصوات إلى إظهار شيء من الليونة في الموقف من قبل الجالية، والتفاوض على خريطة طريق مع المرشحة هاريس لمرحلة ما بعد الانتخابات، هناك أصوات ترفض اللقاء مع المرشحة الديموقراطية، وترى أن الخيار الأفضل لعرب أمريكا هو مقاطعة القيادات الديمقراطية بالكامل، والتوقف عن دعم مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة.

أخبار ذات علاقة

قبل شهر من الاستحقاق.. أوباما يلقي بثقله لدعم هاريس

 

فيما يعمل تيار آخر من أصحاب الأعمال وداعمي المبادرات الاقتصادية الصغيرة والمحدودة على دعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لأنه يظهر عداء واضحا وصارما تجاه إيران وأذرعها المدعومة من قبلها في المنطقة، ويحقق مصلحة داخلية من خلال إجراءات  تخفيض الضرائب، ثم أنه في موضوع الهجرة لن يكرر تلك السياسات التي كان قد اتخذها في ولايته السابقة في البيت الأبيض.

هناك طرف ثالث وهو الأقوى حتى الآن على الأقل كما تظهره استطلاعات الرأي، وهو الداعي إلى أن يكون التصويت جماعيا بين عرب ومسلمي الولايات لمرشح ثالث مستقل، وهو تصويت بالتأكيد لن يحقق فائدة لمرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري، ولكنه سوف يرسل رسالة واضحة لكليهما في الوقت الحاضر ويلفت الأنظار بصورة أكبر إلى القوة الانتخابية التي بات العرب والمسلمون الأمريكيون يمثلونها في المشهد السياسي الأمريكي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC