logo
العالم

مالي.. "انتكاسة" الجيش تُنعش آمال فرنسا في استعادة نفوذها

مالي.. "انتكاسة" الجيش تُنعش آمال فرنسا في استعادة نفوذها
جنود في الجيش الماليالمصدر: رويترز
29 يوليو 2024، 4:57 م

اعتبر محللون سياسيون أن قتال الجيش المالي ضد الانفصاليين في شمال البلاد وخسائره هناك تُعد انتكاسة كبيرة تخدم مصلحة الفرنسيين، الذين تراجع نفوذهم في المنطقة.

ووفق مصادر محلية، فقد قُتل أو أُسر العشرات من مقاتلي "فاغنر" العاملين إلى جانب المجلس العسكري الحاكم في مالي.

وتكبد الجيش المالي وحلفاؤه، السبت، خسائر فادحة خلال معارك ضد الانفصاليين شمال البلاد قرب الحدود الجزائرية المالية.

الكارثة الأكبر

قال الباحث السياسي السنغالي المتخصص في القرن الأفريقي، أليوب سال، لـ"إرم نيوز"، إنّ "هذه هي ربما الكارثة الأكبر التي تعرض لها المرتزقة الروس في مالي على الإطلاق، بعد قتال على نطاق غير مسبوق لعدة أشهر في شمال البلاد".

وأضاف سال أن الانفصاليين الطوارق ألحقوا خسائر فادحة بالجيش المالي وحلفائه، بما في ذلك الخسائر التي تقدر بالعشرات، وهو ما يعتبر تراجعا للنفوذ الروسي لصالح الوجود الفرنسي الذي تراجع في المنطقة، وفق تقديره.

وأشار إلى أن "مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تُظهر مقاتلين انفصاليين يتجولون منتصرين بين جثث الرجال البيض الملقاة على الرمال، حول المركبات القتالية المحترقة".

أخبار ذات علاقة

انفصاليو مالي يعلنون تحقيق "انتصار كبير" وأسر عناصر من "فاغنر"

 

ولفت إلى أن صوراً أخرى تشير إلى وجود أسرى حرب روس مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين في أيدي مقاتلي الطوارق، يأمرونهم بترديد الشعارات.

من جهته، قال الباحث السياسي المالي نياجالي باجايوكو، لـ "إرم نيوز"، إن الجيش المالي وحلفاءه الروس تكبدوا انتكاسة كبيرة وخسائر فادحة خلال القتال ضد الانفصاليين في شمال البلاد.

وأضاف أن مقاتلي"أزواد" يسيطرون على الوضع في تنزاواتين وجنوبا في منطقة كيدال، بينما فر المرتزقة الروس والقوات المسلحة المالية.
وأشار إلى أن النتيجة تظل غير مؤكدة بالنسبة للمجموعة الروسية التي تدعم المجلس العسكري المالي في مساعيه لاستعادة الشمال.

من جانبه، قال محمد المولود رمضان، المتحدث باسم تحالف الجماعات المسلحة الانفصالية الطوارق، إن مقاتلين استسلموا، ونقل مقاطع فيديو تظهر العديد من جثث جنود الجيش المالي وحلفائهم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بدوره، قال مسؤول محلي منتخب إن "الجيش المالي انسحب"، مشيراً إلى مقتل 17 شخصاً على الأقل.

وفي بيان صحفي منفصل تم توثيقه من قبل موقع "ساسة"، وهي منظمة أمريكية غير حكومية متخصصة في مراقبة الجماعات المتطرفة، ادعى متطرفون تابعون لتنظيم "القاعدة" أنهم قتلوا 50 روسيًا و10 ماليين.

وأعلن الانفصاليون الماليون تحقيق "نصر مدوّ" يوم الأحد من خلال "الاستيلاء على معدات كبيرة وأسلحة أو إتلافها".

محاولة استعادة شمالي مالي

من جانبه، قال الباحث السياسي البلجيكي المتخصص في الساحل الأفريقي، بيير بيتشينين دا براتا، لـ"إرم نيوز"، إن المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مالي منذ عام 2020 جعل من استعادة الأراضي الوطنية إحدى أولوياته.

وأشار إلى أن الجماعات الانفصالية المسلحة فقدت السيطرة على عدة مناطق في الشمال منذ نهاية عام 2023 بعد هجوم شنه الجيش المالي، والذي بلغ ذروته بالسيطرة على كيدال، معقل دعاة الاستقلال؛ وهو ما مثل قضية سيادة رئيسة للدولة المركزية.

وأوضح أن هذا الهجوم أدى إلى ظهور مزاعم عديدة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المالية وحلفاؤها الروس ضد المدنيين منذ عام 2022، وهو ما تنفيه السلطات المالية.

وحذر المحلل السياسي من عودة مالي "كما كانت، منذ عام 2012، فريسة لتصرفات الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة و"داعش" الإرهابيين، وعنف المجتمعات المحلية والجماعات الإرهابية".

ورأى الباحث السياسي أنه منذ عام 2022 زاد المجلس العسكري بقيادة العقيد عاصمي غويتا من أعمال التمزق، وأنهى التحالف مع فرنسا وشركائها الأوروبيين ليتجه عسكريا وسياسيا نحو روسيا، موضحاً أنه بعد تلك الخسارة يمكن أن يتحالف الانفصاليون مع فرنسا، وأن تستعيد باريس نفوذها من جديد في مالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC