ألمانيا.. قلق من استغلال اليمين المتطرف للاحتجاجات

سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على ما تشهده ألمانيا من احتجاجات أعقبت قراراً بإلغاء الإعفاءات الضريبية، وسط تحذير من استغلال الأوضاع من قبل عناصر يمينية متطرفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن البلاد شهدت احتجاجات شهدت إغلاق الطرق ومراكز المدن والطرق السريعة بالجرارات؛ ما جعلها نقطة محورية للعناصر اليمينية المتطرفة التي تسعى إلى استغلال حالة السخط.

وذكرت الصحيفة أن المستشار الألماني أولاف شولتز، أعرب عن قلقه العميق بشأن "صعود التطرف وسط التعبئة الاجتماعية المستمرة للمزارعين في البلاد"، وشدد على أهمية التمييز بين الاحتجاجات المشروعة والإجراءات التي تقوض العمليات الديمقراطية، محذراً من تسلل ما سماها "الأيديولوجيات المتطرفة".

ونقلت الصحيفة عن شولتز: "عندما تتحول الاحتجاجات إلى تعبيرات عن الغضب أو ازدراء المؤسسات الديمقراطية، فإن ذلك يضر بالمجتمع بأكمله"، وأشار إلى تأجيج الغضب من قبل المتطرفين، لا سيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ليصف ذلك بأنه "خليط سام يجب أن يكون مدعاة للقلق".

 واعترافًا منه بأهمية الاختلاف داخل النظام الديمقراطي، دعا شولتز المشاركين إلى ممارسة ضبط النفس وتبني روح المسؤولية، مؤكدا أن الدعوات إلى العنف والتهديدات الشخصية لا مكان لها في مجتمع ديمقراطي.

يشار إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، دعم المظاهرات بشكل نشط؛ ما أثار مخاوف بشأن التسلل المحتمل من قبل الجماعات المتطرفة، حيث تخشى الحكومة أن تشكل هذه الجماعات، التي تستغل الاحتجاجات التي أثارها إلغاء الإعفاءات الضريبية والإعانات، تهديدا للاستقرار الديمقراطي، حسب الصحيفة.

وأعرب شولتز عن امتنانه لرئيس اتحاد المزارعين الألمان يواكيم روكويد؛ لإبعاد الاتحاد عن المتطرفين والانتهازيين الذين يدعون إلى التمرد والإطاحة بالنظام، معتبراً أن مثل هذا الخطاب ليس فقط غير منطقي ولكنه خطير أيضًا.

وقالت الصحيفة: "على الرغم من الجهود التي تبذلها منظمة المزارعين الرئيسية للنأي بنفسها عن الحركات اليمينية والمتطرفة، فقد لوحظت الرموز القومية خلال الاحتجاجات".

 ومع وصول تعبئة المزارعين إلى ذروتها، من المقرر تنظيم مظاهرة كبيرة في برلين بعد غد الإثنين.

وأضافت الصحيفة أن "مخاوف المستشار شولتز تعكس التوازن الدقيق بين التعبير الديمقراطي والاستغلال المحتمل للمظالم المشروعة من قبل الفصائل المتطرفة".