عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم

في مواجهة "الخيارات الصعبة".. زيلينسكي يسابق الزمن لإبرام اتفاق سلام

في مواجهة "الخيارات الصعبة".. زيلينسكي يسابق الزمن لإبرام اتفاق سلام
الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكيالمصدر: رويترز
21 يوليو 2024، 4:47 م

تعيش الإدارة الأوكرانية في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب مع روسيا كما يرى مراقبون، حيث تشير التصريحات والمواقف إلى أن كييف متجهة لإبرام اتفاق سلام مع روسيا بعد عجز الغرب عن تحقيق ما تطلبه كييف والتغييرات السياسية الدولية. يضاف إلى ذلك الضغط الداخلي على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.


آخر التصريحات الصادرة، والتي تشي بحجم الضغط الداخلي مع اقتراب قبول كييف مجبرة اتفاق سلام مع روسيا جاءت من عمدة كييف فيتالي كليتشكو، والذي قال في لقاء صحفي حول قبول اتفاق سلام إنه "من المحتمل أن يلجأ زيلينسكي إلى الاستفتاء، لا أعتقد أنه سيكون قادرًا على التوصل إلى مثل هذه الاتفاقات المؤلمة والمهمة بمفرده دون إضفاء الشرعية عليها من قبل الشعب".


ويرى خبراء حاورتهم "إرم نيوز" أن "كييف وصلت لقناعة متأخرة بأن الحل الوحيد المتبقي هو قبول اتفاق سلام مع موسكو، والمؤشرات كلها تؤكد ذلك". ويعتقد هؤلاء أن "ما دفع كييف لقبول الواقع المؤلم بالنسبة لها هو الفشل العسكري على الجبهة وكذلك شعورها بخذلان غربي في وقت تسير رياح التغيير السياسي في أوروبا، وتقترب من الولايات المتحدة الأمريكية".

أخبار ذات علاقة

"الغارديان": انقسام أوروبي حيال موقف ترامب من أوكرانيا

 


خيارات محدودة

يقول الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ميخائيل سفيريدوف، في حديثه لـ"إرم نيوز" إنه "مع بداية هذا العام وصلت الأمور لذروتها داخل الإدارة الأوكرانية، فالدعم الغربي رغم الحديث الدائم عنه لم ينجح بتحقيق أي هدف لأوكرانيا لا في استرجاع القرم ولا في حماية ما تبقى من أراضيها في الشرق على مدار عامين ونصف تقريبا من الحرب".


ويتابع: "يأتي الآن التغيير السياسي في العالم، ويكمل آثار الفشل العسكري، خاصة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ونتائجها المتوقعة تقريبا".


ويضيف الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية أن "ما ذكرته يلخص الحالة التي تعيشها كييف، لذلك يشعر زيلينسكي أنه يسابق الوقت، وأن أي مفاوضات قادمة ستكون مخرجا له لإنهاء حالة الهزيمة، فروسيا تتقدم بسرعة، وقد تحقق أهدافها عسكريا قبل الجلوس على طاولة المفاوضات".


وينوه سفيريدوف، إلى أنه "منذ حديث زيلينسكي عن رغبته في دعوة روسيا إلى مؤتمر السلام الثاني وحديثه عن ضرورة أن يكشف المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام يعني أن زيلينسكي لم يعد ذلك الرجل الذي يتحدث عن استعادة كل الأراضي وهزيمة روسيا؛ لأنه ببساطة عول على الغرب، وهذا طبيعي أن يحدث".


وتساءل: "إلى أين يتجه؟ حالة صعبة يعيشها زيلينسكي اليوم فلا الغرب قادر أن يلبي طموحاته، وأن يخوض حربا مع روسيا ولا التغييرات السياسية الحاصلة تصب في صالح كييف ولا حتى الجبهة قادرة على الصمود أكثر".

أخبار ذات علاقة

ترامب يعد زيلينسكي "بإنهاء الحرب" في أوكرانيا

 


ضغط خارجي

في المقابل يرى الباحث في الشؤون السياسية فلاديمير تشوروشكين، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "الغرب انقلب على زيلينسكي حرفيا، فبعد أن أعطاه الأمل بالعضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي، شريطة أن يهزم روسيا، أو على الأقل أن يصمد بوجهها، وفتح خطوط إمداد عسكري له من الغرب لا تنقطع، لكن كل هذا يتغير تدريجيا الآن".


ويتابع: "الإمداد العسكري انقطع أكثر من مرة ولا أسلحة مدمرة وصلت وأغلب الأوكرانيين القادرين على القتال أصبحوا لاجئين في أوروبا، وكأنه طعم أرادوا منه فتح حرب مع روسيا لاستنزافها فقط، وأعتقد أن زيلينسكي فهم هذا متأخرا، لكنه خائف من التصريح بذلك".


ويضيف الباحث في الشؤون السياسية: "الآن وقع زيلينسكي بين نارين: الأولى أن بعض ساسة الغرب يريدون منه استكمال الحرب حتى آخر أوكراني، رغم قناعتهم بأنه لن يستطيع أن ينتصر، لكنه يلبي طموحهم باستنزاف موسكو".

"أما النار الثانية فهي قادمة من ساسة غربيين أيضا، لكنهم مختلفون في رؤيتهم للصراع، ويريدون من زيلينسكي الذهاب للتفاوض لكن وهو مهزوم، ولهذا شعر الرئيس الأوكراني أنه ضحية بين تيارات سياسية داخل الغرب، وأنه الخاسر الأول والأخير هو وشعبه من هذه المعركة".


وخلص إلى القول: "لم تعد المخارج كثيرة للأزمة التي تعيشها كييف، لذلك اختارت كييف إنهاء الحرب بطريقة تحفظ لها ما يمكن حفظه، وبدأت الحديث عن مؤتمرات سلام واتفاقيات لإنهاء الصراع".


ضغط داخلي

في المقابل يشير الخبير في الشؤون الأوكرانية كيريل جافريلكو، في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن "الضغط السياسي الذي يعيشه زيلينسكي ليس فقط من الخارج، بل هناك ضغط أشد من الداخل وهو ما صرح به عمدة كييف حول ضرورة استفتاء الشعب الأوكراني على أي اتفاق سلام".


ويتابع جافريلكو: "هذا الشرط لم يكن في حساب زيلينسكي وهو ما يكبله أكثر داخل المفاوضات، فهناك تيارات ترفض إدارته للحرب، وترفض السلام وتريد استمرار المعارك وعدم الاستسلام وهناك تيارات تريد عكس ذلك وزيلينسكي لن يستطيع إرضاء الطرفين".


ويضيف: "ماذا إذا رفض الأوكرانيون خلال الاستفتاء اتفاق سلام جاء بمباركة أمريكية؟ ماذا يقول زيلينسكي؟ وهو يعرف ماذا يعني رفض اتفاق سلام تريده واشنطن لأنها ستتركه وحيدا وفي نفس الوقت أوروبا لم تعد كما كانت عام 2022".


وينوه الخبير في الشؤون الأوكرانية إلى خيارين لا ثالث لهما: "فإما سيحاول إقناع الأوكرانيين والتيارات الداخلية أن هذا أفضل ما يمكن تحقيقه من المفاوضات، أو يستقيل لأن الاستمرار بالحرب يعني خسارة أوكرانيا كلها دون وجود أي دعم غربي له".


وخلص إلى القول: "باعتقادي أن مطلع العام القادم سيكون حاسما في الملف الأوكراني، فالأزمة ستنتهي دوليا، وعلى الصعيد الخارجي لأوكرانيا، لكن ستندلع حرب أخرى في الداخل بين الساسة الأوكرانيين، وقد ينتج عن هذا أزمات داخلية كثيرة ستعيد أوكرانيا للوراء عشرات السنين".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC