خبير فرنسي: تحذيرات بريطانيا من "حرب كبرى" جدية

دعا الخبير السياسي الفرنسي المتخصص في الشأن البريطاني، ديفيد شافالارياس، إلى أخذ تحذيرات رئيس الأركان البريطاني الجديد بضرورة استعداد بلاده للدخول في حرب كبرى خلال 3 أعوام، على محمل الجد، لا سيما في ظل التهديدات الروسية.

وقال شافالارياس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها لندن تأهبها للدخول في حرب، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن هذه المرة علينا أن نأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد في ظل السياق الإقليمي المتوتر.

وأشار إلى ما قاله رئيس الأركان البريطاني السابق باتريك ساندرز، في يناير/ كانون الثاني الماضي: "يجب على بريطانيا أن تكون مستعدة لتعزيز نفسها".

ودعا ساندرز آنذاك إلى تدريب وتجهيز "جيش بريطاني" يضم عشرات الآلاف من الأشخاص في حال نشوب حرب، في مواجهة "التهديد الروسي".

وأكد ساندرز أن القوات البريطانية، بما في ذلك قوات الاحتياط، لن تكون قوية بما يكفي للدفاع عن البلاد في حالة الحرب، داعيًا إلى "التعبئة الوطنية".

"محور الصدمة"

وفي تصريحات مثيرة، حذر رئيس أركان الجيش البريطاني السير رالي ووكر، من أن مجموعة التهديدات يمكن أن تؤدي إلى "محور الصدمة" بحلول عام 2027-2028، واصفًا إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية بأنها "محور عدم الاستقرار".

وتوقع ووكر أن يصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خطيرًا للغاية" بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، و"متعطشًا للانتقام" من الدول التي دعمت القوات الأوكرانية، مثل بريطانيا، بغض النظر عن انتصار موسكو أو هزيمتها.

وقال "الحقيقة هي أنه عندما تعتقد أن الروس قد هُزِموا، فإنهم يعودون بقوة للانتقام"، موضحًا أن القدرة على إدارة الأزمات من خلال نظام قائم على القواعد تضاءلت بشكل كبير.

وأضاف أنه بالنظر إلى التهديدات، يجب على الجيش البريطاني أن يستعيد بشكل عاجل قدرته على ردع الحروب المستقبلية بقوة قتالية موثوقة، محذرًا من خسارة الجيش إذا تمسك بالأفكار القديمة حول الحرب، بدلًا من التكيف مع التقنيات الجديدة.

وأعلن ووكر عن عزمه مضاعفة قدرة الجيش على القتال بحلول عام 2027، وتدمير ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف حجمه بحلول نهاية العقد.

التهديد الروسي

وأوضح الباحث الفرنسي أنه "بعد أعوام من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يتعين على الدول الأوروبية أن تتساءل عن مدى استعدادها لمواجهة صراع محتمل واسع النطاق".

وأشار إلى أن رئيس الأركان البريطاني، يحذو حذو بلدان أوروبا الشرقية والشمالية، "التي تشعر بقرب التهديد الروسي بقوة أكبر، وتتصرف بحذر، وتضع الأسس للتعبئة الوطنية".

وفي منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، أكد وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أن  حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يواجه تحديات "أكبر من أي وقت مضى" من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، محذرًا من أن الخصوم "أصبحوا أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض" من أي وقت مضى.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أيضًا، أجرى نحو 90 ألف جندي من حلف شمال الأطلسي أهم مناورة عسكرية ينظمها "الناتو" منذ الحرب الباردة.

وقال شافالارياس إن هذه المناورات، التي ستمتد على مدى عدة أشهر، تتخذ من المحيط الأطلسي إلى الجناح الشرقي لحلف "الناتو"، شكل سيناريو صراع ضد "خصم ذي حجم مماثل"، وفقًا لمصطلحات الحلف، التي تحدد بالتالي، دون تسمية روسيا.