نتنياهو في واشنطن.. مواقف إسرائيلية متباينة وانقسام أمريكي

أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين إلى واشنطن، ردود فعل أمريكية وإسرائيلية متباينة، في الوقت الذي أعلن في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيستضيف نتنياهو،  غدًا الخميس، لمناقشة التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن.

وأضاف البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستلتقي نتنياهو بشكل منفصل. وسيلقي الزعيم الإسرائيلي كلمة أمام الكونغرس الأمريكي، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، وسط احتجاجات واستياء بين بعض المشرعين الأمريكيين بشأن إدارة الحرب في غزة.

وفي التزامن مع ذلك، يصل إلى القاهرة مساء اليوم الأربعاء، مسؤولون إسرائيليون كبار، لتحريك مفاوضات هدنة غزة، مما يعطي اتساقًا متواصلًا لتطورات المشهد الذي يركز عليه نتنياهو.

وانقسمت وسائل الإعلام العبرية في قراءة الزيارتين وموعدهما، فمنهم من رأى أن مجرد توجه "نتنياهو" إلى واشنطن دليل على قوة موقفه ودعم ملحوظ لصوته عالميًا، لكن آخرين تحفظوا على استباق توقعات براقة بالتقدم في أي ملف، في ظل تجاهل نتنياهو لأصوات أسر المختطفين الذين رافق بعضهم إلى واشنطن، قبل أن يعيدهم على متن طائرة تجارية من واشنطن إلى تل أبيب، لتأخير عودته ليحتفل بعيد ميلاد ابنه الأكبر "يائير" المقيم خارج إسرائيل منذ بداية الحرب، حتى لا يتم تجنيده.

وأبرزت الصحف العبرية اعتقال الشرطة الأمريكية  لأكثر من 200 متظاهر عند مبنى "الكابيتول" احتجاجًا على خطاب نتنياهو المرتقب، اليوم الأربعاء، ومن بينهم حاخامات وطلبة إسرائيليون وأمريكيون.

 

الانقسام لم يكن على مستوى الصحافة العبرية فحسب، بل تعداه إلى انقسام "ديمقراطي جمهوري"، حيث انتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي "مايك جونسون" نائبة الرئيس "كامالا هاريس" بسبب غيابها غير المبرر عن خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونجرس، واعتبره "أمرًا شائنًا"، فيما تعللت "هاريس" بازدحام جدولها، لكن يبدو أن هناك تجنبًا للقاء "نتنياهو"، خاصة بعد رفض السيناتور "باتي موراي" الأمر أيضًا.

كما تشي الخلافات العلنية الأخيرة بين "نتنياهو" و"جو بايدن" بشأن الحرب في غزة بصعوبة احتواء الأزمة قريبًا، رغم لقائهما، يوم غدٍ الخميس، وهو ما لم ينكره البيت الأبيض، الذي فيما يبدو أنه ينأى بنفسه عن تورط مسؤوليه في الدعوة الموجهة إلى نتنياهو.

 

وأشارت الصحف العبرية إلى اعتزام عدد من الديمقراطيين الأمريكيين مقاطعة خطاب "نتنياهو" المرتقب، مشيرين إلى الموقف التصعيدي بموافقة "سموتريتش" و"بن غافير" على ضم الضفة إلى إسرائيل، مما يعوق أي اتفاقات هدنة منتظرة، في ظل التوترات الإقليمية، وتصعيد الحوثيين، وكذلك حزب الله للمواجهات في المنطقة إلى حد التهديد باستهداف منصات النفط ومحطات الطاقة الإسرائيلية.

وسربت مواقع إسرائيلية محتوى من خطاب الكونغرس، مشيرة إلى تركيزه على طريقة جديدة لمواجهة إيران، وتخصيصه جزءًا للحديث عما اعتُبر بطولات وتضحيات المقاتلين الإسرائيليين في غزة، ومن غير المستبعد إرسال رسائل إلى مصر فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، ومعبر رفح الذي زاره قبل السفر إلى واشنطن.