logo
العالم

تلغراف: بوتين حول أوكرانيا إلى "لعنة" تلاحق الناتو

تلغراف: بوتين حول أوكرانيا إلى "لعنة" تلاحق الناتو
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
04 يوليو 2024، 11:59 ص

تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من محاصرة "الناتو" بشكل فعال، فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا المحتملة بالحلف، فهو "ملعون إذا اعترف بها، وإذا لم يعترف بها"، وفق وصف صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وناقش المقال الوضع المعقد المحيط بانضمام أوكرانيا المحتمل إلى الناتو، وسط تصاعد التوترات مع روسيا، مؤكدًا أنه رغم رغبة أوكرانيا في الحصول على عضوية الناتو، والضمانات من قادة الحلف، إلا أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة، ناجمة عن الحقائق الجيوسياسية والديناميكيات الداخلية للحلف.

وأوضح مقال الصحيفة أنه غالبًا ما يُشَار إلى الفساد باعتباره السبب وراء عدم تمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكن هذا ليس السبب الحقيقي. 

مخاوف داخلية

وأكد أنه في واقع الأمر، هناك عدد قليل جدًا من أعضاء الناتو يريدون حقًا الاعتراف بأوكرانيا، رغم خطابات الدعم العلنية، فالمخاوف والتحفظات الأعمق داخل الناتو نفسه تؤدي إلى تعقيد السير قدمًا في انضمام أوكرانيا. 

وبالنسبة لقادة الناتو الذين يبدون الكثير من التردد في تجنيد جيوش بلدانهم للقتال ضد روسيا في مرحلة غير معروفة مستقبلًا، فإن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي تعني أن الحلف سوف يصبح فعليًا في حالة حرب مع روسيا منذ لحظة انضمام كييف إليه، وفق المقال.

ورغم أن الحلف أعرب عن دعمه لمستقبل أوكرانيا من حيث المبدأ، إلا أن الخطوات الملموسة نحو العضوية اتسمت بالتردد، ففي قمة الناتو المقبلة في واشنطن، يعارض الرئيس الأمريكي جو بايدن التقدم إلى ما هو أبعد من الإيماءات الرمزية تجاه أوكرانيا، ويقترح عوضا عن ذلك اتفاقية دفاع ثنائية مدتها 10 سنوات، تقدم التزامات محدودة، ويمكن إنهاؤها بإشعار مدته ستة أشهر، وفق مقال "التليغراف".

وأشار إلى سرعة انضمام السويد وفنلندا للحلف، ودون مراحل انتقالية، على عكس أوكرانيا، التي تواجه عقبات كبيرة للحصول على العضوية؛ بسبب الصراع المستمر مع روسيا.

يأتي ذلك، بينما أدت تصرفات بوتين العسكرية إلى ردع الناتو بشكل فعال عن تقديم الدعم العسكري الكامل لأوكرانيا، رغم ما يقدمه الحلف من مساعدات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة. 

ويزعم المقال أن بوتين قد حاصر حلف الناتو في الشمال إستراتيجيًّا، فقبول أوكرانيا يهدد بنشوب صراع مباشر مع روسيا، في حين أن رفضها يقوض مصداقية حلف شمال الأطلسي وقدراته على الردع. 

ورغم تفوقه العسكري والاقتصادي على روسيا، إلا أن حلف الناتو تعثر في ردع تصرفات بوتين العدوانية، فقد كان التاريخ الحديث لردود الفعل الغربية، بما في ذلك الانسحاب من أفغانستان والاسترضاء الواضح تجاه المعتدين الآخرين، لا سيما إيران، سببًا في إدراك الرئيس الروسي لمدى الضعف الغربي، وفق تعبير المقال.

أخبار ذات علاقة

محللون: "الفساد" ليس العائق الوحيد أمام أوكرانيا للانضمام إلى الناتو

 مصداقية الناتو 

وقال إنه "رغم الدعم الغربي غير المسبوق لأوكرانيا، إلا أن الحرب سلطت الضوء أيضًا على القيود التي يواجهها "الناتو" في مواجهة الأنظمة العدوانية، مرجحًا أن تؤكد قمة الحلف المقبلة على التضامن وزيادة الإنفاق الدفاعي، لكنها تواجه انتقادات لفشلها في دعم احتياجات أوكرانيا الدفاعية بدرجة كافية.

وإذا لم تحقق أوكرانيا النصر بسبب فشل "الناتو" في توفير ما هو مطلوب، فسوف يشكل ذلك هزيمة أخرى للحلف، وإذا كان الناتو غير راغب في ضم أوكرانيا إلى عضويته خوفًا من الصراع المباشر مع روسيا، فإن هذا يثير تساؤلات حول مصداقيته في الدفاع عن الدول الأعضاء الأخرى، وفق المقال.

ودعا المقال قادة الناتو إلى التفكير في تداعيات موقفهم تجاه أوكرانيا، وتأثيره الأوسع على مصداقية الحلف وإستراتيجية الردع المستقبلية لديه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC