انسحاب بايدن أو استمراره.. خياران أحلاهما مر للديمقراطيين

يقول محللون خبراء ومحللون سياسيون، إن استمرار الرئيس جو بايدن في سباق الانتخابات مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب، يمثل مشكلة للحزب الديمقراطي، مثلما يعد انسحابه أمرا خطيرا؛ نظرا لعدم وجود بديل جاهز.

ورغم تمسك بايدن بعدم الانسحاب من السباق الرئاسي، تتحدث دوائر مقربة من الرئيس، أن مسؤولين في الحملة الانتخابية أكدوا ضرورة أن يثبت مرشحهم للجمهور أنه لائق صحيا وذهنيا خلال الفترة المقبلة، وإلا فإنه لا خيار أمامه إلا الانسحاب.

وفي قراءة للتطورات التي تشهدها الساحة الانتخابية في الولايات المتحدة، يرى المحللون أن هذه المتغيرات تعني أن بايدن غير قادر على التواصل مع الناخبين فعليا، واحتمالات الانسحاب تتزايد بعد أن كانت مرفوضة في أوقات سابقة.

ويعد استمرار بايدن خطير وتغييره خطير أيضا بالنسبة للديمقراطيين، بحسب المحللين الذي يشيرون إلى أن البديل لن يكون جاهزا في وقت ضيق أمام ترامب "الغول" المتمكن في الحديث، خاصة أمام الناخبين المتأرجحين الذين قد يصوتون للجمهوريين لعدم معرفتهم بمرشح الديمقراطيين.

بديل أقرب وبديل أقوى

ويعتقد الخبراء أن البديل الأقرب لخلافة بايدن في سباق الانتخابات، هي كامالا هاريس، لأسباب تتعلق بأن أموال التبرعات المخصصة للحملة الانتخابية لن تنتقل من الرئيس إلى شخص آخر سوى نائبته.

وفي حال اختيار أي مرشح آخر بعيدا عن نائبة بايدن، فإن أموال الحملة لن تذهب لمرشح آخر، وهو أمر قد يدعم بقوة الاستقرار على هاريس في حال انسحاب الرئيس.

لكن هذا الخيار يصطدم بعدم تمتع هاريس بشعبية كبيرة، لأنها "ضعيفة"، واختيرت كنائبة لبايدن بهدف كسب أصوات الأمريكيين السود والنساء، وفقا للمحللين والخبراء.

أما البديل "الأقوى"، كما يقول المحللون، هو حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، الذي يحظى بمساندة من وسائل إعلام ومنابر دعائية مهمة، وأيضا من تجمعات مالية قد يعتمد عليها في التبرعات.

ولفتوا إلى أن "نيوسوم يستمد قوته لأسباب منها أنه قادر على مخاطبة الجمهور، وكان من ضمن دائرة الترشيحات القوية في الحزب، قبل الاستقرار على بايدن، وكانت هناك حملات بين الديمقراطيين تدعم ترشيحه قبل الانتخابات التمهيدية".

وزادت المناظرة التاريخية التي جرت قبل أيام من مساحات الانقسام بين الديمقراطيين حول استمرار ترشيح بايدن أو البحث عن مرشح آخر، خاصة أن وقت الإنقاذ ما زال قائما لترتيب الأوراق أمام منافس قوي مثل ترامب، بحسب المحللين.

ويمكن أن يلجأ الديمقراطيون إلى اختيار بديل لبايدن خلال المؤتمر التقليدي للحزب الديمقراطي بين 19 و 22 أغسطس/ آب المقبل في مدينة شيكاغو، لكن ذلك يحتاج إلى موافقة من الرئيس على التنحي.

مرشحون آخرون

إضافة إلى هاريس ونيوسوم، هناك قائمة من المرشحين البدلاء، على رأسهم السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة، ميشيل أوباما، لكنها لا تبدو متحمسة لخوض التجربة، إضافة إلى حاكم بنسلفانيا، جوش شابيرو، وحاكمة ولاية ميتشيغان، غريتشن ويتمر، ووزير النقل، ويت بوتيغيغ، والسيناتور عن ولاية جورجيا، رافاييل وارنوك.