دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، ولا أفق لحلول سياسية تُنهي أكبر حرب في أوروبا خلال هذا القرن، بل يبدو أن حربا سياسية تدور بين روسيا والغرب.
ويشير الخبير في الشؤون السياسية والنزاعات الدولية، سيرغي أولينيك، إلى أن بوادر الحل السياسي تبدو "منعدمة"؛ لإصرار الطرفين على أن هناك متسعًا لمزيد من الصراع العسكري.
"المدافع تُسكت السياسة"
ويضيف: "عندما تعلو أصوات المدافع، تسكت أبواق السياسة، وهذا نتيجة وجود قناعات لدى روسيا بأنها تسير في طريقها الصحيح عسكريا، وقناعات أخرى لدى الغرب تشير إلى أن دعمه للجيش الأوكراني سيهزم روسيا عسكريا".
ويتابع أولينيك أن "هذه القناعات ولّدت المزيد من التشاحن السياسي، ونرى فعليًّا أن هناك شبه قطيعة سياسية بين موسكو والعواصم الغربية، وكل فترة تقرّر روسيا الانسحاب من منظمة أو هيئة كانت تجمعها مع نظيراتها في أوروبا، وتستمر أيضا في الوقت نفسه هستيريا طرد الدبلوماسيين، فأكثر من 1000 دبلوماسي روسي طُردوا من أوروبا وأمريكا، في المقابل طردت روسيا هي الأخرى مئات الدبلوماسيين الغربيين".
ويرى أولينيك أن "الخلافات أيضا وصلت إلى قضايا الشرق الأوسط، فلم يعد هناك أي توافق على أية قضية في العالم بين الروس والغرب، وهذا بحد ذاته يعقّد أية إمكانية للتوافق على القضية الأساسية لأوروبا، وهي إنهاء النزاع في شقها الشرقي".
استبعاد أي مفاوضات
وفيما يتصل بإمكانية انطلاق مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، يستبعد الخبير في الشؤون السياسية والنزاعات الدولية "حدوث أي مفاوضات هذا العام، كون الصراع، وإن دخل لفترة حالة من الجمود العسكري، إلا أنه اليوم خرج من سباته، ما يجعل الوصول إلى حل قريب بعيدًا".
وخلص أولينيك إلى أن "الحل التفاوضي ممكن حين تُنهي روسيا السيطرة على إقليم دونباس بالكامل، وتبدأ مرحلة تغيير النظام في كييف، أو في حال إجبار روسيا على التراجع إلى حدودها قبل عام 2014، حين تم ضمّ القرم، وهذه تعني الهزيمة الكبرى لروسيا التي لن تحدث باعتقادي، لذلك فإن الحديث عن سلام في عام 2024 ضرب من الخيال لا أكثر".