logo
العالم

هل تكون فنزويلا "بوابة" واشنطن للتغيير في حديقتها الخلفية؟

هل تكون فنزويلا "بوابة" واشنطن للتغيير في حديقتها الخلفية؟
مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا يحيي أن...المصدر: رويترز
22 أغسطس 2024، 2:07 م

تراهن الولايات المتحدة الأمريكية على فنزويلا للحفاظ على مصالحها في أمريكا اللاتينية، التي تسمى بـ"حديقتها الخلفية"، ومواجهة أي تهديد دولي حيال النفوذ الأمريكي في القارة الجنوبية. 

وتباينت آراء محللين سياسيين مختصين في الشأن الأمريكي واللاتيني، حول مدى انطلاق واشنطن من فنزويلا، في مخطط تغيير بأمريكا اللاتينية، وذلك من خلال التشكيك في نتائج الانتخابات الفنزويلية، وسط جدل حول فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، أم زعيم المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا.
 
 وتواجه فنزويلا أزمة سياسية غير مسبوقة؛ إذ ما تزال نتائج الانتخابات معلقة، بين إصرار كل طرف على فوز مرشحه؛ الأمر الذي أدخل الرئيس نيكولاس مادورو، في نفق مظلم، بعد عدم اعتراف "الأصدقاء والأعداء" بفوزه بالرئاسة؛ ما يضع البلاد أمام تحديات تفوق في تعقيدها ما حدث عام  2019، بحسب متابعين.
 
وتشير المعارضة التي تستند إلى نتائج 80% من مراكز الاقتراع، إلى حصول مرشحها أوروتيا على ثلثي الأصوات، بحسب وسائل إعلام، بينما يقول مادورو إن ما يحدث محاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

بايدن يؤيد "انتخابات جديدة" في فنزويلا.. والمعارضة ترفض

 

فنزويلا "العصية"

ويرى الباحث في الشأن الأمريكي، باسل راضي، بأن ما تقوم به أمريكا عبر فنزويلا هو تأمين مصالح ليس أكثر، وغلق طريق على أي محاولات للوُجود في هذه المنطقة من جانب قوى كبرى مثل روسيا أو الصين، والدفع بالتغيير في أنظمة هذه الدول حال تشكل أي تهديد فيها لمصالح واشنطن في أمريكا اللاتينية.
 
ولفت راضي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن الأمر مرتبط بشكل كبير بالانتخابات، في ظل وعود قدمتها الإدارة الديمقراطية بالتغيير، ودائماً ما تكون فنزويلا "العصية" في أمريكا الجنوبية.

وتابع: "مع قرب موعد الانتخابات الأمريكية، وتقديم كشف حساب، لم تحرز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أي تقدم في ملف فنزويلا، ولا سيما أن هذه الإدارة تريد الاستمرار عبر المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".
 
 واستطرد راضي بالقول، إن أمريكا تريد استغلال وضع مادورو الصعب مع نتيجة الانتخابات، وما يشوبها من تزوير وتلاعب، بعد أن استخدمت ملفات أخرى قبل ذلك في فنزويلا، موضحاً أن من أهم أهداف واشنطن المستمرة، السيطرة على موارد أمريكا الجنوبية في ظل رؤية واشنطن بأن ذلك حق شرعي لها، بالإضافة إلى غلق أي طريق أمام أي قوى أخرى من الممكن أن تستغل هذه الموارد، خاصة الصين وروسيا، إذا ما علمنا أن فنزويلا صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم. 

عقوبات أمريكية

من جانبه، يبين الخبير في الشؤون الأمريكية والدبلوماسي السابق، السفير مسعود معلوف، أن أمريكا كباقي الدول الغربية، لم تعترف بنتيجة الانتخابات التي جرت في فنزويلا في 28 يوليو/تموز الماضي.

ولفت إلى قول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن نتيجة هذه الانتخابات غير مقبولة؛ لأنه يعتقد مثل العديد من الدول أنه جرى تزوير الانتخابات.
 
وأوضح معلوف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن فنزويلا معرضة لعقوبات أمريكية منذ فترة طويلة، لكن هذا لم يغير شيئاً من سياسة الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو.

وقال إن المزيد من العقوبات لن يفيد، وحتى لو فرضت واشنطن عقوبات إضافية، فإنها لن تغير شيئاً؛ ذلك أن سياسة العقوبات تضر بالشعب الفنزويلي، لكنها لن تؤثر على حكومته.

ودلل معلوف على ذلك بأمثلة عدة، لافتاً إلى أن أمريكا تدرك جيداً أن فرض عقوبات جديدة لن يفيد، فضلاً عن أن واشنطن في الفترة الحالية في وضع انتخابي حرج للغاية، وسط تنافس المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، مع نائبة الرئيس الحالي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، جنباً إلى جنب، مع انشغال الداخل الأمريكي بالانتخابات، والحرب الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة.
 
ويستبعد معلوف أن تبذل واشنطن مجهوداً في الوقت الحالي في فنزويلا، متوقعاً أن تبقى الأمور كما هي مع مطالبات أمريكية بإعادة الانتخابات، أو إعادة فرز الأصوات، أو نشر النتائج بصورة واضحة.

ورجح أن تبقى السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا على ما هي عليه لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية، التي ستحدد نتائجها السياسة المستقبلية بهذا الخصوص.

أخبار ذات علاقة

صحيفة: واشنطن عرضت على مادورو اللجوء مقابل التنحي

 

مناهضة لا تتعدى الشعارات

بدوره، يرى المحلل السياسي المختص في شؤون أمريكا اللاتينية، بلال رامز بكري، أنه لطالما اعتُبرت أمريكا اللاتينية "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة، وهذه الإمبراطورية الكبرى، في إشارة إلى "أمريكا"، لم تتورع في التدخل بشؤون "الحديقة الخلفية" خلال العقود الأخيرة، كلما وجدت أي تهديد لمصالحها هناك.
 
وقال بكري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الأحداث الحالية في فنزويلا هي التي فتحت الباب أمام التدخل الأمريكي بنتيجة الانتخابات الفنزويلية، والشكوك التي تدور حولها، لكن أياً من كان الفائز، فإن الخطوط العريضة لأمريكا ومصالحها في فنزويلا "مؤمَّنة"، ولن تؤثر كثيراً عودة مادورو إلى السلطة، أو قدوم زعيم المعارضة الذي سيكون مريحاً أكثر للأمريكيين.
 
وأوضح أن مصالح أمريكا محصنة ومؤمّنة في القارة اللاتينية كلها، بغض النظر عن الحكومات التي تتولى السلطة، مشيراً إلى أن البرازيل التي هي من أكبر دول أمريكا الجنوبية، تحكم حالياً من قبل اليسار، لكن السياسة المصرفية والمالية للبلاد متماشية مع الرأسمالية العالمية، ولا تتعارض مع المصالح الكبرى للولايات المتحدة.

وتابع بكري: "أي دولة في أمريكا الجنوبية تخطو في طريق مستقل عن الولايات المتحدة، فإن الأخيرة سرعان ما تتدخل وتثير القلاقل والأزمات؛ لذلك الوضع في أمريكا اللاتينية بشكل عام مريح للغاية لأمريكا، التي تملك كافة الخيارات، ولن يكون هناك أي خلل أو تهديد لمصالحها في حال عودة مادورو".
 
ودلل بكري على ذلك، بقوله إن حكومة مادورو لم تمتنع عن تزويد أمريكا بالنفط خلال الأعوام الماضية، لافتاً إلى أن مناهضة تلك الحكومة لأمريكا لا تتعدى الشعارات فقط.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC