الجيش الإسرائيلي يحذر سكان مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت ويطلب "إخلاءها فوراً"

logo
العالم

لماذا اختار بوتين خبيراً اقتصادياً لحقيبة الدفاع؟

لماذا اختار بوتين خبيراً اقتصادياً لحقيبة الدفاع؟
13 مايو 2024، 1:12 م

أثارت إقالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي يشغل المنصب منذ عام 2012، واقتراحه الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليكون خليفة لشويغو، جملة من التكهنات والتساؤلات لدى الأوساط السياسية العالمية والخبراء، سيما وأن الأخير لا يتمتع بخبرة عسكرية وذو خلفية اقتصادية بحتة.

واعتبر خبراء الخطوة تغييرًا كبيرًا ولافتًا على مستوى القيادة العسكرية الروسية بعد أكثر من عامين على العملية الروسية في أوكرانيا، مفسرين ذلك بأن بوتين بحاجة لسيطرة أكبر على الإنفاق العسكري الذي بلغ وفق أحدث التقارير "117.2 مليار دولار"، فكان بيلوسوف الخيار الأقرب والأمثل لما يحظى به من ثقة مطلقة لدى بوتين، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز".

لم يخدم عسكريًّا

ولم يلتحق بيلوسوف في الجيش الروسي نهائيًّا، إذ كان مستشار بوتين المدني في الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة، كما شغل لفترة وجيزة منصب وزير التنمية الاقتصادية بين مايو  2012، ويونيو  2013.

واعتبر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم "الكرملين"، إقالة شويغو، وتعيين بيلوسوف بدلًا منه، "تغييرًا منطقيًّا"، مشيرًا إلى أن "روسيا تقترب من وضع مثل الذي كان عليه الاتحاد السوفيتي في منتصف الثمانينيات، عندما كانت السلطات العسكرية وسلطات إنفاذ القانون تحصل على 7.4 في المائة من الإنفاق الحكومي".

وأضاف بيسكوف أن ذلك يعني ضرورة ضمان توافق هذا الإنفاق مع المصالح العامة للبلاد، ولهذا السبب يريد بوتين الآن تعيين مدني ذي خلفية اقتصادية وزيرًا للدفاع.

ضمان الإنفاق

ومن المرجح أيضًا أن ينظر إلى هذا التغيير بوصفه محاولة من بوتين لإخضاع الإنفاق الدفاعي لمزيد من التدقيق؛ لضمان إنفاق الأموال بشكل فعال، بعد أن اتهم ممثلو الادعاء العام نائب شويغو، تيمور إيفانوف، بتلقّي رشوة.

وتعليقًا على ذلك، قال مصدر مقرَّب من بوتين وبيلوسوف، لـ"فاينانشيال تايمز": «بيلوسوف ليس فاسدًا على الإطلاق. ومن ثم فإنه سيكون مختلفًا تمامًا عما لدينا الآن في وزارة الدفاع".

وأضاف: «كان شويغو وكل من حوله رجالًا تجاريين وماديين حقًّا. وكان شويغو يهتم بالمظاهر ويفتخر بالظهور بالأوسمة المتعددة التي كان يحملها. أما بيلوسوف فهو مدمن عمل، إنه تكنوقراط، وهو شخص صادق جدًّا، وبوتين يعرفه جيدًا».

وكان بيلوسوف، وهو نجل خبير اقتصادي سوفيتي بارز، يعمل في الأوساط الأكاديمية قبل انضمامه إلى الحكومة في عام 1999. واستمر في العمل في مناصب، بما في ذلك وزير التنمية الاقتصادية، والمستشار الاقتصادي لبوتين، ومؤخرًا النائب الأول لرئيس الوزراء.

وطوال تلك الفترة، دعا بيلوسوف باستمرار إلى دور قوي للدولة في الاقتصاد، وإلى تحفيز نموها من خلال الاستثمارات، وأسعار الفائدة المنخفضة، والسياسات المالية والائتمانية الناعمة.

ترحيب بخطوة بويتن

ومن جانبه، رحّب مراسل الحرب الروسي، يوري كوتينوك، باختيار بوتين لبيلوسوف، وكتب، على تطبيق التواصل الاجتماعي "تلغرام": «سيقوم بيلوسوف بإجراء تدقيق للسياسة المالية والاقتصادية لوزارة الدفاع، وأضاف: "أنه على دراية جيدة بهذا الأمر، فهو خبير اقتصادي محترف على أعلى مستوى".

ومن جهته، قال كونستانتين مالوفييف، وهو رجل أعمال يدعم روسيا في حربها على أوكرانيا، إن آراء بيلوسوف الداعمة للدولة تعني أن "الكرملين" سيحقق مزيدًا من النجاح في إنتاج الأسلحة للحرب.

وأما ألكسندرا بروكوبينكو، المسؤولة السابقة بالبنك المركزي الروسي، فقد قالت إن تعيين بيلوسوف يعني أن الحكومة ووزارة الدفاع ستنسقان الإنفاق بشكل أفضل.

وشنَّت القوات الروسية خلال الـ 48 ساعة الماضية هجومًا في مقاطعة أوكرانية جديدة، بعد أن كانت الاشتباكات تتركز في جبهات مقاطعة دونسك، ووسط مقاطعة زاباروجيا إضافة للجبهات الجنوبية.

 وتقدَّمت القوات الروسية خلال اليومين الماضيين في بضع جبهات، إذ بدأت هجومًا جديدًا اتجاه مقاطعة خاركيف، وغايتها من ذلك إنشاء منطقة عازلة في المناطق الشمالية من المقاطعة، وخصوصًا بعد التسللات التي كانت تقوم بها القوات الأوكرانية والجماعات المسلحة المعارضة لروسيا، لذلك بدأت بإنشاء منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي الأوكرانية لمنع هذه الهجمات.

ونتج عن هذه التحركات نجاح القوات الروسية في السيطرة على 50 كيلومترًا في المناطق الشمالية من مدينة خاركيف داخل الأراضي الأوكرانية، كما تمكنت في المحور الشمالي الشرقي من السيطرة على بضع قرى ومدن.

ويشي هذا التقدم الروسي الذي شهد في الأيام الماضية زخمًا كبيرًا أدى لسيطرة القوات الروسية على أراض تقدر بميل مربع يوميًّا، بأن مدينة خاركيف ستكون بين فكي الكماشة الروسية.

وتكتسب السيطرة على خاركيف، أهمية إستراتيجية وسياسية.. فالمدينة هي ثاني أكبر المدن الأوكرانية، وكانت في يوم من الأيام عاصمة البلاد قبل انتقال العاصمة إلى كييف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC