logo
العالم

ما فرص نجاح الجهود الصينية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

ما فرص نجاح الجهود الصينية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
04 مارس 2024، 1:52 م

انطلقت جولة المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأوراسية لي هوي، الذي زار موسكو وسيتوجه إلى أوكرانيا، ومقر الاتحاد الأوروبي، وبولندا، وألمانيا، وفرنسا، في مسعى من بكين لإنهاء أكبر حرب تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتأتي هذه الجولة، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، بهدف تعزيز الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، حيث زار المسؤول الصيني موسكو، وعقد اجتماعا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين، وتبادلا وجهات النظر حول ملف الأزمة الأوكرانية.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، أن الجانبين توصلا إلى توافق مفاده أن "أي بحث للتسوية السياسية والدبلوماسية مستحيل دون مشاركة روسيا ومراعاة مصالحها في المجال الأمني".

مساع تدق أبواب المواقف المتصلبة

وحول المساعي الصينية الجارية لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث، رأى الخبير في الشؤون السياسية ألكسندر دوبروك، أن الصين "لا تملك عصا سحرية"، خصوصا في ظل غياب أي تقاطع بين ما تريده روسيا من جهة، وما يريده الغرب من جهة أخرى.

واستعبد دوبروك، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بشكل كامل، لا سيما وأن "المواقف السياسية ما زالت متصلبة"، في حين أن الجهود الدبلوماسية ستنصب حول التوصل إلى هدنة مؤقتة، رغم أن ذلك أمرا ليس من السهولة التوصل إليه.

وأضاف قائلا: "كييف ترى أن وقف إطلاق النار يعطي الفرصة لموسكو لإعادة تجميع صفوف قواتها والتجهيز عسكريا لمرحلة ما بعد الهدنة، وعندها لن يكون بالإمكان إجبار موسكو على قبول الهدنة، خصوصا في ظل تقدم قواتها وتعزيز تواجدها على الجبهات".

وسلط الخبير في الشؤون السياسة الضوء على التصريحات الصادرة من كافة الأطراف، معتبرا أنها "لا تشي بأن أي طرف يريد حتى وقف إطلاق النار والتوجه لطاولة المفاوضات، فالكل يتحدث عن المفاوضات، لكن لا أحد يريدها الآن".

وتابع قائلا: "ما زال الغرب مقتنعا بأن إمداداته العسكرية ستهزم روسيا، والغرب يريد مفاوضات مع روسيا، لكن دون امتلاكها أي ورقة قوة، لإجبارها على الرضوخ لأي قرار يصدر عن هذه المفاوضات".

وأوضح دوبروك أن هذه المواقف لا تعطي أي بادرة أمل بنجاح بكين أو غيرها في "تحريك المياه الراكدة"، مبينا أنه "ليس بإمكان الصين أو تركيا، جمع الأطراف على الطاولة"، مشيرا أن "الكرة في ملعب دول الغرب، حيث إن أبواب موسكو مفتوحة للمفاوضات، وبالتالي وقف القتل والدمار".

فرص نجاح بكين

وبدوره، بدا الباحث في الشؤون الروسية نيكولاي بوتايف، أكثر تفاؤلا في المساعي السياسية الدولية لحل الصراع في أوكرانيا، وآخرها الجهود الدبلوماسية التي تقودها الصين.

وقال في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الفرص ممكنة لتحقيق السلام، في حال تم توحيد الجهود الدولية، أي أن الجهود التي تقوم بها بكين يجب أن تشمل تلك التي تقوم بها أنقرة، كعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالإضافة إلى المبادرة العربية والأفريقية.

 وأوضح أن كل هذه الجهود، تمثل كل العالم باستثناء الأطراف المتصارعة، وبحال استطاعت بكين جمع هذه الجهود في اتجاه واحد، عندها يمكن أن تنجح في المفاوضات وتؤدي نتيجة إيجابية.

وحول ما ستطرحه الصين، وما الذي ستوافق عليه روسيا والغرب، وما الذي سيتم رفضه، أشار الباحث في الشؤون الروسية إلى أن الصين طرحت السنة الماضية، خطة تضمن 12 بندًا، من أجل حل الصراع بطريقة سلمية.

وأضاف قائلا: "كل النقاط أعتقد كانت محل ترحيب من كل الأطراف، سوى نقطة واحدة وهي أساس الخلاف؛ كونها تشير إلى ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول"، مردفا بالقول: "هنا يجب التوقف قليلا، على أي خارطة ستدار المفاوضات، روسيا والمناطق الجديدة والقرم باعتبارها أراضٍ روسية، أم الخرائط التي تعترف بها أوكرانيا والغرب".

واستبعد بوتايف إمكانية قبول روسيا بأي مفاوضات، بحال كان النقاش مُنصبًّا على تبعية الأراضي التي ضمتها روسيا بما فيها القرم، لافتا إلى أن أي نقاش حول هذه النقطة، سيكون بالنسبة لروسيا، مشابها لبحث ما إذا كانت موسكو تابعة لها أم إلى دولة أخرى.

وبيّن أن هذه الأراضي باتت أراض روسية، وفق الدستور، وأي نقاش حولها سيكون مرفوضا بالنسبة لموسكو، لافتا إلى أن "من يملك أوراق أقوى باعتقادي هو من سيرسم الخريطة".

بيئة تفاوض

وفي السؤال عما إذا كانت الظروف مواتية لكل طرف للذهاب إلى طاولة التفاوض، يرى الخبير في الصراعات الدولية كيريل كادوركين، أن الأمر مرتبط بوجود "بيئة تفاوض مناسبة، بالإضافة إلى توفر ظروف تفاوض".

وأكد كادوركين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ظروف التفاوض الملائمة تتطلب دراسة حالة الصراع، فبالنسبة لروسيا، يجب طرح عدة أسئلة، أبرزها حول ما إذا كان موقفها ما زال قويًّا، أو فيما إذا كانت ترى الحل العسكري هو الأفضل، أو أنها تشعر بأي خسارة بعد نحو 3 أعوام من القتال؟

 وأجاب عن هذه التساؤلات قائلا: "روسيا تشعر أن الحل العسكري خيار وهي تتقدم بقوة على الجبهات، وترى أن الطرف الأوكراني بات أكثر ضعفا نتيجة نقص الإمداد، أما بالنسبة للداعمين ورغم استمرارهم بتقديم الأموال إلا انهم ينتظرون تحقيق أي شيء وهو الأمر الصعب الآن بالنسبة لأوكرانيا، وهذا يعني أن الدعم سيتوقف في النهاية".

أخبار ذات صلة

روسيا: المحادثة المسربة تظهر "ضلوعا مباشرا" للغرب في أوكرانيا

           

وحول مدى تضرر روسيا، أضاف قائلا: "نعم هناك ضرر بالنهاية، فهناك جنود يموتون، وميزانيات عسكرية لهذه الحرب، بالإضافة إلى القطيعة الاقتصادية من قبل الغرب، لكن موسكو تنظر إلى المفاوضات بمبدأ، موقفي قوي".

أما بالنسبة للطرف الأوكراني الغربي، لفت كادوركين إلى أن الطرف الآخر ليس بأحسن حالاته، فهو الآن يتضرر، وهناك وضع اقتصادي ليس سويًّا تعيشه أوروبا، بالإضافة إلى أن هناك "تعثر كبير تعيشه كييف في ظل انحسار الدعم، ومعرفتها المسبقة بأن ما يقدم الآن هو آخر ما سيتم تقديمه".

وتابع قائلا: "هذا بحد ذاته يبعث على القلق لدى أوكرانيا، وكل هذا يضاف إليه خسارة الأراضي يوميًّا ونقص عدد القوات"؛ ما يعني بالنسبة لأوكرانيا أن المفاوضات الآن غير مواتية، فالموقف ضعيف، وهي تنتظر لتحسينه.

لكنه رجح أن يذهب الجميع إلى التفاوض كما كل حرب أو نزاع، مبينا أن "من ينتصر على الأرض يحدد ملامح ما سينتج عن هذه المفاوضات، وكما التاريخ يكتبه المنتصر، فالواقع أيضا يخطط له المنتصر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC