logo
العالم

"الجيل Z".. رقم مؤثر ومنسي في المشهد الانتخابي التركي

"الجيل Z".. رقم مؤثر ومنسي في المشهد الانتخابي التركي
29 مارس 2023، 12:14 م

تتركز التحليلات السياسية بشأن انتخابات تركيا المرتقبة في منتصف أيار/مايو المقبل، حول الاستقطابات السياسية الحادة وبرامج الأحزاب المتنافسة، لكنها تتجاهل، غالبا، عاملا مؤثرا، قد يكون حاسما في تحديد النتائج، والمقصود بذلك هو "الجيل زد".

ومصطلح "الجيل زد" يشير إلى المجموعة السكانية الشابة من مواليد منتصف التسعينيات وحتى عام 2010.

وهذه الفئة الفتية يُقدر عددها في تركيا بنحو 13 مليونا، تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وما يقرب من نصفهم لم يصوتوا قط في أي عملية انتخابية.

ويصل عدد مَن يحق لهم التصويت من بين هذه الفئة إلى أكثر من 6 ملايين ناخب.

وينعت هذا الجيل بـ"جيل الإنترنت"، لأنه كان الأول الذي وُلِد في عالم متصل بالإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أبرز اهتماماته.

ورغم الكتلة التصويتية المعتبرة التي يمثلها هذا الجيل، لكنه شبه غائب عن اهتمامات المرشحين المتنافسين لقيادة البلاد، وهما الرئيس رجب طيب أردوغان، زعيم حزب "العدالة والتنمية"، ومنافسه في المعارضة كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب العريق الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال (أتاتورك).

تحالف حزب الشعب الجمهوري لم ينجح في استقطاب هذه الفئة، وكسبها عبر برامج انتخابية واضحة تولي اهتماما لهواجسها.

لمن سيصوت الجيل زد؟

لم يعرف "الجيل زد" في تركيا زعيما سوى أردوغان الذي يمسك بزمام الحكم في بلاده منذ نحو عقدين، وهو جيل ميال بطبعه إلى التجديد والتغيير.

من هنا، يرى متابعون للشأن التركي أن هذا الجيل لن يصوت على الأرجح لـ"العدالة والتنمية"، ومثل هذا التوجه لا ينبع من وعي سياسي، بقدر ما هو نابع من الرغبة في التغيير، بصرف النظر عما إذا كان هذا التغيير سيكون نعمة عليه أم نقمة.

وما يعزز مثل هذا السيناريو، هو أن هذا الجيل يطمح في التعبير عن ذاته وتحقيق نجاحات فردية، قد لا يحققه له حزب "العدالة والتنمية" في ضوء الأوضاع الاقتصادية التي ساءت في السنوات الأخيرة، بعد انتعاش في السنوات الأولى من قيادته للبلاد.

رغم الكتلة التصويتية المعتبرة التي يمثلها هذا الجيل، لكنه شبه غائب عن اهتمامات المرشحين المتنافسين لقيادة البلاد.

علاوة على ذلك، فإن ما يدفع هذا الجيل إلى البحث عن نظام سياسي جديد، هو أنه عايش، وفقا للمتابعين، حملات التضييق على وسائل التواصل الاجتماعي وتقييد حرية الرأي والتعبير، وهذه مسائل أساسية تهم هذا الجيل أكثر من قضايا السياسة الخارجية، قد تحدد توجهاته في ظل شعوره بالتهميش والتجاهل.

وبالنظر إلى الطابع المحافظ لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، فإن بوصلة هذا الجيل تذهب في اتجاه آخر، حسب المتابعين، فهو يؤيد، عموما، التوجه الليبرالي والانفتاح على نمط الثقافة الأوروبية، والغربية عموما بما تحمله من روح الحداثة والتطور والمغامرة، وهي أمور يستسيغها "العدالة والتنمية".

بالنظر لضبابية المزاج الانتخابي لهذه الفئة الشبابية، فإنها قد تفجر مفاجأة لصالح الحزب الحاكم أو المعارضة.

ولكن، هل ما سبق يعني أن أصوات هذه الفئة ستذهب لمرشح المعارضة كليجدار أوغلو؟ الجواب هنا أيضا هو أن الأمر ليس مضمونا، حسب تقارير الصحافة التركية.

حزب الشعب الجمهوري الذي تحالف مع خمسة أحزاب فيما بات يعرف بـ"طاولة الستة" المعارضة، لم ينجح في استقطاب هذه الفئة، وكسبها عبر برامج انتخابية واضحة تولي اهتماما لهواجسها، وهذه هي النقطة المشتركة بين الحزب الحاكم والمعارضة في تجاهل شريحة مؤثرة.

هذا الجيل يطمح في التعبير عن ذاته وتحقيق نجاحات فردية، قد لا يحققه له حزب "العدالة والتنمية".

والأمر الآخر الذي قد يحد من اندفاع هذه الفئة في التصويت لكوليجدار أوغلو، هو أن هذا الأخير يبلغ من العمر 74 عاما، وهو ما قد يخلق انطباعا لدى هذه الفئة بأن مرشحا متقدما في العمر لن يستطيع تحقيق ما يتطلع إليه الشباب، ولن يعرف مشاغلهم واهتماماتهم.

وبالنظر إلى ضبابية المزاج الانتخابي لهذه الفئة الشبابية، فإنها قد تفجر مفاجأة لصالح الحزب الحاكم أو المعارضة، ذلك أن التحليلات تعجز عن تصنيف أصواتها في اتجاه محدد.

كما أن زعماء الأحزاب منشغلون بالقضايا السياسية البحتة، غير مكترثين بجيل قد يوجه لهم في النهاية صفعة غير متوقعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC