عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

تحالفات وتكتلات.. الدب الروسي يفرض واقعا جديدا في القارة السمراء

تحالفات وتكتلات.. الدب الروسي يفرض واقعا جديدا في القارة السمراء
مظاهرات في مالي مناهضة لفرنسا وداعمة لروسياالمصدر: AP
11 يوليو 2024، 3:12 م

فرض الدب الروسي واقعا جديدا في القارة السمراء، عنوانه صراع تكتلات وتحالفات مع المعسكر الغربي في القارة.

ويواجه غرب أفريقيا عملية إعادة تشكيل جيوسياسية، في أعقاب سلسلة من الانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وما تمخض عنها من تكتل بين روسيا وتحالف  دول الساحل ، فيما تشكل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تكتلا آخر مع القوى الغربية، وهما بمثابة كتلتان غير متوافقتين، وفق المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية. 

يأتي ذلك بعد أن أظهرت المجالس العسكرية التي استولت على السلطة في دول الساحل الثلاث استعدادها للنأي بنفسها عن التحالفات والعلاقات التقليدية مع القوى الغربية، وبروز روسيا كحليف جديد.

وتحلل وثيقة صادرة عن المعهد الإسباني الوضع في هذه الدول الثلاث، والعواقب المحتملة للتحالفات الجديدة، إذ شهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تراجعًا ملحوظًا في تواجدهما ونفوذهما بالمنطقة، مقابل ظهور روسيا كحليف جديد لتحالف دول الساحل.

ومنذ عام 2020، حدثت ستة انقلابات في غرب أفريقيا، اثنان في مالي عامي 2020 و2021، واثنان في بوركينا فاسو عام 2022، وواحد في النيجر عام 2023، وآخر في غينيا عام 2021.

ويصاحب هذا المشهد من عدم الاستقرار الملحوظ، وجود عسكري قوي في المنطقة.

ويرى المعهد الإسباني أن "الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والزيادة المتفشية في نشاط المتطرفين، وعدم قدرة هذه الحكومات على مواجهة هذه التحديات، هي بعض العوامل التي شجعت التوترات السياسية والاجتماعية التي تجلت من خلال الانقلابات المذكورة".

وتشترك مالي وبوركينا فاسو والنيجر في مشكلة أمنية إقليمية ضخمة، ناجمة عن الوجود الكبير للجماعات الإرهابية.

وفي مواجهة انعدام الثقة المتزايد في قدرة القوى الخارجية، مثل فرنسا أو الولايات المتحدة، على التعامل مع المشاكل الأمنية في غرب أفريقيا، توحدت الدول الثلاث في عدة مناسبات سعيًا إلى إيجاد حل فعّال لمحاربة هذه المشكلة.

أخبار ذات علاقة

هل تشكل قمتا "الناتو" و"السبع" استراتيجية جديدة في الساحل الأفريقي؟

بديل مثالي

وبحسب الوثيقة، فإن روسيا تقدم نفسها كبديل مثالي لتحالف "ليبتاكو-جورما" الثلاثي، حيث تزعم أنها إطار جديد للعلاقات لا يفرض القيم السياسية أو الأخلاقية، وذلك في مواجهة حالة عدم اليقين، والحاجة إلى المساعدات الخارجية، وخيبة الأمل في القوى الغربية والمنظمات الأفريقية.

ولفت المعهد الإسباني إلى أن المواجهة مع الغرب تبقى هي السيناريو الذي يتوقعه الكرملين خلال الأعوام الستة المقبلة، على النحو المنصوص عليه في استراتيجية الأمن القومي للاتحاد الروسي في العديد من المناطق التي تحاول روسيا تقليص مجال نفوذ القوى الغربية فيها، بما في ذلك غرب أفريقيا.

ومنذ عام 2010، أدرجت روسيا القارة الأفريقية في سياستها الخارجية، وتدخلت بنشاط من خلال مجموعة فاغنر، ونفذت حملات تضليل وقادت خطابًا مناهضًا للاستعمار، وفق المعهد.

عواقب وخيمة

وقال إن روسيا تستخدم حاليًا "الفيلق الأفريقي" لمساعدة المجالس العسكرية على البقاء في السلطة، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية، وبالتالي تسعى موسكو إلى التوسع والحصول على امتيازات التعدين، وإنشاء أعمال موازية تسمح لها بتغطية تكاليف عملياتها الحربية وتحقيق الأرباح.

واعتبر التقرير الإسباني، مغادرة المجالس العسكرية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، أوضح تعبير عن سأم بلدانها من سلبية المنظمات الإقليمية، وعجزها عن الاستجابة لانعدام الأمن المتزايد في المنطقة، وهو خروج، إذا حدث، ستكون له عواقب وخيمة على اقتصاد المنطقة وأمنها.  

وحسب التوقعات، إذا استمر التحالف فإن دولًا مجاورة مثل غينيا والسنغال، التي تعاني من فترات من عدم الاستقرار السياسي، قد تنضم إليه في المستقبل غير البعيد.

ومع ذلك، فإن تكتل الساحل الثلاثي حاليًا هو تحالف ضعيف، مع هيكل ومستقبل غامض إلى حد ما، وفق تعبير المعهد الإسباني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC