عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم

بعيون خبراء روس.. ما تداعيات انسحاب بايدن على حرب أوكرانيا؟

بعيون خبراء روس.. ما تداعيات انسحاب بايدن على حرب أوكرانيا؟
جندي أوكراني على إحدى جبهات القتالالمصدر: رويترز
22 يوليو 2024، 2:06 م

تباينت آراء الخبراء الروس حول تأثير انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، على الصراع الدائر في أوكرانيا بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.

ويرى خبراء أن "انسحاب بايدن يزيل اليقين الذي تشكل حول النجاح المؤكد للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأن هذا سيؤثر على السياسية العامة، وتحديدًا تعامل الغرب والإدارة الأوكرانية التي أبدت، مؤخرًا، بعض المرونة في موضوع الحل السلمي".

لكن آخرين، رأوا أن "أي مرشح ديمقراطي آخر سيدخل المنافسة ستكون حظوظه ليست بالكبيرة نتيجة الإرث السياسي الذي خلّفه بايدن، خلال السنوات الماضية، وتحديدًا فشل إدارته للصراع، وتحقيق أي انتصار على روسيا".

ويؤكد هؤلاء أن "الوضع الميداني لن يتيغر كون انهيار الجبهة ليس مرتبطًا بواشنطن وطبيعة القتال الجاري على الجبهة".

كييف تتنفس الصعداء

يرى الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية يفجيني تشوبرينوف، أن "النظام الأوكراني الحالي شعر ببعض الراحة وتنفّس الصعداء بعد أن انسحب بايدن، لأن هذا الانسحاب أعاد لهم بعض الآمال الضعيفة بفوز رئيس من الحزب الديمقراطي، كون نجاح بايدن في الانتخابات كان شبه معدوم".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز": "لذلك سنرى بعض التغير بالتحركات الأوكرانية سواء على الصعيد السياسي، أو على الصعيد العسكري، وقد تختفي مصطلحات كضرورة التوصل لاتفاق سلام أو عقد مفاوضات بين كييف وموسكو من القاموس الأوكراني".

وحول تكثيف الإدارة الأمريكية للدعم والتصعيد قبيل الانتخابات الأمريكية قال تشوبرينوف: "ربما الانسحاب يريح بايدن أكثر من ناحية اتخاذ بعض القرارات اتجاه كييف، فأي قرار سيتخذه لن يؤثر في طموحه لفترة رئاسية ثانية بعد أن تخلّى عن هذا الطموح".

وتابع: "لذلك قد يرفع من حدة التوتر لأقصى حد مع روسيا في الفترة المقبلة، لكن قد يؤثر هذا الاندفاع على المرشح الديمقراطي الذي سينافس ترامب".

وأشار الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، إلى أن "وجود تنافس حقيقي بين الديمقراطيين والجمهوريين وتعادل الحظوظ بينهما سيعطي للأوكران أملاً بعدم نجاح ترامب؛ وبذلك يضمنون السياسة الأمريكية لأربع سنوات مقبلة، لكن هل يستطيعون الانتصار أم لا، هذا أمر آخر"

وخلُص إلى القول: "قبل انسحاب بايدن كان الغرب وأوكرانيا يعيدون حساباتهم ويحاولون التجهيز لمرحلة ترامب، لكن اليوم تغيرت الصورة وهذا أيضًا سيؤثر في السياسية الغربية الحالية اتجاه أوكرانيا، لذلك أعتقد أن الأشهر المقبلة ستكون مختلفة عما سبق، ولا أحد يعلم إلى أين ستتجه الأمور".

سيبقى الوضع كما هو

في المقابل يرى الخبير في شؤون الصراعات الدولية نيكولاي بونوماريف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "انسحاب بايدن لن يغير من المعادلات الميدانية القائمة، كون الأمر مرتبطًا مباشرة بقدرات كييف الحالية، وبالدعم الغربي المقدم لها والذي وصل إلى مرتفع جدًا، ولكن لم يعطِ أوكرانيا أي قدرة للتغلب على روسيا".

ويتابع: "لذلك خلال الأشهر المقبلة سيكتفي بايدن بالحديث عن العداء الروسي، والخوف من موسكو، ومهاجمة خصم حزبه الجمهوري ترامب، أي سيكون منشغلاً بإيصال فكرة للرأي العام الأمريكي بأن النهج الديمقراطي ناجح، وأن روسيا معزولة، وأن كييف حتى لو ذهب للتفاوض ستكون قوية وقادرة".

واستكمل بونوماريف حديثه: "لن تتغير الأمور كثيرًا باعتقادي، لأن المرشح الديمقراطي القادم مكبل بنتائج قرارات بايدن التي اتخذها على مدار ولايته من ضعف، وتردد، وعدم القدرة على إحكام سطوة واشنطن على بعض الملفات، فالأمر أبعد من أوكرانيا باعتقادي".

وحول تأثر السياسة الغربية اتجاه كييف بعد انسحاب بايدن يوضح الخبير في شؤون الصراعات الدولية، بأن هذا الانسحاب سيكون سلبيًا أكثر مما هو إيجابي على الغرب".

 وأشار إلى أن "الانسحاب دليل فشل على سياسة كاملة انتهجتها واشنطن بإدارة الديمقراطيين والغرب كذلك الذي يرسم سياسته بما يتوافق مع سياسة الولايات المتحدة والتوجه لحل سياسي أو اتفاق سلام بات ضرورة للغرب ولكييف وليس تفضيلاً لروسيا سيحمله المرشح الجمهوري فهم بحاجة هذا السلام الآن".

روسيا مستمرة

ويتوافق رأي الخبير في الشؤون الروسية ميخائيل كوروبينيكوف، مع حديث الخبير في شؤون الصراعات الدولية نيكولاي بونوماريف، بأن "وجود مرشح ديمقراطي جديد لن يغير من المعادلة الحالية في أوكرانيا".

وحول تأثر روسيا بوجود مرشح ديمقراطي جديد، بعد بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مع وجود رئيس من الحزب الديمقراطي ووجود قادة غربيين يكنون العداء لروسيا، قال كوروبينيكوف: "هذا لن يؤثر بشيء وروسيا ستبقى مستمرة بعمليتها العسكرية فمن يؤثر على سياسة الغرب اتجاه أوكرانيا هو ما يحققه الجيش على الجبهة".

وبين في حديث لـ"إرم نيوز" بأن "الانتصارات التي تسجلها روسيا على الأرض، هي من ستؤثر على سياسة واشنطن سواء كان الرئيس ديمقراطيًا أو جمهوريًا، فلو لم تحقق روسيا ما حققته لم يأتِ ترامب ليتحدث عن ضرورة إنهاء الصراع؛ لأن الغرب ينهزم والاستمرار بهذه الهزيمة سيضره أكثر من التوصل لاتفاق سلام سريع".

أخبار ذات علاقة

خوفا من روسيا.. أوروبا تتجه إلى التجنيد الإجباري

ونوه الخبير في الشؤون الروسية إلى أن "موسكو لا تبني سياستها على من سيأتي إلى البيت الأبيض، فهي دولة عظمى، وتتحرك وفق مصالحها، سواء كان الرئيس الأمريكي راضيًا أم لا، وما يروج له بايدن بأن ترامب سيكون حليفًا لروسيًا هو مجرد دعاية لكسب الأصوات ليس إلا".

وأضاف: "كان ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات، فهل استطاع حل الأزمة مع أوكرانيا وإرضاء روسيا؟ الجواب لا لم يستطع، لذلك روسيا لها سياستها، وستستمر بها، وستكمل ما بدأته في فبراير 2022 حتى تحقيق الأهداف وضمان أمنها غير القابل للنقاش أو التفاوض".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC