عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

رواندا.. 30 عامًا على أكبر إبادة في التاريخ

رواندا.. 30 عامًا على أكبر إبادة في التاريخ
09 أبريل 2024، 4:03 م

يصادف السابع من أبريل 2024، مرور ثلاثين عامًا على بداية الإبادة الجماعية في رواندا والتي استمرت قرابة مائة يوم، وخلفت مئات الآلاف من القتلى، بين أبريل ويونيو 1994، قُتل ما يقدر بنحو 800 ألف شخص رواندي.

وكان معظم القتلى من قبيلة التوتسي، فيما كان معظم الذين ارتكبوا أعمال العنف من قبيلة الهوتو.

وتوصف المذابح التي شهدتها رواندا في ذلك الوقت بأنها "أكبر إبادة جماعية في أفريقيا في العصر الحديث".

 واندلعت الإبادة الجماعية إثر وفاة الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، عندما أُسقطت طائرته فوق مطار كيغالي في الـ6 من أبريل 1994.

تراكم الاستياء وسط الهوتو تدريجيًّا، وبلغ ذروته في سلسلة من أعمال الشغب في عام 1959. قُتل في حينه أكثر من 20 ألفًا من التوتسي، وفرّ كثيرون آخرون إلى البلدان المجاورة مثل بوروندي وتنزانيا وأوغندا.

عندما تخلّت بلجيكا عن السلطة ومنحت رواندا الاستقلال في عام 1962، حلّ الهوتو مكان التوتسي. وعلى مدى العقود اللاحقة، تم تصوير التوتسي على أنهم كبش فداء لكل أزمة.

أخبار ذات صلة

بريطانيا تعتزم دفع مبلغ مالي لطالبي اللجوء للانتقال إلى رواندا

           

 وفي السنوات التي سبقت الإبادة الجماعية، ساء الوضع الاقتصادي وبدأ الرئيس آنذاك، جوفينال هابياريمانا، يفقد شعبيته.

في أغسطس 1993، بعد هجمات عدة وأشهر من المفاوضات، تم توقيع اتفاق سلام بين هابياريمانا والجبهة الوطنية الرواندية، لكنه لم يفضِ فعليًّا إلى وقف الاضطرابات المستمرة.

ثم جاء إسقاط طائرة هابياريمانا في بداية أبريل 1994 ليمثل النقطة التي أفاضت الكأس.

 ولم يتم تحديد من قتل الرئيس بالضبط - ومعه رئيس بوروندي والعديد من كبار الموظفين.

وبالإضافة إلى مهاجمتهم بالمناجل، قامت عصابات منظمة من جنود الحكومة والميليشيات بتفجير السكّان التوتسي في الكنائس التي لجؤوا إليها.

وبتشجيع من الحرس الرئاسي والدعاية الإعلامية، حُشدت ميليشيا غير رسمية تسمى إنتراهاموي (أي أولئك الذين يهاجمون معاً). في ذروتها، كانت هذه المجموعة تضم 30 ألف جندي.

وكثيرًا ما أعطي المشاركون حوافز، مثل المال أو الطعام، حتى أن بعضهم قيل لهم إن بإمكانهم الاستيلاء على أراضي التوتسي الذين قتلوهم.

وبدا أن نظام الهوتو العرقي المتطرف الذي تولى السلطة في عام 1994 يعتقد حقًّا أن الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التمسك بالسلطة هي القضاء على التوتسي تمامًا.

على الأرض، ترك المجتمع الدولي الروانديين وحدهم إلى حد كبير.

وفي اليوم التالي لوفاة هابياريمانا، جددت الجبهة الوطنية الرواندية هجومها على القوات الحكومية، وباءت محاولات الأمم المتحدة العديدة للتفاوض على وقف إطلاق النار بالفشل.

أنشئت المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002، بعد فترة طويلة من الإبادة الجماعية في رواندا، لذلك لم تتمكن من محاكمة المسؤولين عنها.

وبدلاً من ذلك، أنشأ مجلس الأمن الدولي المحكمة الجنائية الدولية لرواندا في مدينة أروشا التنزانية لمحاكمة زعماء العصابات.

وجهت لوائح اتهام إلى ما مجموعه 93 شخصًا، وبعد محاكمات طويلة ومكلفة، أدين العشرات من كبار المسؤولين في النظام السابق بارتكاب إبادة جماعية - وجميعهم من الهوتو.

وفي رواندا، أنشئت محاكم مجتمعية، تعرف باسم "غاكاكا" (أي الجلوس ومناقشة قضية)، للتعجيل بمحاكمة مئات الآلاف من المشتبه في ارتكابهم جرائم الإبادة الجماعية الذين ينتظرون المحاكمة.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف السجناء لقوا حتفهم في السجون نتيجة الاكتظاظ بينما كانوا ينتظرون عامًا بعد عام حتى تتم معالجة قضاياهم.

وحتى عام 2012، اجتمعت 12 ألف محكمة من محاكم "غاكاكا" مرة واحدة في الأسبوع في قرى في جميع أنحاء البلاد، وغالباً في الهواء الطلق في سوق أو تحت شجرة، ونظرت في أكثر من 1.2 مليون قضية، هدفها هو الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة والمصالحة بين الروانديين. 

لكن المتهم الرئيسي، فيليسيان كابوغا (90 عاماً) والمشتبه في تمويله عمليات الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994، نجا من المحاكمة، بعدما قالت هيئة الدفاع إنه مصاب بالخرف ولا يصلح للمثول أمام المحكمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC