إسرائيل في حال تأهب عشية ذكرى السابع من أكتوبر خشية اعتداءات

logo
العالم

خبراء: طهران فتحت "خطوطا دبلوماسية" لتخفيف التوتر قبل الرد الإسرائيلي

خبراء: طهران فتحت "خطوطا دبلوماسية" لتخفيف التوتر قبل الرد الإسرائيلي
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجيالمصدر: (أ ف ب)
05 أكتوبر 2024، 4:01 م

أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان العديد من التساؤلات حول التحول في الموقف الإيراني من الحرب الشاملة في المنطقة.

ويرى خبراء في الشأن الإيراني أن التطورات المتمثلة بحديث عراقجي عن وقف إطلاق النار، وزيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى الدوحة، تأتي بعد إدراك طهران حجم المعركة المقبلة وخشية انهيار اقتصادها بعد تلويح إسرائيل بقصف المنشآت النفطية ومراكز الطاقة في البلاد.

ويقول الأكاديمي والمتخصص في الشؤون الإيرانية في كلية العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل، يروان الأتروشي، إن "تلويح طهران بمبادرة لوقف إطلاق النار قد تكون خطوة استراتيجية تهدف إلى فتح قنوات دبلوماسية، لتخفيف التوتر، أو تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي".

ويضيف الأتروشي: "هذا سيعتمد على مدى استجابة إسرائيل لمبادرة وقف إطلاق النار بما يخدم مصالحها الأمنية ويمنع تصعيدًا أكبر".

وارتبطت زيارة، عراقجي، إلى لبنان، بعدة أهداف خاصة بالنظر إلى الدور الإقليمي الذي تلعبه إيران والظروف السياسية في لبنان والمنطقة، على اعتبارات الدعم اللامتناهي لحزب الله سياسيا واقتصاديا وعسكرياً.

أخبار ذات علاقة

عراقجي: مبادرات لوقف إطلاق النار في لبنان ونأمل تنفيذها

 ويردف، الأتروشي، أن "طهران وجهت رسالة إلى المجتمع الدولي بأن إيران لا تزال لاعباً رئيساً في لبنان والمنطقة، وأنها قادرة على التحرك بشكل مستقل رغم العقوبات والضغوط، وهي التي من الممكن أن تخفف التوتر في لبنان عبر تفاهمات المجتمع الدولي مع إيران أولاً والتي بإمكانها إقناع حزب الله بوقف إطلاق النار خلال المرحلة الحالية".

ويؤكد أن "إيران تحاول الاستفادة من زيارة عراقجي لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وأمنية، وهي بالتأكيد مستعدة للجلوس والحوار مع الولايات المتحدة وحتى إسرائيل في المرحلة الحالية عبر اللعب بورقة حزب الله ولبنان بشكل عام".

ومن خلال متابعة سلوك إيران في الأيام القليلة الماضية، يبدو أنها تحاول الموازنة بين عدة أهداف استراتيجية، وبين التصعيد والتهدئة. فهناك عدة عوامل تشير إلى أن إيران قد تسعى في بعض المواقف للتهدئة وتجنب حرب شاملة، لكنها في الوقت نفسه لا تريد خسارة نفوذها الإقليمي.

وحول هذا، يرى المتخصص في الشأن الإيراني، سردار خوشناو، أن "طهران أيقنت بأنها لا تمتلك الوقت الكافي للتهيئة لمجابهة الرد الإسرائيلي فيما حدث".

ويقول خوشناو: "لهذا هي تحاول كسب الوقت عبر الحديث عن مبادرات وهدنة والتهدئة بهدف تغيير التكتيكات العسكرية على أمل أن تلقى آذانًا مُصغية من المجتمع الدولي لوقف الحرب عليها، على أقل تقدير في المرحلة الحالية".

ويضيف، لـ"إرم نيوز" أن "العقوبات الأمريكية والدولية على إيران أضرت بشدة باقتصادها، لذا هي ترى أن تجنب التصعيد العسكري المباشر يمكن أن يساعدها في تقليل الضغوط الاقتصادية وربما فتح باب للتفاوض مع الغرب لتخفيف العقوبات كما فعلت إبان مفاوضات الاتفاق النووي، حيث كانت إيران مستعدة لتقديم تنازلات نووية مقابل رفع العقوبات".

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي قد كشف، اليوم السبت، من العاصمة السورية دمشق، عن وجود مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وأنه قد أجرى مشاورات بهذا الشأن، معربا عن أمله في أن تصل إلى نتيجة.

وأضاف عراقجي، "لا شك أن الحديث عن وقف لإطلاق النار هو القضية الأولى في هذه الزيارة أولا في لبنان ومن ثم في غزة، وهناك طروحات موجودة في هذا المجال وأتمنى أن تصل المباحثات في هذا المجال إلى نتيجة".

وتابع: "لا شك أننا بحاجة إلى جهود جمعية للمجتمع الدولي وهذه الجهود مستمرة، ونأمل أن نستطيع في دمشق أن نصل إلى تفاهم يدعم هذه الجهود والخطوات القادمة".

وتأتي تحولات الموقف الإيراني وسعيها للتهدئة، بحسب محللين في الشأن السياسي، بعد معرفة طهران ببنك أهداف إسرائيل وجديتها في الرد على القصف الإيراني لتل أبيب.

أخبار ذات علاقة

الهجوم الإسرائيلي "الكبير" على إيران.. سيناريوهات الضربة والتوقيت المحتمل

 

ويقول المحلل السياسي العراقي، عايد شبيب، إن "الأوضاع الداخلية الصعبة في إيران تجبرها على تخفيف التصعيد مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية".

ويلفت إلى أن طهران "تريد العودة باستراتيجيتها إلى ما قبل الضربة الإيرانية لتل أبيب عبر اتباع سياسة (الحروب بالوكالة) بالاعتماد على دعم حلفاء محليين مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية بدلاً من الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة".

ويوضح لـ "إرم نيوز"، أن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والاحتجاجات الداخلية، وتراجع الوضع الاجتماعي تشكل ضغطاً على الحكومة الإيرانية".

ويعتبر أن "الدخول في حرب شاملة قد يزيد من هذه التحديات الداخلية، فالحكومة الإيرانية تسعى لتعزيز الوضع الداخلي وتحقيق استقرار نسبي بدلاً من الانجرار إلى مواجهات إقليمية".

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد حذرا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثاتهما في الدوحة، الأربعاء الماضي، من عواقب التصعيد في المنطقة.

وأكدا أن "الوساطة خيارنا الإستراتيجي، وسنواصل مساعينا لوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومعربا عن دعم قطر لأي مسعى لإنهاء التصعيد.

من جهته، يعتبر الخبير الأمني والعسكري، فارس البدراني، أن إيران "تدرك أن أية مواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تؤدي إلى تدخلات دولية كبرى، وهو ما قد لا يصب في مصلحتها. من هنا، قد تكون حريصة على تجنب أي تصعيد يقود إلى حرب شاملة".

ويقول البدراني، لـ "إرم نيوز"، إن "طهران دائما ما تدرس خياراتها بدقة وهذا ما شهدناه خلال التوترات مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ورغم عمليات الاغتيالات مثل اغتيال قاسم سليماني، كانت ردود فعل إيران مدروسة ولم تتصاعد إلى حرب شاملة".

ويؤكد أن "إيران مهتمة بعدم خوض حرب شاملة أو تصعيد كبير في المرحلة الراهنة، وذلك نظراً للضغوط الاقتصادية الداخلية، والضغوط الخارجية، والحسابات الاستراتيجية المتعلقة بالمواجهة مع قوى كبرى".

وتُعد زيارة، عراقجي، إلى لبنان هي الثانية لدبلوماسي رفيع المستوى إلى لبنان بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد الماضي.

 كما أنها تأتي في ظل الجهود السياسية اللبنانية الداخلية المكثفة وفق مبادرة من بري وميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط من أجل وقف الحرب على لبنان والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم جميع القوى.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC