عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم

أخطر من الحرب الأوكرانية.. روسيا تواجه "قنبلة موقوتة"

أخطر من الحرب الأوكرانية.. روسيا تواجه "قنبلة موقوتة"
مولود في أحد المستشفياتالمصدر: رويترز
27 يوليو 2024، 11:28 ص

أعلن الكرملين، أمس الجمعة، أن الحالة الديموغرافية كارثة تهدد مستقبل المجتمع الروسي، بعد فشل  السياسات المختلفة المنفذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، منذ وصوله إلى الكرملين في العام 2000، أعطى أولوية للأزمة الديموغرافية في موسكو، طالب بوضع الحلول للأزمة التي تهدد بلاده.

في وقت تسعى فيه الإدارة الروسية لمواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية، الناجمة عن حربها مع أوكرانيا، تتزايد الأزمة الديموغرافية التي طرقت أبواب المجتمع في تسعينيات القرن الماضي، بسبب الانخفاض الشديد في معدل المواليد.

ويرى المراقبون، أن بيان الكرملين بشأن نقص أعداد المواليد في روسيا، جاء في وقت متأخر بسبب انشغال القيادة السياسية بالأحداث والتغيرات الجيوسياسية التي طرأت على الساحة السياسية الأوروبية خلال السنوات الماضية، متناسية المشاكل التي قد تهدد الوجود الروسي خلال العقود المقبلة.

أخبار ذات علاقة

الكرملين يعلّق على نصيحة قدمها ترامب لزيلينسكي: مفيدة للجمهور الأمريكي

  

ووفقًا لوكالة الإحصاء "روستات"، بلغ عدد سكان روسيا 146 مليون نسمة في بداية عام 2024، وفي الفترة بين عامي 2000 و2022 انخفض عدد السكان "الدائمين" بحوالي 500 ألف كل عام، وفي العام 2023 بلغ الانخفاض أقل بقليل من 300 ألف شخص.

ويشير المراقبون في تصريحاتهم لـ"إرم نيوز"، إلى أن الفجوة الديموغرافية ليست وليدة السنوات الماضية، بل بدأت ملامحها في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتحديدًا مع سقوط الاتحاد السوفيتي.
 
برنامج مخصصات الأمومة


في العام 2007، تقدمت الحكومة الروسية ببرنامج "مخصصات الأمومة"، من خلال تقديم الدعم المالي من جانب الحكومة لكل عائلة يولد فيها طفل ثانٍ وأكثر، بهدف دعم الأسرة وزيادة النسل، وابتداء من 1 يناير 2022 تقدمت الحكومة بدعم مالي للأسرة عند ولادة الطفل الأول.

وقال المحلل الاقتصادي الدكتور "عاصم منصور"، إن نقص المواليد يعد من أبرز الأزمات التي تهدد المجتمع الروسي في هذا التوقيت، تزامنًا مع الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب الأوكرانية، وسجل العام 2023 أقل مستويات في عدد المواليد، التي وصلت إلى نحو مليون و200 ألف طفل، "وهذا الرقم خطير للغاية من الناحيتين السياسية والاقتصادية".

أخبار ذات علاقة

تايوان.. إغلاق مدارس وجامعات خاصة بسبب انخفاض معدل المواليد

 

وأشار منصور في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن الضغوط التي تتعرض لها روسيا بسبب الأزمة السكانية تظهر نتائجها في المدى المتوسط، وأبرزها انخفاض الإنتاجية في القطاعات الاقتصادية كافة، وهو ما يهدد أكبر الاقتصادات.

وفقًا لتقرير لجنة الإحصاء "الفيدرالية الروسية"، استمرار تراجع معدلات المواليد سيستمر للسنوات المقبلة، وتوقع استمرار التراجع في 2024 ليصل إلى 1.170 مليون طفل وفي 2025 إلى نحو 1.150 مليون طفل بينما في 2026 لن يزيد عدد المواليد عن 1.140 مليون طفل.

ويضيف منصور أن السياسات الهادفة إلى تشجيع الولادات الروسية "برنامج مخصصات الأمومة"، فشلت للعديد من الأسباب؛ لذا يجب التفكير والبحث عن حلول غير تقليدية تتحلى بالواقعية، والتي تستهدف إعادة رسم الخريطة السكانية في روسيا.

وقال الباحث في الشأن الروسي الدكتور "عمار قناة"، إن الحرب الروسية الأوكرانية نجحت في إظهار العديد من الأمور التي كادت أن تغيب عن عقول المسؤولين الروس، منها هذه الأزمة الديموغرافية والتي تمتد لعشرات السنوات، وبدأ المجتمع الروسي يحصد ثمارها الآن.

وأضاف قناة، أن الإجراءات الروسية المطبقة أو الجديدة التي ستُتَّخَذ في أعقاب إعلان الكرملين عن الأزمة، للأسف لا تؤدي إلى نتائج سريعة، ولكن تحتاج إلى عشرات السنوات.

ويتوقع قناة، تكرار سيناريو ضم أقاليم القرم وسيفاستوبول، إلى الأراضي الروسية، بالإضافة إلى التوسع في تشجيع الطلاب من الجنسيات المختلفة على الدراسة في المدارس والجامعات الروسية من خلال توفير منح، وأيضًا التوسع في منح الرخص للصناع والمستثمرين ومنحهم الجنسية الروسية، وهذه الطرق غير التقليدية قد تعزز من وتيرة حل الأزمة بشكل سريع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC