عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم

خبراء: إرسال "إف 16" إلى أوكرانيا "شرارة حرب" بين الناتو وروسيا

خبراء: إرسال "إف 16" إلى أوكرانيا "شرارة حرب" بين الناتو وروسيا
مقاتلات إف 16 أمريكية الصنعالمصدر: أ ف ب
11 يوليو 2024، 6:31 ص

قال متخصصون في العلاقات الدولية، إن قرار حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بإرسال مقاتلات "إف -16" إلى أوكرانيا، قد يورط الحلف وأوروبا، بحرب مباشرة مع روسيا.

كما يرى خبراء أن ذلك القرار الذي يأتي في إطار الدعم المقدم لـ"كييف" في المواجهة مع روسيا، لا يخرج عن الصراع بين الرئيس الأمريكي، المرشح الديمقراطي جو بايدن، والرئيس السابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، في حرب ستكون "مفتوحة" مع روسيا.

وفي تصريحات لـ "إرم نيوز" أشار مختصون إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، قد تتخذ مساراً دولياً تصعيدياً، في حال إرسال تلك المقاتلات واستخدامها تجاه أهداف في العمق الروسي، ما يسفر عنه استخدام روسيا قدرات تسليحية خطيرة في وقت ما زالت فيه تستعمل أسلحة تقليدية.

وشكك خبراء في مدى قدرة الطيارين الأوكرانيين على استخدام تلك النوعية من المقاتلات في ظل عدم حصولهم على التدريب اللازم سواء في أمريكا أو إنجلترا، ما سيجعل الإرسال الفعلي لـ"إف -16" إلى "كييف" بالأعداد المطلوبة من جانب "زيلينسكي"، أمرا معلقا.

وكانت دول في "الناتو"، أعلنت أنها بدأت عملية نقل طائرات إف-16 إلى أوكرانيا، في تصعيد خطير يهدد باتساع رقعة الصراع بين موسكو وكييف.

ويأتي قرار الناتو، استجابة لمطالبة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي عند وصوله إلى واشنطن للمشاركة في قمة للحلف، بتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة، وقال "إننا نكافح من أجل الحصول على مزيد من الدفاعات الجوية" و"مزيد من طائرات إف-16"، التي يتوقع تسليمها إلى أوكرانيا قريبا.

أخبار ذات علاقة

في تصعيد خطير.. الناتو يبدأ بإرسال مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا

ويقول أستاذ العلاقات الدولية، د. عبد المسيح الشامي، إن القرار المتعلق بقيام حلف "الناتو" ببدء إرسال طائرات "إف - 16" إلى أوكرانيا، كان متوقعا بشكل أو بآخر، يأتي في إطار محاولات "الناتو" وإدارة "بايدن" بـ"سباق الزمن"، لاتخاذ خطوات سريعة وقوية وعالية النبرة مع روسيا، حتى يكون الدخول في الأزمة الأوكرانية إلى معترك آخر، في ظل تخوف من أن تسفر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عن فوز المرشح الجمهوري دونالد الذي ينوي إنهاء هذه الحرب تماما.

ويرى "الشامي" أن "بايدن" وإدارته بهذا القرار، يورطون أمريكا وحلف شمال الأطلسي وأوروبا ، ربما بحرب مباشرة مع روسيا، موضحا أن هذا القرار متخذ منذ فترة طويلة، بهدف وضع "ترامب" بحرب مفتوحة مع الروس لن يستطيع  إنهاءها، مما يحافظ على ارتباط أمريكا بـ"الناتو".

ويستكمل "الشامي"، أن استخدام "إف - 16" في حال إرسالها بالفعل إلى أوكرانيا واستخدامها تجاه أهداف خلف خطوط المواجهة بالداخل الروسي، وكان لها تأثير في الوضع الميداني، فإن موسكو لن تتوانى عن استعمال أسلحة خطيرة على أعلى مستوى من الذي تستخدمه الآن في أوكرانيا، حيث إنها حتى الآن ، لم تتعامل إلا بالمستويات العادية من التسليح والأجيال القديمة من هذه التقنيات، ومن ثم هذا التصعيد النوعي سيقابله ما هو أقوى من الطرف الآخر، لتصبح مواجهة حتمية.

ويؤكد الباحث في مركز الشرق الأوسط للسياسات بواشنطن، ماركو مسعد، أن قرارات قمة حلف الناتو التي عقدت مؤخرا، عبارة عن محاولة لجعل المساعدات العسكرية والسياسية إلى أوكرانيا، غير معتمدة بشكل كلي على الولايات المتحدة، حتى لا يحدث تأثير مباشر على إرسال وتوفير المساعدات إلى كييف أو القدرات العسكرية لحلف الناتو في حال فوز "ترامب" في الانتخابات الرئاسية. 

وأضاف "مسعد" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "بايدن" أعطى الضوء الأخضر في ربيع عام 2023 ، للدول التي تستقبل السلاح الأمريكي وخاصة "إف - 16"، لإرسال هذا النوع التسليحي إلى أوكرانيا بـ"الوكالة" في ظل عدم قدوم جزء كبير من تلك الأسلحة مباشرة من الولايات المتحدة، إذ إن هناك أسلحة أمريكية ترسل إلى أوكرانيا من خلال دول استخدمت تلك الأسلحة والمقاتلات، وهناك دولتان أعلنتا إرسال "إف - 16" إلى كييف وهما هولندا والدنمارك، مشيراً إلى أن لجوء "واشنطن" لنظام "الوكالة" في إرسال المساعدات العسكرية يقوم على طريقة "مسك العصا من المنتصف" حتى لا تدخل في صراع مع روسيا.

وأوضح مسعد أن الأمين العام لحلف الناتو، وضع خطة لمدة 5 سنوات يساهم فيها جميع الأعضاء تمويلياً، والسبب من وراء هذه الخطة، هو أنه في حال مجيء رؤساء يرفضون بقاء الناتو أو دعم أوكرانيا في إشارة إلى "ترامب" أو مجيء حكومات يمينية في أوروبا، قد يتخذون قرارات بعدم إرسال أسلحة ومساعدات عسكرية إلى كييف، يتم اللجوء إلى صندوق تمويلي تم تجهيزه، يدعم ويوفر كافة الاحتياجات العسكرية لحلف الناتو.

"الشيطان يكمن في التفاصيل" .. هكذا روى "ماركو" بعض التعقيدات المتعلقة باستخدام الـ"إف -16" ومدى قدرة أوكرانيا على استخدامها، مشيراً إلى أنه حتى إذا تم إرسال الـ"اف - 16"، سيصاحبها مشاكل تتعلق بتدريب الطيارين بعد أن أعلنت كييف عن وجود أزمات تخص تدريب الطيارين في أمريكا، وأن أماكن تدريبهم كانت محدودة بعد فشل تجربة تدريبهم في إنجلترا".

وأضاف أن ذلك يعني أنه حتى في حال إرسال الطائرات سيكون هناك مشاكل تتعلق بتوفر طيارين مؤهلين لقيادتها، الأمر الذي يعكس من جهة أخرى، رسائل سياسية أمريكية فحواها أنها مع أوكرانيا، وأن بايدن يدعم "الناتو" والتشديد على ضرورة إبقاء الحلف موحدا وقائما، للتصدي للمخاطر القادمة من روسيا والصين، على الرغم من إدراك الإدارة الأمريكية مدى المشاكل المتعلقة بقدرات وجاهزية الطيارين الأوكرانيين، وأيضا الخلاف حول عدد المقاتلات التي ستُرْسَل.

ويتفق معه الباحث المتخصص في الشؤون الدولية، ناصر عيسى، الذي أشار إلى أن القرار ليس منفصلا عن الانتخابات الأمريكية والمواجهة القائمة بين بايدن وترامب، متناولا هناك عدة عوامل تتعلق بمدى تنفيذ هذا القرار من جهة وتوفير الاحتياجات من هذه الطائرات إلى أوكرانيا حتى تصنع الفارق من جهة أخرى".

ويؤكد أن أي تعامل روسي يهدد هذه المقاتلات في حال إرسالها، سيكون بمثابة ضربة قوية لحلف الناتو، فضلاً عن وجود استفسارات وجدل حول مدى حصول الطيارين الأوكرانيين على استخدام تلك المقاتلات، في ظل تقارير تتعلق بفشل دورات تدريبية لهم في عواصم أوروبية للتدريب على مقاتلات "إف -16"، وبعضها لم يستكمل".

وأردف عيسى، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "القرار بهذا الشكل في التوقيت الحالي يعني توريطاً من جانب إدارة بايدن لترامب وفريقه في حال فوزه المتوقع بالانتخابات الأمريكية، لاسيما أن أي إجراءات من ترامب في حال وصوله إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل، لإبطال مفعول هذا القرار أو التأثير في فاعليته، سيتخذ وقتا طويلا وإجراءات معقدة، فضلا عن عواقب تخص انفصال للولايات المتحدة عن دوائر في محيطها وأيضا من الممكن أن يسفر ذلك عن حدوث تصادمات داخل الإدارة الأمريكية، حول سياسة التعامل مع الناتو".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC