logo
العالم

مع تفشي الكوليرا.. فرنسا تحاول دخول أفريقيا مجددًا من بوابة اللقاحات

مع تفشي الكوليرا.. فرنسا تحاول دخول أفريقيا مجددًا من بوابة اللقاحات
ماكرون مع مشاركين في قمة المنتدى العالمي للسيادة والابتكارالمصدر: أ ف ب
05 يوليو 2024، 5:48 م

يثير سَعي فرنسا إلى توفير مليار دولار لإنتاج اللقاحات في أفريقيا، التي تواجه تفشيًا حادًا لوباء الكوليرا، تساؤلات عما إذا كانت هذه الآلية بوابتها للعودة إلى القارة.

واحتضنت باريس المنتدى العالمي للسيادة اللقاحية وابتكار اللقاحات، الذي تم فيه الإعلان عن تخصيص هذه الموارد، وهو إعلان كان بحضور أربعة رؤساء من إفريقيا (بوتسوانا ورواندا والسنغال وغانا)، وحوالي 30 وزيرًا ومنظمات إقليمية ودولية.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إن تخصيص دفعة بقيمة "1.2 مليار دولار لإنتاج اللقاحات في إفريقيا، سيكون لبنة أساسية لبناء سوق اللقاحات الأفريقية الحقيقية".

أخبار ذات علاقة

اشتداد حالات الكوليرا بعد نفاد اللقاح عالميًّا

منفذ للعودة

وقال المحلل السياسي المالي قاسم كايتا إن: "فرنسا ستعمل بكل الأدوات العسكرية والدبلوماسية والصحية والثقافية وغيرها من أجل العودة إلى إفريقيا، هذا أمر مؤكد. لكن ما أعتقده أن هذه المساعي تأتي في وقت متأخر جدًا، ومن شأنها أن تعود بالسلب على الفرنسيين".

وأوضح كايتا لـ"إرم نيوز" أن: "الكفة باتت تميل بكل وضوح إلى روسيا والصين، ووسط دعاية مكثفة من هاتين الدولتين حول الماضي الاستعماري لفرنسا في إفريقيا سيكون من الصعب إقناع الأجيال الجديدة في إفريقيا بضرورة عودة فرنسا".

وشدد على أن "دبلوماسية اللقاحات عادت بالفائدة على الصين وروسيا في وقت تفشي فيروس كوفيد – 19، لكن الآن الأمور تغيّرت بشكل كبير بالنسبة إلى إفريقيا".

وأعلنت مجموعة سانوفي الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر أنها "عقدت شراكة مع مختبرات بيوفاك الجنوب أفريقية، لتعزيز القدرات الإنتاجية للقاحات المضادة لشلل الأطفال في أفريقيا".

أخبار ذات علاقة

بوركينا فاسو تعلن الانتهاء الرسمي لعمليات القوات الفرنسية على أراضيها

 "نوايا طيبة"

ومن جانبه قال الخبير في المجال الصحي الفرنسي إريك دوبيه إن: "فرنسا لديها نوايا طيبة لمعالجة الوضع الصحي في إفريقيا، وهو وضع متأزم".

وأردف: "أعتقد أنه حان الوقت للفتة عالمية لمواجهة ذلك، ففي ظل الحروب في السودان وليبيا والنيجر ومالي وغيرها، تتفشى أوبئة خلنا في يوم من الأيام أننا طوينا صفحتها على غرار الكوليرا".

وبين دوبيه لـ"إرم نيوز" أن "هذه المعالجة تتطلّب تمويلات ضخمة، خاصة أن البنية الصحية للدول الإفريقية مهترئة للغاية، وكفاءات هذه القارة غادرت منذ عقود بسبب غياب الوظائف وغير ذلك، أعتقد أنه وضع صعب، وبإمكان فرنسا مساعدة إفريقيا رغم الحملة المغرضة ضد بلدنا".

وشدد على أن "مليار دولار لا يمكن أن تكون إلا دفعة أولى، كما أوضح الرئيس ماكرون، ولا يمكن العمل بأدوات قديمة مثل تقديم اللقاحات، بل يجب العمل على إنتاج هذه اللقاحات في القارة نفسها، أعتقد أن الأمر صعب، لكن يجب مواجهة التحديات الراهنة من أجل إنقاذ أجيال مهددة في إفريقيا".

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا طُردت عسكريًا ودبلوماسيًا من عدة دول مثل مالي وبوركينافاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى، ما وضع نفوذًا بنته باريس لعقود في القارة الإفريقية على المحك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC