logo
العالم

حطام صاروخ صيني يشعل توترا بين واشنطن وبكين

حطام صاروخ صيني يشعل توترا بين واشنطن وبكين
منصة إطلاق أقمار صينيةالمصدر: رويترز
23 أغسطس 2024، 5:15 م

أدى تحطم صاروخ صيني بعد إطلاق قمر صناعي، إلى ظهور حقل جديد من الحطام، ومخاوف أمريكية جديدة بشأن موقف بكين من النفايات الفضائية.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الصاروخ "لونج مارش 6 إيه"، الذي أُطلق في السادس من أغسطس/ آب، "يحمل الدفعة الأولى من الأقمار الاصطناعية التي تهدف إلى تشكيل نظام منافس لـنظام "ستارلينك"، وهي خدمة النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية التي تقدمها شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك".

وبعد إطلاق تلك الأقمار الصناعية، تحطم الصاروخ إلى مئات القطع، لأسباب غير معروفة.

أخبار ذات علاقة

بسبب حطام فضائي.. عائلة أمريكية تطالب "ناسا" بـ80 ألف دولار (صورة)

قلق أمريكي

وفي السياق، قالت قيادة الفضاء الأمريكية، وهي وحدة تابعة للبنتاغون، بعد أيام، إنها اكتشفت أكثر من 300 قطعة حطام في مدار أرضي منخفض نتيجة تفكك الصاروخ، رغم أنها قالت إنه لا يوجد خطر مباشر على محطة الفضاء الدولية أو نظيرتها الصينية.

وقالت شركة "LeoLabs"، وهي شركة أمريكية لتتبّع الفضاء، إن الحدث قد يتسبب في تناثر ما لا يقل عن 700 شظية عائمة على ارتفاع 500 ميل فوق الأرض، مما يجعله أحد أكبر حوادث تفكك الصواريخ في التاريخ. 

فيما أوضحت شركة "Starlink" أن الحطام لم يشكل مخاطر فورية كبيرة على أسطولها، لكن الشظايا "من المرجح أن تظل في الفضاء لعقود بسبب وقوع الحادث على ارتفاع عالٍ".

رقابة عالمية ضئيلة

وتمضي الصين ودول أخرى قدماً في تنفيذ خططها الرامية إلى زيادة إطلاق الصواريخ، الأمر الذي يزيد المخاطر التي تهدّد البشر والأقمار الصناعية في المدار. ورغم هذا فإن الرقابة العالمية على الممارسات غير المستدامة ضئيلة للغاية.

وقال كوينتين باركر، مدير مختبر أبحاث الفضاء بجامعة هونج كونج: "من يستطيع فرض أي شيء في الفضاء؟ إنه يشبه الغرب المتوحش في بعض الأحيان".

وأشار دارين ماكنايت، الزميل التقني البارز في ليو لابس، إلى أن السجل الأخير للصين فيما يتعلق بتوليد الحطام المتعلق بإطلاق صاروخ "لونج مارش 6" كان مثيرا للقلق.

وأضاف: "آمل أن يكون ذلك بمثابة جرس إنذار لهم، وأن يكونوا جزءا من الحوار الدولي".

أخبار ذات علاقة

بعد تفجير روسيا قمرا صناعيا.. ما هو الحطام الفضائي وما مدى خطورته؟

الرد الصيني

وعلى الضفة الأخرى، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الأسبوع الماضي أن الصين "تعلق أهمية كبيرة على تخفيف الحطام الفضائي"، و"بذلت جهودا نشطة للوفاء بالالتزامات الدولية ذات الصلة". 

وأضاف دون الخوض في التفاصيل، أن الصين اتخذت التدابير اللازمة بعد تفكك الصاروخ مؤخرا.

ويمكن أن تتسبب الصواريخ في توليد الحطام أو التسبب في مشكلات أخرى، حيث تُستخدم مراحلها المختلفة في أثناء المهام. 

وتشير المرحلة الرئيسة للصاروخ إلى المعزز الذي يمد المركبة بالطاقة اللازمة للإقلاع عن الأرض، في حين أن المرحلة العليا هي مركبة أصغر تنفصل عن المعزز، وتستخدم لنشر الحمولات في المدارات الصحيحة.

كما كانت للولايات المتحدة والصين، اللتين تخوضان خلافات بشأن التجارة والأمن الإقليمي، خلافات بشأن الفضاء. 

ففي عام 2022، هبطت المرحلة الرئيسة لصاروخ صيني بشكل غير منضبط من مداره، وهبطت في بحر "سولو" بالقرب من الفلبين. 

وانتقد رئيس إدارة الطيران والفضاء الوطنية هذا الدخول مرة أخرى، قائلاً، إن نقص المعلومات يجعل من الصعب التنبؤ بالأضرار المحتملة. 

وقالت الصين حينئذ، إن المخاطر منخفضة للغاية.

وقبل عام من ذلك، اشتكت بكين مما وصفته بأنهما لقاءان قريبان مع أقمار "ستارلينك"، مما أجبر محطة الفضاء الصينية على تغيير مسارها لتجنب الاصطدام.

اكتظاظ الفضاء

وتطلق الصين مزيدا من الصواريخ، سعياً لتحقيق أهداف علمية وعسكرية، إذ وصل 66 صاروخاً صينياً إلى المدار العام الماضي، مقابل 38 صاروخاً في عام 2018، وفقاً لبيانات جمعها عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل.  

وتستهدف الصين إطلاق نحو 100 صاروخ خلال العام الجاري، إذ أفادت وسائل إعلامها بأن بكين ستطلق أكثر من 20 ألف قمر اصطناعي خلال العقد المقبل لبناء قدرات عريضة النطاق.

وفي غضون ذلك، وصلت 104 رحلات أمريكية إلى المدار في عام 2023، مقابل 31 رحلة قبل 5 سنوات.

وتمتلك الصين والولايات المتحدة الآن تقريباً، نفس مقدار كتلة جسم الصاروخ في المدار الأرضي المنخفض، فيما تمتلك روسيا نصف الكتلة الإجمالية مقابل ثلاثة أرباع هذه الكتلة في عام 2023.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC