logo
العالم

بصفقة "رافال".. فرنسا تُحاول انتزاع صربيا من "قبضة" روسيا

بصفقة "رافال".. فرنسا تُحاول انتزاع صربيا من "قبضة" روسيا
طائرة رافال الفرنسية المصدر: رويترز
31 أغسطس 2024، 9:03 ص

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن صفقة بيع 12 طائرة مقاتلة من طراز رافال إلى صربيا تُعد "تحولاً إستراتيجياً"، يمكن أن يقرب صربيا من الاتحاد الأوروبي ويبعدها عن روسيا.

ووصف ماكرون الصفقة بأنها محفز محتمل للسلام والتكامل الإقليمي.

إعادة تموضع إستراتيجي

أوضحت صحيفة لوموند الفرنسية أنه تم إبرام الصفقة خلال زيارة ماكرون إلى بلغراد، وتتضمن تسليم تسع طائرات رافال ذات مقعد واحد وثلاث طائرات ذات مقعدين بين عامي 2028 و2029.

مشيرة إلى أن قيمة العقد تبلغ 2.7 مليار يورو، ما يجعلها أكبر عملية شراء دفاعي لصربيا في السنوات الأخيرة، إذ تنتقل من أسطولها الحالي من طائرات MiG-29 الروسية.

بدوره، أشاد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إلى جانب ماكرون، بطائرة رافال واصفا إياها بأنها "أفضل طائرة في العالم". 

وأكد الأهمية الإستراتيجية لاقتناء تكنولوجيا عسكرية غربية، قائلا: "للمرة الأولى، ستكون لدينا طائرات مصنعة في الغرب، وهذا طريق جيد يجب اتباعه". 

كما شدد فوتشيتش على أهمية هذه الصفقة لقدرات الدفاع الصربية.

تعميق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

وأضافت "لوموند" أنه بهذه الصفقة، تصبح صربيا الدولة الثامنة التي تشتري طائرة رافال، لتنضم إلى دول مثل مصر والهند، لافتة إلى أن وضع صربيا فريد بسبب علاقاتها التاريخية مع روسيا وموقعها الإستراتيجي في قلب أوروبا، ما جعلها في مركز التوترات الجيوسياسية، لا سيما فيما يتعلق بالنزاعات المستمرة مع جارتها كوسوفو.

أخبار ذات علاقة

" شجاعة استراتيجية ".. ماكرون يشيد بانضمام صربيا إلى "نادي رافال"

 

وأشار ماكرون إلى أن دول البلقان الأخرى مثل كرواتيا واليونان تستخدم بالفعل طائرة رافال.

بدورها، أكدت شركة داسو للطيران، المصنعة لطائرة رافال، أن صربيا ستحصل على أحدث طراز موجود حاليًا في الخدمة لدى الجيش الفرنسي.

مغامرة دبلوماسية محسوبة

وبحسب الصحيفة، تُعد هذه الصفقة خطوة جريئة من الدبلوماسية الفرنسية لربط صربيا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 6.7 مليون نسمة، بشكل أوثق بالاتحاد الأوروبي، إذ توقفت مفاوضات انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي لسنوات، وهذه الصفقة الدفاعية رفيعة المستوى يمكن أن تحفز بلغراد على الابتعاد أكثر عن موسكو.

من جانبه، قال الخبير الصربي في شؤون الدفاع ألكسندر راديتش: "يشير هذا العقد إلى تحول سياسي عميق بالنسبة لصربيا؛ سيوجه البلاد بشكل حتمي نحو الغرب".

وأضاف أنه من المؤكد أن تضمن متطلبات الصيانة والتشغيل لطائرات رافال الاعتماد على الدعم الغربي على المدى الطويل، الأمر الذي يجعل العودة إلى التكنولوجيا العسكرية الروسية أمرًا غير مرجح بشكل متزايد.

موازنة المصالح الجيوسياسية

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التحول الكبير نحو التكنولوجيا العسكرية الغربية، واجه فوتشيتش رد فعل داخليًا طفيفًا، حتى من الجزء المؤيد لروسيا من السكان.

وقال فوتشيتش: "سألني البعض لماذا لم نشترِ طائرات روسية، لكنني أسأل، كيف يمكننا جلبها إلى هنا؟" في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها صربيا في شراء الأسلحة من روسيا؛ بسبب عزلتها الجغرافية وسط دول حلف شمال الأطلسي.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ حرب روسيا لأوكرانيا، وجدت صربيا أنه من شبه المستحيل الحصول على معدات عسكرية من موسكو، وبالتالي ظهرت طائرة رافال كخيار أكثر وضوحًا لصربيا، وهي دولة تتقن اللعب على التوازن بين العلاقات مع روسيا والغرب والصين.

وفي حين تجنب ماكرون بعناية انتقاد رفض صربيا الانضمام إلى العقوبات الأوروبية ضد روسيا، أعرب عن تفاؤله بشأن مسار صربيا. 

كما امتنع الرئيس الفرنسي عن التعليق على قضايا حقوق الإنسان أو التراجع الديمقراطي في صربيا، أو على دور بلغراد في تصاعد التوترات في شمال كوسوفو، مركزا بدلاً من ذلك على الفوائد المحتملة لصفقة رافال.

وختمت الصحيفة بالقول إنه بينما غادر ماكرون بلغراد، كانت الأعلام الفرنسية تزين العاصمة في عرض مؤقت، في حين لا تزال لوحة إعلانات بارزة لشركة (غازبروم) الروسية ترمز إلى العلاقات الدائمة بين صربيا وروسيا، تذكر الجميع بالمشهد الجيوسياسي المعقد الذي يحاول ماكرون التنقل فيه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC