logo
العالم

كيف سترد إيران على الضربة الإسرائيلية "الموجعة" في دمشق؟

كيف سترد إيران على الضربة الإسرائيلية "الموجعة" في دمشق؟
02 أبريل 2024، 5:29 ص

تلقت إيران والمؤسسة العسكرية، خاصة الحرس الثوري، يوم أمس الاثنين، ضربة "موجعة" باغتيال 3 من كبار المستشارين على الأقل، في هجوم إسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.

ويعتبر الهجوم الإسرائيلي الأخير الأقوى منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني بطائرة مسيرة في بغداد من قبل الولايات المتحدة، مطلع عام 2020.

واغتالت إسرائيل، العام الماضي، عددا كبيرا من المستشارين الإيرانيين، من بينهم سيد رضي الموسوي، الذي يعد رجل سليماني في سوريا، ولطالما توعدت طهران برد حاسم وقوي على تل أبيب.

لكن هذا الهجوم مختلف تماماً؛ فهو استهدف القنصلية الإيرانية، إذ يرى عدد من الخبراء الإيرانيين في قضايا الشرق الأوسط أن رد طهران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها سيكون حتمياً، لكنه لن يكون متسرعاً، كما يقول عضو لجنة الأمن القومي الإيراني النائب "وحيد جلال زاده".



وشهد عدد من المدن الإيرانية، بينها العاصمة طهران، مساء يوم الاثنين، مسيرات احتجاجية تطالب الحكومة الإيرانية بالرد على الهجوم الإسرائيلي.

أرض إيرانية

وقال المحلل السياسي حسن لاسجردي إن "إيران ستقدم رداً حاسماً على الجريمة الإسرائيلية"، مبيناً: "هذا الهجوم على بعثة دبلوماسية يعد انتهاكا واضحا للقوانين الدولية"، مشيراً إلى أن "المكان المستهدف هو أرض إيرانية في سوريا".

إيران وحلفاؤها من محور المقاومة سيتخذون قرار الرد على هذه الجريمة
حسن لاسجردي

وبيّن، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "مقار القنصليات والسفارات، بحسب القانون الدولي لفيينا وجنيف، لديها حصانة دبلوماسية ضد أي عدوان، ومثل هذه التصرفات تشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية".



واعتبر لاسجردي "أن الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص، ستكون له عواقب حساسة ومهمة للغاية على المنطقة"، مشيراً إلى أن "إيران وحلفاءها من محور المقاومة سيتخذون قرار الرد على هذه الجريمة".

فشل نتنياهو

بدوره، اعتبر المحلل السياسي الإيراني محمد صادق كوشكي أن الهجوم يكشف عن طبيعة الوضع الذي يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل حرب غزة.

وقال، لـ"إرم نيوز"، إنه "بالنظر إلى مرور 6 أشهر على عملية اقتحام الأقصى وفشل النظام الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، وتغيير ميزان القوى في غزة لصالح المقاومة، قام نتنياهو بنقل نطاق أزمة غزة إلى خارج الأراضي المحتلة، وتوفير الظروف للجهات الفاعلة العالمية والإقليمية القوية للدخول في أزمة غزة".



وأضاف كوشكي: "يبدو أن الضغوط الدولية للقبول بوقف إطلاق النار، خاصة بعد القرار الأخير لمجلس الأمن، خلقت وضعاً حرجاً لنتنياهو، وهو يشعر أنه إذا قبل وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة، فإنه قد فشل، لذلك يريد في هذا الوضع نقل أزمة غزة إلى خارج الأراضي المحتلة لإجبار إيران ومحور المقاومة على الرد بشكل متسرع".

وبيّن أنه "من الطبيعي أن تعطي إيران رداً حاسماً على هذه الجريمة وخرق القانون، وستختار الوقت والمكان المناسبين، وسوف يكون هناك انتقام قاسٍ".





محور المقاومة سيتخذ إجراءاته ضد النظام الصهيوني في المستقبل بجدية
محمد صادق كوشكي

ولفت كوشكي إلى أن "إيران لن تتحرك بشكل متسرع تحت أي ظرف من الظروف، ومحور المقاومة سيتخذ إجراءاته ضد النظام الصهيوني في المستقبل بجدية".

واعتبر "أن إسرائيل تحاول بطريقة أو بأخرى إضعاف النظام السوري بعد اغتيال شخصيات عسكرية إيرانية مؤثرة تعمل بأي حال من الأحوال مستشارين عسكريين في سوريا، ولهذا السبب تم اغتيال العميد محمد رضا زاهدي أحد المستشارين العسكريين".

وجدد كوشكي التأكيد على أنه "من الطبيعي أن لا ترد إيران بشكل متسرع، وفي الماضي حاول النظام الصهيوني اغتيال بعض قادتها، لكن محور المقاومة سيرد بالشكل المناسب، وإيران لن تتحرك بشكل متسرع، وإسرائيل ستواجه ردا دقيقا وذكيا من محور المقاومة".

بنك الأهداف

وقال الناشط السياسي الإيراني المتشدد حسين كنعاني مقدم إن "جميع سفارات النظام الصهيوني في جميع أنحاء العالم ستُدرج في بنك أهداف المقاومة للرد على الهجوم الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق".

وأضاف، في حديثه لقناة "خبر" الإيرانية: "إذا تم انتهاك مبدأ الردع الإيراني فهناك احتمال لتنفيذ هجوم إرهابي في الداخل، ومن هذه اللحظة فصاعداً، لا ينبغي أن تظل أي من سفارات النظام الصهيوني آمنة في العالم".

وذكرت مصادر إسرائيلية أن جهاز الأمن الإسرائيلي أبلغ جميع بعثاته الدبلوماسية في الخارج بوضعها في حالة تأهب قصوى.

لن نتسرع في الرد

من جانبه، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي الإيراني النائب وحيد جلال زاده أن استهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين ليس بالأمر الجديد في سوريا وهو متوقع، مستدركا: "لكن غير المتوقع هو استهداف بعثة دبلوماسية محصنة بموجب القوانين الدولية".

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "اعتداء النظام الإسرائيلي على المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق لن يمر من دون رد، لكنه ووفقا للاتفاقيات الدولية واتفاقية فيينا، فإن هذا الهجوم هو بالتأكيد هجوم إرهابي".

وأضاف جلال زاده أن "مثل هذه التصرفات تُظهر فشل النظام الصهيوني في مجال قتال جبهة المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقدم الجواب اللازم في الوقت والمكان المناسبين"، منوهاً إلى أنه "لقد أعلنا مراراً وتكراراً أننا نقف دفاعاً عن الجماعات الفلسطينية وأية حركة تريد التحرك ضد إسرائيل".

مثل هذه التصرفات تُظهر فشل النظام الصهيوني في مجال قتال جبهة المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة
النائب وحيد جلال زاده

وعن طبيعة الرد الإيراني، قال جلال زاده: "ستنفذ الجمهورية الإسلامية جميع الإجراءات الدبلوماسية، لكنها لن تقوم بعمل عسكري متسرع؛ لأن إسرائيل تريد توسيع رقعة وساحة المعركة الحالية، وهذا ما لا تريده طهران وحلفاؤها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC