بعد إعلان زيلينسكي عنه.. هل ينجح صاروخ "باليانيتسيا" في اختراق العمق الروسي؟

تخوض "كييف"، ثورة صناعية للمعدات العسكرية، لاستخدامها في حماية الأراضي الأوكرانية، ومنها"صاروخ "باليانيتسيا" كأول سلاح مطور هجين، أعلن عنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال عيد استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي، لاختراق مزيد من الأراضي الروسية.

 ونجحت كذلك أوكرانيا، في دمج قدرات الطائرات بدون طيار مع وظائف الضربة الدقيقة.

وكشف زيلينسكي، عن السلاح الهجين الجديد، قائلا: "شهدنا أول استخدام قتالي ناجح لسلاحنا الجديد، "صاروخ باليانيتسيا المسيّر"، وهذه فئة جديدة تمامًا من الأسلحة ـ ابتكار أوكراني خاص ـ، وإن هذه طريقتنا الجديدة في الانتقام من المعتدي".

ويسمّى "باليانيتسيا"، "الخبز الأوكراني"، وهو ما يكسبه حالة من الزخم، نظرًا لأهميته في حياة الشعب الأوكراني قديمًا وحتى الآن، والذي يرمز إلى الهوية الأوكرانية خلال فترة المقاومة في القرون الماضية.

وعن الطفرة النوعية التي قد تُحدثها صواريخ «باليانيتسيا» وتأثيرها على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، يرى اللواء دكتور محمد نور، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن عدد الشركات الأوكرانية المُتخصصة في إنتاج الأسلحة والمُعدات العسكرية يفوق 550 شركة، تعمل على إنتاج وتطوير الصواريخ والذخائر والمدرعات والطائرات والمسيرات، وغيرها.

وأشار إلى أن القدرة الإنتاجية لـ "كييف"، فيما يخص الطائرات بدون طيار، قد تصل سنويًا إلى 3 ملايين طائرة مختلفة الأنواع.

ويضيف الخبير العسكري والاستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»: إن صاروخ «باليانيتسيا»، هو سلاح تم استخدامه بالفعل في بداية الحرب الأوكرانية الروسية في 2022، وتطويره الآن يعكس مدى التقدم الملحوظ في القدرات العسكرية لكييف، رغم الأزمات المادية التي تعاني منها.

وتابع: هذا "النوع من الصواريخ يُسمى بفئة «تكنولوجيا الصواريخ» والتي تكون قادرة على توجيه الضربات الدقيقة وبسرعة، بالإضافة إلى اختراقها أجهزة التشويش وعدم رصدها نهائيا لقدرتها على التحليق من مسافات قصيرة".

ويؤكد الخبير العسكري في تصريحاته، أن هذا النوع من الصواريخ المطورة قد يُعزز من القدرات الأوكرانية في ساحة المعركة، إلا أنه غير قادر على الصمود طويلا أمام القدرات العسكرية الروسية، وتحديدا الدفاعات الجوية التي تضم الكثير من الأنواع المختلفة من الأنظمة محلية الصنع - داخل موسكو - على رصد وإحباط أي هجوم صاروخي.

وأشار اللواء محمد نور، إلى أن الرئيس الأوكراني يعلم جيدًا أن هذا النوع من الصواريخ، وإن تم تطويره بشكل جيد، فهو لن يكون السلاح الرئيس الأوكراني لمواجهة التقدم الروسي.

ورأى نور، أن إعلان زيلينسكي للسلاح الجديد، يبث رسالة للغرب، مفادها بأن "بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تأخر الدعم العسكري والدفاعات الجديدة من الأسلحة الغربية"، وما يدل على ذلك أن هذا الإعلان جاء بعد أيام من هجوم على الغرب من التأخر في الوفاء بوعودهم العسكرية تجاه كييف.

واستكمالا لهذه التصريحات، أكد الخبير العسكري الروسي أندريه مارتيانوف، أنه على الرغم من التطور العسكري الأوكراني، إلا أن روسيا تتميز باستخدام التدابير المضادة ضد الذخائر والصواريخ الدقيقة، وهو ما يعتبر بمثابة خطوة تفوق كل التوقعات الأوكرانية، والتي تُؤخر كافة تحركات كييف حتى الآن في أرض المعركة، باستثناء ما حدث في «كورسك»، من أخطاء يتحمل تداعياتها الجيش الروسي حتى استعادتها مجددًا من الغزو الأوكراني.

 وأشار الخبير العسكري في تصريحات لـ«إرم نيوز»، إلى أن صواريخ «هيمارس» الأمريكية التي أعلن زيلينسكي استخدامها في تدمير الجسور الروسية، تواجه عقبة حقيقية وتحديات كبيرة في الأراضي الروسية، نظرًا لاستخدام الجيش الروسي حيلا استراتيجية وخدعا تكتيكية، تمكن من إحداث تغيرات كبيرة وفقدان دقة هذه الأسلحة الأمريكية في التعامل مع الأهداف داخل كييف.

وأشار أندريه مارتيانوف، في تصريحاته، إلى أن هناك مقاتلات روسية قادرة على اكتشاف الأهداف العدائية الغربية بمجرد اختراقها الأجواء الروسية، ويتم رصدها على بُعد 400 كيلومتر من الأهداف، وأبرزها المقاتلة «سو - 35» الروسية المزودة حاليًا برادار "المسح الإلكتروني"، فهي قادرة على مواجهة صواريخ «باليانيتسيا» المطورة محليا داخل كييف.

ومن وجهة نظر مارتانوف، فإن هذه الصواريخ الأوكرانية، لن تنجح في مواجهة التطور الروسي.

ويشار إلى أنه تم دمج صاروخ "باليانيتسيا"، بطائرة مسيّرة تعمل بالطاقة النفاثة، ضمن منصة واحدة بمدى تقريبي 500 - 1000 كم، أحادية الاتجاه.

وللصاروخ قوة تدمير عالية وكلفة منخفضة، فيما الطائرة مطلية بمواد ماصّة للحرارة، ونجح في ضرب هدف روسي حيوي، كما نقل عنه من وسائل إعلام ومنصات أوكرانية.