logo
العالم

نهاية الحياد.. فنلندا تضاعف حدود روسيا المشتركة مع "الناتو"

نهاية الحياد.. فنلندا تضاعف حدود روسيا المشتركة مع "الناتو"
31 مارس 2023، 2:47 م

بعد موافقة تركيا، أخيرا، على انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بات الأمر "مسألة وقت" لترتفع عدد دول الحلف إلى 31 دولة.

ومن المنتظر أن تنضم فنلندا رسميا إلى الناتو في قمة الحلف المقبلة التي ستعقد في ليتوانيا في شهر يوليو/ تموز المقبل، لتهجر هلسنكي بذلك سياسة الحياد، التي اتبعتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتدخل المعسكر الغربي المناوئ لموسكو.

تضاعف طول الحدود

تقع روسيا، حاليًا، على حدود خمس دول في "الناتو"، وهي إستونيا ولاتفيا، عبر منطقة كالينينغراد، وليتوانيا وبولندا، وكذلك مع النرويج في منطقة مورمانسك، إذ يبلغ الطول الإجمالي لحدود روسيا مع هذه الدول "الأطلسية" 1200 كيلومتر.

ومع انضمام فنلندا لـ"الناتو"، فإن عدد تلك الدول يرتفع الى ست دول، ليكون المتغير الجيوسياسي الأبرز هو أن تلك المسافة الحدودية تضاعفت، لتبلغ 2500 كم، على اعتبار أن روسيا تشترك مع فنلندا بحدود تمتد إلى 1300 كيلومتر، ففنلندا تأتي في المرتبة الثالثة بعد الصين وكازاخستان من حيث طول الحدود مع روسيا.

ويُعني انضمام فنلندا أيضًا أن بحر البلطيق، سيتحول إلى منطقة نفوذ لـ"الناتو"، الذي بات يطوق هذا البحر، الأمر الذي سيزيد، وفقا للتقارير، من الضغوط الغربية ضد روسيا عند المدخل الساحلي في مدينة سانت بطرسبورغ، والجيب الصغير التابع لها في كالينينغراد.

وتفيد التقارير الروسية، أن "عسكرة الحدود الطويلة مع فنلندا، ونشر مختلف أنواع الأسلحة وتعزيز عدد القوات هناك، صار أولوية بالنسبة لروسيا بسبب سياسة الناتو، في الوقت الذي كانت تركز فيه موسكو سابقا على تقوية العمل الدبلوماسي والثقافي مع جارتها".

وداعا للحياد

ورغم أن الرأي العام في فنلندا تمسك بسياسة الحياد العسكري لعقود، وكانت مقتنعة بانها أكثر أمانا خارج الأحلاف العسكرية، غير أن الغزو الروسي لأوكرانيا سرعان ما أحدث انقلابا في مزاج الفنلنديين، فقد قفزت، خلال أشهر قليلة، نسبة تأييدهم لعضوية "الناتو" من أقل من الثُلث إلى قرابة 80%.

ويرى خبراء أن الحرب التي شنتها موسكو في أوكرانيا لكبح تمدد "الناتو" إلى حدودها الغربية، وعرقلة دخول كييف في الحلف الأطلسي، جاءت بنتائج عكسية،  فها هي فنلندا قد انضمت الى الحلف لتعمق جراح روسيا، وتنتظر السويد كذلك أن ترفع أنقرة "الفيتو" عن قرارها كي تنضم، كذلك، لتصبح الدولة رقم 32 في الحلف.

ويعتبر الخبراء، أن انضمام فنلندا للحلف يعتبر "اللحظة الأكثر أهمية في تاريخ القارة"، ذلك أن الحدث يؤذن بنهاية حقبة هدوء امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويشير إلى تحولات في المنحى السلمي التقليدي لأوروبا التي باتت تندفع نحو العسكرة، شيئا فشيئا، لحماية أمنها بعد الغزو الروسي.

ومن المعروف أن أحد المبادئ المؤسسة لـ"الناتو" هو "مبدأ الدفاع الجماعي"، بمعنى أن أي هجوم على إحدى الدول الأعضاء يعامل على أنه هجوم عليها جميعا، وهو المبدأ الذي حفز هلسنكي واستوكهولم على الإسراع في تقديم الطلب.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت في وقت سابق، قرار فنلندا الانضمام للحلف قائلة إنه "قرار غير مدروس ومبني على هستيريا الخوف من روسيا"، بينما تعتقد هلسنكي أنها "تملك فرصة أفضل بأن لا تكون ضحية لهجوم من روسيا في حال انضمامها لحلف الناتو".

وتشير التحليلات إلى أن توسع "الناتو" نحو الحدود الغربية لروسيا، سيمنح الأخيرة المزيد من الذرائع كي تمضي في حربها ضد أوكرانيا، ومجابهة الغرب، وسيوسع الهوة بين الجانبين على نحو قد يطيل أمد الحرب بدلا من إنهائها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC