logo
العالم

بعد "رفض" نتائج الانتخابات.. اتهامات لماكرون بتدبير "انقلاب ناعم"

بعد "رفض" نتائج الانتخابات.. اتهامات لماكرون بتدبير "انقلاب ناعم"
ماكرون خلال متابعته افتتاح الألعاب الأولمبيةالمصدر: رويترز
24 يوليو 2024، 1:40 م

لم يكن حسم ائتلاف اليسار الفرنسي لخلافاته وطرح اسم مرشحته لرئاسة الحكومة ليُثني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خطته لكسب الوقت والتريث قبل الحسم في أمر رئاسة الحكومة المقبلة.

ومثّل رفض ماكرون لمرشحة اليسار لوسي كاستيس، القطرة التي أفاضت الكأس وأجّجت عاصفة من الانتقادات، وصلت حدّ اتهامه بتنفيذ "انقلاب" على نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بما أفرزه الصندوق وما عبر عنه الشعب الفرنسي في الانتخابات التشريعية المبكرة.

وكانت الجبهة الشعبية الجديدة، التي تضم ائتلاف الأحزاب اليسارية قد اتفقت، مساء أمس، على طرح اسم لوسي كاستيس مرشحة لرئاسة الحكومة المقبلة، بعد 16 يوما من المفاوضات والخلافات.

تجاهل يثير المخاوف

لكن ماكرون سارع، في أول خطاب له للشعب الفرنسي منذ الانتخابات، إلى رفض هذا الترشيح، معتبرا أنّ الجبهة الشعبية الجديدة "من الواضح" أنها لا تملك "أغلبية على الإطلاق"، رغم أنها الائتلاف الذي حصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد وفق نتيجة الاقتراع، بـ 182 مقعدا، دون أن تحصل على الأغلبية المطلقة، (289 مقعدا).

ويتمسك ماكرون، في الخطابات الداخلية لمعسكره، وحتى في الخطابات العامة الموجهة إلى الشعب برؤيته بتشكيل "جبهة جمهورية" تقودها كتلته، بما يمكّنه من الحفاظ على موقع قيادي في المشهد السياسي، مستثمرا في ذلك بعض الأوراق، منها الدستور الفرنسي الذي يمنحه أحقية تعيين من سيرأس الحكومة المقبلة ولا يُلزمه بقبول مرشح طرف الأغلبية.

أخبار ذات علاقة

ماكرون يرفض تعيين حكومة جديدة قبل الأولمبياد

 

لكن هذه الرؤية تثير مخاوف بقية الأطراف السياسية، ولا سيما ائتلاف اليسار، الذي يعتبر سلوك ماكرون أقرب إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات، و"الانحراف عن الديمقراطية"، واعتماد المناورات، ومحاولة كسب الوقت.

وعلّقت مرشحة اليسار لرئاسة الحكومة، لوسي كاستيس، بأنّ "إنكار الديمقراطية أمر خطير"، وفق تعبيرها، ودعت ماكرون إلى "تحمل المسؤولية" وتعيينها رئيسة للوزراء.

ولم ينطق ماكرون اسم كاستيس مطلقا في خطابه أمس، لكنه أنكر على الجبهة الشعبية الجديدة أحقيتها بقيادة مشاورات تشكيل الحكومة، بوصفها الطرف الحاصل على أكبر عدد من المقاعد، وإن لم تفز بالأغلبية المطلقة.

وانتقدت رئيسة حزب الخضر البيئي مارين تونديلييه، هذا السلوك من رئيس الجمهورية، واعتبرت أنه من غير الممكن القبول بما أسمته "محاولة الغش"، فضلًا عن إطالة أمد الأزمة إلى ما بعد الألعاب الأولمبية.

لا هدنة

ورفضت تونديلييه فكرة "الهدنة الأولمبية"، وقالت: "نحن قادرون على القيام بأمرين في الوقت نفسه، أي مشاهدة نهائي سباق 400 متر حواجز وتشكيل الحكومة"، وفق تعبيرها.

وتواترت ردود الفعل الغاضبة من المعسكر اليساري بعد خطاب ماكرون، وقال مانويل بومبارد، منسق حزب "فرنسا الأبية"، إنه على الرئيس الفرنسي أن يمنح حكومة الجبهة الشعبية الجديدة الفرصة لإثبات نفسها وتنفيذ سياساتها، وإذا رأت الأغلبية في البرلمان ضرورة أن تُخضعها للرقابة فإن ذلك يقع على عاتقها"، وفق تعبيره.

وهدد رئيس الحزب الشيوعي فابيان روسيل، بردّة فعل إذا ما تمسك ماكرون برفض ترشيح كاستيس، وقال روسيل: "رئيس الجمهورية يسخر منا، ولن يغير سياسته لأنها الألعاب الأولمبية، إنه أمر مخزٍ وفضيحة"، وفق تعبيره.

وأكد روسيل أن التعبئة ستستمر خلال الألعاب الأولمبية، وقال: "لا توجد هدنة تصمد"، فيما تم بالفعل تقديم إشعارات الإضراب من قبل العديد من النقابات.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC