غضب شعبي في روسيا إثر التوغل الأوكراني في كورسك

ذكرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية أن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية بدا وكأنه يمثل تهديدًا غير واقعي، إذ لم تشهد الأراضي الروسية قط قوات غازية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في حين رفضت وسائل الإعلام الحكومية الروسية وصف "الغزو"، معتبرة إياه "محاولة تسلل".

ونقلت الصحيفة شهادات لمواطنين روس وهم يرون صورًا عبر شبكة الإنترنت لجنود أوكرانيين يقفون بجوار محال تجارية ومكتب شركة غاز في كورسك.

ونقلت "الأوبزرفر" عن مواطنة روسية تدعى أنتيبوفا من كورسك قولها: "طوال تلك السنوات، لم يعتقد والداي اللذان يعيشان في تلك المنطقة أنهما سيتأثران" بالحرب، متجنبة بعناية استخدام كلمة "حرب" التي تم حظرها رسميًا في روسيا.

وتابعت: "كنا على يقين من أن الجيش الروسي سيحمينا، لكنني الآن مندهشة من مدى سرعة تقدم القوات الأوكرانية."

ورأت الصحيفة أن التوغل الأوكراني في روسيا كشف مدى التلكؤ الواضح في صد الهجوم من جانب المسؤولين الروس، الذين يتهمهم الكثير من السكان المحليين بالتقليل من شأن الهجوم الأوكراني، أو تضليلهم بشأن خطر حدوثه.

وتقول الصحيفة إنه بحلول يوم الجمعة، زعم الجيش الأوكراني أنه أرسل حوالي 10 آلاف جندي للاستيلاء على حوالي 1100 كيلومتر مربع من منطقة كورسك، معظمها حول بلدة سودزا.

مواجهة خطر الموت في كورسك

وتابعت: "إذا صحت هذه الأنباء، فإن هذا التوغل الأوكراني تمكن من الاستيلاء على مساحة أكبر من تلك التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا هذا العام، وفقًا لمعهد دراسة الحرب."

ويلقي الكثيرون في كورسك باللوم على الحكومة الروسية ووسائل الإعلام الحكومية لإبقائهم "في الظلام في مواجهة خطر مميت"، بحسب الصحيفة.

وكتبت نيلي تيخونوفا على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي": "لا أعرف حتى من الذي أكرهه أكثر الآن، الجيش الأوكراني الذي استولى على أرضنا، أم حكومتنا التي سمحت بحدوث ذلك."

وأوضحت الصحيفة أنه عندما كانت القوات الأوكرانية موجودة بالفعل في مدينة سودزا الروسية، مساء الثلاثاء، زعمت أخبار القناة الأولى الروسية أن الجيش الروسي "منع انتهاك الحدود."

وأفادت بأن الكرملين كان قد خصص ثلاثة مليارات روبل (أي ما يعادل 26 مليون جنيه إسترليني) لخط التحصين في منطقة كورسك، وكان من المفترض أن تقوم قوة دفاع إقليمية جديدة بدرء التوغل الأوكراني.

وقدّر مسؤولو الطوارئ في روسيا عدد النازحين داخليًا من كورسك بنحو 76,000 شخص.

ومع انقطاع الاتصالات عن سودزا، تواصل مواطنون روس مع مراكز النازحين داخليًا في كورسك للبحث عن ذويهم.

وقالت مؤسسة "ليزا أليرت" (Liza Alert)، وهي مؤسسة خيرية روسية للبحث والإنقاذ، يوم الجمعة، إن لديها إشعارات عن وجود ما يقرب من ألف شخص مفقود في المنطقة.