كيف يؤثر فوز "العمال" البريطاني بزعامة "صديق إسرائيل" على تل أبيب؟

أثار فوز حزب العمال البريطاني بالانتخابات التشريعية مخاوف تل أبيب؛ إذ قد يؤدي إلى تبنّي سياسات جديدة تخالف المصالح الإسرائيلية، وفق تقرير لقناة "كان 11" العبرية، اليوم الجمعة.

وتأتي المخاوف الإسرائيلية، بحسب التقرير، على الرغم من وصف زعيم الحزب كير ستارمر، والذي سيصبح رئيسًا للحكومة البريطانية، بأنه صديق لإسرائيل، إضافة إلى أنه متزوج من يهودية.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تخشى وجود أصوات كثيرة في الحزب تطالب باتباع خط سياسي جديد تجاه إسرائيل، فيما تقف مسألة الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية وتبدل السياسيات البريطانية في المحافل الدولية على رأس مخاوف تل أبيب.

وفاز حزب العمال البريطاني المعارض، اليوم الجمعة، بالانتخابات العامة في المملكة المتحدة، بأغلبية 410 مقاعد مقابل 131 للمحافظين، لينهي بذلك 14 عامًا متتالية من حكم المحافظين.

تحول السياسات

وقالت القناة العبرية إن تلك النتائج هي الأسوأ إطلاقًا للمحافظين منذ تشكل هذا الحزب العام 1835.

وأقر زعيم المحافظين ورئيس الحكومة ريشي سوناك في خطابه، بأن حزب العمال فاز في الانتخابات العامة، فيما ذكر زعيم حزب العمال في خطاب أعقب إعلان الفوز: "لقد قاتلتم من أجل ذلك وقمتم بالتصويب من أجله، والآن حان الوقت، التغيير يبدأ الآن، الآن يمكننا أن نتطلع إلى الأمام مرة أخرى".

وذكر برنامج "هذا الصباح" بقناة "كان 11"، اليوم الجمعة، أن تل أبيب تترقب بقلق احتمال تغير السياسات البريطانية عقب صعود حزب العمال، مع أن هناك ارتياحًا إزاء زعيم الحزب كير ستارمر، وقناعة بأن فوزه يصب لصالح الجالية اليهودية في المملكة المتحدة.

ورأت القناة أن وجود العديد من الشخصيات في حزب العمال يحملون آراءً حادة ضد إسرائيل سيمارسون ضغوطًا على ستارمر.

دولة فلسطينية

ولفتت إلى أن أكبر المخاوف تتعلق باعتراف حزب العمال بدولة فلسطينية، بشكل محتمل، كما أن هناك المخاوف التي لا تقل عن ذلك بشأن حظر صادرات السلاح البريطاني لإسرائيل، وتغيير السياسات البريطانية الداعمة لإسرائيل في المحافل الدولية لتصبح سياسات معادية.

ووجه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ رسالة تهنئة إلى ستارمر، أعرب خلالها عن أمله في التعاون المشترك بين حكومته الجديدة وبين دولة إسرائيل، وخص بالذكر التعاون مع ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

مواقف سياسية

ودعا هيرتسوغ زعيم حزب العمال البريطاني إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي المقابل، أثنى على المواقف التي أبداها سوناك دعمًا لإسرائيل، ولا سيما "في تلك الفترة الصعبة".

 وسلطت صحيفة "يسرائيل هايوم" الضوء على حياة ستارمر، وقالت إن زوجته فيكتوريا برنارد، يهودية لأب بولندي، كما أن والدتها باربرا تهودت، وأن نصف عائلته من اليهود.

وافترضت الصحيفة أن تعامل ستارمر المستمر مع اليهود، ربما ينعكس على نظرته لإسرائيل، لافتة إلى أنه من مؤيدي وقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة، ومع إطلاق سراح الأسرى.

وقالت إنه يعارض مشاركة حماس في أي نظام حكم سينشأ في القطاع، ولكنه كان قد أكد في شهر أيار/ مايو الأخير أنه مع إقامة دولة فلسطينية لكن "في الوقت الصحيح ضمن اتفاق سلام".