logo
العالم

"الهجمات المنفردة".. خطر محدق يهدد الاستثمارات الصينية في القارة السمراء

"الهجمات المنفردة".. خطر محدق يهدد الاستثمارات الصينية في القارة السمراء
19 يونيو 2024، 2:26 م

تواجه الاستثمارات الصينية في القارة السمراء، خطرا محدقا يتمثل بـ"الهجمات المنفردة" التي تشنها جماعات مسلحة ومجهولون في سبيل الضغط على بكين لوقف تعاونها مع الحكومات الجديدة التي أفرزت أغلبها الانقلابات العسكرية.

والهجمات المنفردة، أعمال تخريبية غير منظمة، قادر على تنفيذها أشخاص أو جماعات، قد تربط بينها مصالح ودوافع مشتركة.

وأثار الهجوم الذي شنته جماعة مسلحة في النيجر ضد أنبوب تموله الصين تساؤلات عن تداعيات ذلك على استثمارات بكين في أفريقيا التي تشهد صراعا على النفوذ بين القوى الدولية، مع احتمالات بشن هجمات جديدة على هذه الاستثمارات في القارة.

وقالت جبهة التحرير الوطني، التي تم إنشاؤها في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر في يوليو/ تموز 2023، إن هجومها على خط الأنابيب كان بهدف الضغط على الشركاء الصينيين في النيجر لإلغاء صفقة التصدير.

أخبار ذات صلة

النيجر تدشن خط أنابيب لنقل النفط إلى بنين‎

           

وأضافت الجبهة التي تطالب بإطلاق سراح الرئيس المحتجز محمد بازوم، في بيان: "في حال فشلت هذه المحاولة، فسيتم اتخاذ إجراءات أخرى لتعطيل جميع الأصول النفطية في البلاد".

ويُشغّل خط الأنابيب الذي استهدفته الجبهة كل من شركة بترو تشاينا، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، وشركة بترول الصحراء الغربية (ويبكو).

وإزاء هذه التطورات، علق المحلل العسكري عمرو ديالو بالقول، إن الهجمة "كانت متوقعة، هناك جماعات مسلحة ستسعى للضغط على الصين وروسيا عبر (هجمات منفردة) من أجل إجبارها على وضع حد لتعاونها مع الحكومة الجديدة، لكن أعتقد أن الهجمات ستكون محدودة للغاية بالنظر إلى إجراءات واسعة تتخذها حكومتا البلدين".

وتابع ديالو، لـ "إرم نيوز": "في المقابل من شأن هذه الهجمات والتهديدات أن تربك خطط الحكومة الصينية لتعزيز مواقعها في القارة الأفريقية، خاصة أن الشركات الصينية العاملة في مجال الأمن لا يزال تدخلها ضعيفا في دول القارة".

وأوضح أن "هناك عددا قليلا من الشركات الأمنية الصينية التي تعمل على حراسة استثمارات صينية، وهنا يجب التذكير بأن الهجمات التي تستهدف الاستثمارات الصينية ليست مستجدة في حد ذاتها؛ إذ سبق وأن قُتل رعايا صينيون أصلا في مناطق مختلفة من القارة".

جاء الهجوم بعد مرور يوم على قيام مهاجمين مجهولين بالاعتداء على جنود يحرسون خط الأنابيب في منطقة دوسو في جنوب شرقي البلاد. وقالت مصادر أمنية إن ستة جنود لقوا حتفهم.

وتبلغ طاقة خط الأنابيب 90 ألف برميل يوميًّا، ويمتد على مسافة تقارب ألفي كيلومتر، ويربط حقل أجاديم للنفط في النيجر بساحل جمهورية بنين.

ويهدف الخط لضخ صادرات نفطية بموجب صفقة بقيمة 400 مليون دولار مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية العملاقة.

ومن جانبه قال المحلل الاقتصادي إبراهيم كوليبالي، إن "ما حصل سيكون له بالتأكيد تأثير على موقف الصين من المجلس العسكري الحاكم في النيجر، بكين قد تدرك بأن الجيش النظامي في نيامي عاجز عن حماية استثماراتها؛ وهذا أمر قد يجعلها تعيد النظر في حساباتها واستثماراتها في هذا البلد".

وبيّن كوليبالي، لـ "إرم نيوز" أن "النيجر تبحث عن موارد مالية جديدة، ومن شأن هذه الاضطرابات الأمنية أن تقوّض جهودها من أجل بلوغ ذلك، أعتقد أنه سيكون على الحكومة النيجرية تشديد إجراءاتها الأمنية للتصدي لأي هجمات مستقبلية".

أخبار ذات صلة

سر الزيارة "المريبة" لمالي و النيجر.. البرهان "يتسلّح" بذهب السودان

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC