عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

مراوغة أم تغير حقيقي.. ما دلالات موافقة موسكو على التفاوض مع كييف؟

مراوغة أم تغير حقيقي.. ما دلالات موافقة موسكو على التفاوض مع كييف؟
من المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبولالمصدر: غيتي إيمجز
06 سبتمبر 2024، 11:47 ص

أعلن الكرملين مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، تضمنت استعداد موسكو لبدء محادثات سلام مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة، ما أثار التساؤلات حول حقيقة الموقف الروسي ودلالاته.

وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي حققت فيه القوات الروسية تقدمًا عسكريًّا غير مسبوق في إقليم دونباس الأوكراني، بعدِّه أحد الأهداف الرئيسة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو لا ترى أي شروط مسبقة لإجراء محادثات سلام مع كييف في الوقت الراهن، وأن بلاده لا تناقش إجراء تعبئة جديدة.

وأكد بوتين ما جاء على لسان بيسكوف، قائلًا: "مستعدون لإجراء مفاوضات مع كييف، وبنائها على المحادثات التي عُقدت في تركيا عام 2022".

تحول مفاجئ

وأثارت هذه التصريحات الروسية كثيرًا من التساؤلات عن أسباب التحول المفاجئ في الموقف الروسي بشأن التفاوض مع الجانب الأوكراني، وما إذا كان هناك تدخل غربي لإجبار موسكو على هذا الموقف، أم لا؟

وأثار تساؤلات حول مصير اتفاق إسطنبول بين طرفي الحرب، التي اندلعت في فبراير/ شباط عام 2022، بعد رفض أوكرانيا تنفيذه رغم التوقيع عليه آنذاك، وهل تتمسك روسيا ببناء المفاوضات على هذا الاتفاق، وما مصيرها حال رفض كييف هذا السيناريو؟

وفي هذا الصدد، أكد خبراء أن هذه "خطوة غاية في الأهمية، وتأتي في توقيت مناسب، إذ تقدم القوات الروسية في الإقليم الشمالي الشرقي والجنوبي الأوكراني".

أخبار ذات علاقة

تتجاوز 200 مليون دولار.. بريطانيا تعتزم دعم أوكرانيا بالصواريخ

 

الضغط الأوروبي

وقال الخبراء إن بوتين ألقى الكرة بقوة في ملعب كييف والغرب؛ لأنه يعلم جيدًا أن رفض أوكرانيا لتنفيذ اتفاق إسطنبول، التي وقعت عليه كييف بسبب الضغط الأوروبي، رغبةً منهم في كسر هيبة الدب الروسي وهزيمته داخل الأراضي الأوكرانية، قد يغير أوراق اللعبة السياسية لدى الغرب وكييف معًا.

ويقول مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، الدكتور ديميتري بريجع، إن الرئيس الروسي تعامل بدهاء سياسي وإستراتيجي على مستوى عالٍ بعد تصريحاته وموافقته الضمنية على التفاوض مع أوكرانيا.

وأضاف بريجع، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن بوتين وضع شرطًا ترفضه الغرب رفضًا تامًّا، لا بل يخشى منه، وهو بناء المفاوضات على اتفاق إسطنبول لعام 2022؛ لأنه يعلم جيدًا أن الغرب لن يخرج صراحةً ويرفض هذا، ولكن يضغط على أوكرانيا مجددًا لعدم الموافقة، وبالتالي يكون الرفض من قبل كييف.

وأشار إلى أن كييف كانت راضية تمامًا بما توصلت إليه مع روسيا في إسطنبول، إلا أن الغرب لم يرضَ بذلك؛ نظرًا لما تضمنه الاتفاق من تعهد كييف بعدم الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية، وعدم نشر أي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية، بعدِّها دولة محايدة والمحافظة على هذا الحياد.

وتابع بريجع: "في أعقاب هذا الاتفاق زار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، أوكرانيا طالبًا من السلطات الأوكرانية عدم تنفيذ هذا الاتفاق، ومواصلة الحرب ضد الروس، واعدًا كييف بتقديم الدعم المالي والعسكري، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بالشكل الذي كانت تحلم به كييف".

وأكد أنه "مع تراجع الدعم الغربي وتزايد الهجمات الروسية الناجحة، قد تغير كييف ترتيب أوراقها مجددًا".

وتوقع بريجع استمرار صمت الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إزاء التصريحات الروسية، إلى حين العودة إلى الإدارة الغربية، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، لمعرفة رأيها مسبقًا قبل إدلاء كييف بأي تصريحات أو رد".

وتابع بالقول: "قد يكون الرد هو عدم الرد، والتزام كييف الصمت خلال هذه الأيام، إلا أن هذا قد يُعطي مؤشرًا لبوتين على عدم الموافقة على التفاوض، وبالتالي استمرار الهجمات الروسية، التي ستكون في هذه الحالة عنيفة ومؤلمة، وقد تجبر كييف على اتخاذ قرار التفاوض بمفردها، من دون الرجوع إلى الغرب".

تعديل ظاهري

ومن جانبه، يقول الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأوكرانية، الدكتور قسطنطين جريدين، إن "روسيا عدلت موقفها ظاهريًّا وليس ضمنيًّا، فهي مستمرة في صراعها مع أوكرانيا".

وأضاف جريدين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "في حال موافقة كييف على الجلوس للتفاوض، ستكون روسيا هي الحصان الرابح في هذه الجولات التفاوضية، نظرًا لتمسكها بشروطها السابقة، ولعل أبرزها التسمك بضم الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها، كدونباس وجمهورية دونيتسك الشعبية، التي كانت تحت ولايتها خلال الحقبة السوفيتية".

وتابع الخبير في الشؤون الأوكرانية "روسيا شعرت بالخطر الداهم من التحركات الغربية، وتحول حدود البلطيق الداعمة لكييف إلى ثكنات لقواعد غربية قد تهز عرش روسيا إلى حد بعيد، وهو سبب رئيس للتحول الروسي من الرفض التام للمفاوضات إلى التصريح بعدم وجود شروط مسبقة للتفاوض، رغم أن الرئيس بوتين على دراية كاملة بعدم قدرة كييف على تنفيذ ما يسمى باتفاق إسطنبول".

وقال جريدين إن روسيا لن تتراجع عن أهدافها، سواء أكانت العسكرية أم التفاوضية بضم كثير من الأراضي الأوكرانية لولايتها، كي لا تشعر بالهزيمة أو الفشل في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها منذ 28 شهرًا من الحرب، وهو ما قد يكون حجر العثرة مع السلطات الأوكرانية التي لن تسمح بذلك بشكل قاطع".

واستبعد جريدين حدوث أي انفراجة في المفاوضات بين الطرفين خلال المدة المقبلة، إلا في حالة الضغط الغربي، وعودة المساعدات والدعم الكافي إلى كييف، وفي هذه الحالة سيشعر الدب الروسي بخطورة الموقف، وقد يُجبر على العودة إلى المفاوضات بالشروط التي تضعها كييف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC