logo
العالم

" دون سطوة أمريكية".. هل تنجح روسيا بتأسيس نظام عالمي جديد؟

" دون سطوة أمريكية".. هل تنجح روسيا بتأسيس نظام عالمي جديد؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرون من الدول الأعضاء...المصدر: أ ف ب
04 يوليو 2024، 4:30 م

بعد "التدهور الكامل لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا" كما تقول موسكو، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في أستانا بكازاخستان، ستبحث مبادرة الرئيس فلاديمير  بوتين الرامية لتأسيس نظام أمني جديد في أوراسيا.

ويقول محللون روس إن هذه المبادرة تأتي استكمالًا لخلق نظام عالمي جديد دون سطوة الولايات المتحدة، بعد أن أصبحت الأنظمة الأمنية الحالية غير صالحة مع ظهور قوى دولية غير مشمولة بأي أنظمة عالمية لحماية أمن عالمنا.

الأمن للجميع

وذهب الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ميخائيل سفيريدوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى التأكيد بأن "المبادرة الروسية لن تكون موجهة ضد طرف ما مثل حلف شمال الأطلسي، لكنها تستكمل فكرة هذا الحلف الذي كان هدف تشكيله المعلن دفاعيًا وأمنيًا يحفظ الأمن لدوله الأعضاء، ويحمي العالم ككل من أي تدهور أمني، لذلك كان للناتو تدخلاته العسكرية في العديد من الدول بغض النظر كانت صحيحة أم لا".

ويرى سفيريدوف أن "الناتو لم يتطور ويواكب التغيرات الدولية واكتفى بصب هيمنة الولايات المتحدة على العالم، بخلق جيش أوروبي كبير تقوده واشنطن"، متسائلًا إن كان هذا "الحلف يحمي أوروبا فعلًا أم أنه كان بديلًا عن الجيش الأمريكي".

ولفت إلى أن النظام الذي يدعو إليه الرئيس الروسي يأتي ضمن مفهوم "الأمن للجميع بدون تجزئة"، لأن "النظام الحالي عفا عليه الزمن بعد أن أصبحت الأمم المتحدة عاجزة عن لعب دورها الحقيقي وباتت رهينة لما تريده واشنطن".

أخبار ذات علاقة

بيلاروس تنضم لمنظمة "شنغهاي للتعاون".. وبوتين يعد بـ"نظام عالمي عادل"

 

وأوضح أن النظام الذي تطمح له موسكو، "يعتمد على تطوير الأنظمة الحالية؛ إذ إن مجلس الأمن يجب أن يكون أوسع ويشمل دولًا أخرى فمن حق الجنوب العالمي أن يكون ضمن الدائرة الأمنية العالمية، كذلك الشرق الأوسط وأفريقيا هم خارج الدائرة الآن، ومع ضمان أمن الجميع ستنتهي الأزمات المتكررة التي تندلع كل فترة هنا أو هناك".

"تحتاج لوقت"

في المقابل، يستبعد الخبير في الشؤون الدولية ايغور يازيكوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "يتم تبني هذه المبادرة بسرعة فالأمر يحتاج لسنوات من البحث وتشكيل التحالفات وإطلاق المعاهدات لتنضج الفكرة التي تسعى روسيا لتعميمها".

وحول العوائق التي قد تواجه الطموح الروسي، يعتقد يازيكوف أن الولايات المتحدة ستكون أول المعارضين في ظل وجود مساعٍ لتنحيتها عن العرش، مشيرًا إلى أن "الأمر  ليس بالبسيط وقد يحتاج لحرب عالمية لتغيير المفاهيم وليس التغيير السلمي البسيط لكن هذه الحرب ستنهي النظام الأمني العالمي كله، لذلك سيتطلب الأمر وقتًا طويلًا للوصول إلى التغيير السلمي".

وتابع: "هناك قوى دولية جديدة نتحدث عن الهند مثلًا كقوة عالمية كبرى وهناك قوى اقتصادية قوية كما في الخليج العربي أيضًا، والنظام الحالي أصبح قديمًا وتم تأسيسه منذ 80 سنة، ولهذه الدول الحق بفتح الباب لأنهم جزء مؤثر وأساسي في هذا العالم".

وفي ذات السياق نوه إلى أن "اوروبا لن تتقبل التغيير بهذه البساطة فهي تم بناء أنظمتها تزامنًا مع ظهور النظام الأمني العالمي الحالي، فلذلك الأمر معقد بالنسبة لهم جدًا".

وأشار يازيكوفا  إلى أن "أوروبا والولايات المتحدة مقتنعة أن النظام الحالي يحميها"، وقال إن الأمور مختلفة الآن مع الصعود الاقتصادي للصين، و"عجز" الغرب عن قيادة العالم عسكريًا واقتصاديًا.

الطرف المقابل

وفي رده على إمكانية قبول الغرب بتغيير الأنظمة الأمنية العالمية، قال الخبير في الشؤون الأوروبية والدولية إيفان أوسكوف لـ"إرم نيوز"، إن "تقبل ذلك شبه مستحيل حاليًا فالطرف الآخر لا يشعر أن هناك من يجبرهم على تغيير النظام العالمي ككل فما زالوا يتمتعون بقدرة اقتصادية ضخمة وقدرة عسكرية أضخم وما يجبرهم على قبول أي واقع جديد هو ظهور منافس أقوى وأكبر".

وأضاف أوسكوف : "عند ظهور طرف منافس نفترض يتكون من روسيا والهند والصين ودول أخرى وقام بالتوسع أكثر ووضع أنظمة حقيقية للأمن ومكافحة الإرهاب ونجح في تطبيقها, حينها نستطيع القول أن المبادرة نجحت وتحولت لعملية وأن الطرف المقابل سيشعر بوجود منافس حقيقي".

وعبر أوسكوف عن اعتقاده بأنه "في نهاية المطاف سيتغير النظام العالمي هذه حقيقة تاريخية حيث تتبادل الدول المواقع ونحن على عتبة عهد جديد تظهر ملامحه العامة، وهذه المرة الشرق من يقود التغيير والغرب يواجهه على عكس الحقبات الماضية حيث كان الشرق هو من يقاتل للحفاظ على نفسه من الهجوم الغربي".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC