عمدة خاركيف لـ "إرم نيوز": المدينة فقدت نصف سكانها والحرب لا تزال طويلة

وصف عمدة مدينة خاركيف إيهور تيريخوف الوضع في المدينة بأنّه صعب للغاية، وقال إن المدينة فقدت نصف سكانها، فيما لا يبدو أن الحرب ستنتهي قريبا.

وأشار تيريخوف  في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، إلى أنّ خاركيف، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة وبلدية في أوكرانيا من ناحية المساحة وعدد السكان، تتعرض لإطلاق نار من قبل الروس باستمرار.

 

وأوضح أنّه بالإضافة إلى ما يعانيه السكّان اليوم من حرب وخوف كبير، يواجه الأوكرانيون طقسا حارّا جدّاً، إذ تصل درجة الحرارة إلى ما بين 36-38 درجة مئوية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء الذي يزيد المعاناة لعدم القدرة على تحمّل الطقس الحار، إذ إن الكهرباء تنقطع عن المنازل لمدّة تتراوح ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميًّا.

 

وتابع أنه "حتّى في حال عدم وجود قصف في خاركيف - التي تقع عند التقاء أنهار أودا ولوبان وخاركيف في الشمال الشرقي - نستمر في سماع أصوات الانفجارات القويّة في ضواحي المدينة دون انقطاع.

معارك شرسة

وعن سير العمليات العسكرية في المدينة، رفض تيريخوف الغوص كثيراً في ذلك الأمر تجنّباً لكشف أيّ معلومات قد تكون غير مفيدة للجنود الأوكرانيين، لكّنه اكتفى بالقول إنّ هناك معارك شرسة للغاية تدور اليوم في اتجاهات فوفشانسك وليبتسي وكوبيانسك.

وأضاف: "للأسف، المدافعون عنّا يموتون كلّ يوم، ثمّة انفجارات واعتداءات تحصل يوميّاً، لكن رغم كلّ ذلك، فإنّنا وأبناءنا هنا صامدون، وهم يستمرون في البقاء في مواقعهم.

900 ألف نسمة غادروا خاركيف

ولدى سؤاله عن عدد السكّان الذين غادروا المدينة، قال تيريخوف إنه "قبل الحرب كان يعيش في مدينة خاركيف نحو مليوني شخص بشكل دائم، لكن مع بدء الحرب واسعة النطاق في 24 فبراير العام 2022، ومهاجمة روسيا لأوكرانيا ذات السيادة، تبقّى من سكّان خاركيف نحو 300 إلى 350 ألف نسمة. إلّا أنّه عندما تمّت عملية التحرير في المنطقة، بدأ الكثيرون بالعودة إليها، وقد سجلنا نحو أربع موجات لعودة سكان خاركيف، وسرعان ما وصل العدد إلى نحو 1.3 مليون نسمة".

وأوضح أنّه "بالإضافة إلى ذلك، وصل إلى المدينة النازحون قسراً من المناطق المحتّلة، وتحديداً من مناطق دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا، ليصل عدد النازحين لدينا إلى 200 ألف نسمة، ولكن القصف العنيف المستمر حتى الآن، دفع الكثيرين إلى المغادرة مجدّداً، ليبقى في خاركيف راهناً نحو 1.1 مليون شخص".

مدارس تحت الأرض.. الحرب طويلة!

ويرى عمدة خاركيف أنّ الحرب لن تنتهي قريباً، ومن هنا فقد قامت البلدية ببناء مدارس تحت الأرض.

وفي السياق قال تيريخوف لـ "إرم نيوز": "إنّنا مضطرون لبناء مدارس تحت الأرض، وقد كانت أوّل تجربة في أوكرانيا عندما بدأنا الدراسة في مترو الأنفاق، وبداية العام الدراسي الماضي كانت في الأوّل من سبتمبر".

وأضاف: "بعد ذلك قمنا ببناء مدرسة حقيقية تحت الأرض، وهي مصممة لـ 900 طالب مقسّمين على فترتين، أي 450 طالباً لكل فترة، بالإضافة إلى المعلمين".

وأوضح أنّ "الأهالي يطالبون بالتعليم كما كان من قبل، لكنّ ذلك غير متاح، ولا يمكن أن نسمح لأطفالنا بالتعلّم في المدارس العادية المتبقية فوق الأرض، فيما الكثير منها مدمّر".

 

ورأى "أنّه "حال حيازتنا أحدث وسائل الدفاع المضادة للطائرات، والتي من شأنها أن تسقط الصواريخ التي تحلّق باتجاه خاركيف، ربّما يمكن أن نبدأ في تعليم الأطفال كالسابق، إنّما من دونها، نبقى مضطرين لاتباع تلك الإستراتيجية وبناء 3 مدارس أخرى تحت الأرض في مناطق مختلفة من خاركيف".

وختم بالقول إنّ "الحرب لن تنتهي بحلول الأوّل من سبتمبر للأسف، لذلك نقوم ببناء مدارس تحت الأرض، حتى تتاح لأطفالنا فرصة التعلّم".

وكانت روسيا أعلنت مؤخّراً أنّها سيطرت على منطقتين في خاركيف ولوهانسك، وذلك وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، أفاد بأنّ "قواتها استولت على قرية روزيفكا، الواقعة على بعد نحو 61 كيلومتراً جنوب شرق مدينة كوبيانسك، وهي نقطة اشتباكات كبيرة بين القوات الروسية والأوكرانية منذ بداية الحرب.

كما استولت القوات الروسية أيضاً على قرية بيشان الواقعة على بعد نحو 35 كيلومتراً جنوب شرق كوبيانسك.

ولم تعلّق أوكرانيا بعد على مزاعم روسيا، فيما يبدو من الصعب التحقق بشكل مستقل من مزاعم روسيا بسبب الحرب المستمرة.

 

شاهدوا أيضأً: وزير دفاع إستونيا لـ"إرم نيوز": الناتو لا يشكل تهديدا لروسيا