عاجل

قتلى في استهداف إسرائيلي لمنزل بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

logo
العالم

"لعبة الاستفزاز".. إستراتيجية زعيم كوريا الشمالية تثير مخاوف أمريكا

"لعبة الاستفزاز".. إستراتيجية زعيم كوريا الشمالية تثير مخاوف أمريكا
28 فبراير 2024، 12:51 م

يرى تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، مع تخلي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن مساعيه السلمية لإعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية، بالتزامن مع توسيع ترسانته النووية، وتعزيز علاقته مع روسيا.

ويسلط التقرير الضوء على قدرة كوريا الشمالية النووية، والأسلحة الجديدة التي طورتها، حتى وصلت إلى أيدي القوات الروسية التي تشن هجوما على أوكرانيا، فضلا عن تبني كيم أهدافا قتالية بعد تخليه عن إعادة التوحيد "السلمية" مع كوريا الجنوبية.

وتقول الصحيفة إن الزعيم الكوري الشمالي استغل "تمزق النظام العالمي" وانشغاله بالحروب، إلى تحويل بلاده لقوة نووية خطيرة، مشيرة إلى التنبؤ بخطوات كيم المقبلة بات أكثر غموضا وأكثر إثارة للقلق.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين قولهم إن ما يثير القلق بشكل خاص هو مدى ثبات كيم، على الرغم من أزمة الغذاء في بلاده.



ورغم التجارب الصاروخية المتحدة، فشلت واشنطن أكثر من 12 مرة في إدانة بيونغ يانغ ومعاقبتها أمام مجلس الأمن.

لعبة الاستفزاز

وتقول الصحيفة إن المسؤولين الغربين ظلوا وعلى مدار عقود من الزمن يفسرون في كثير من الأحيان تحركات بيونغ يانغ من خلال منظور "قواعد اللعبة الاستفزازية" الراسخة، حيث ساعدت اختبارات الأسلحة واللغة العدوانية في دفع عجلة المحادثات في جميع أنحاء العالم مع النظام في كوريا الشمالية، وهو أمر استغله زعماء الدولة الآسيوية للحصول على مكاسب مالية ومساعدات من خلال الوعد بوقف نشاطها التسلحي، لكن كيم تخلى عن تلك الاتفاقية.

وأشار التقرير إلى أن كيم يعكف حاليا على تطوير أسلحته النووية بهدف الاحتفاظ بها بدلًا من المتاجرة بها، حتى لو كان ذلك يعني العيش في ظل العقوبات.

ويقول المستشار الأمريكي، والخبير في القيادة الكورية الشمالية، كين جوس:" إن كيم يقوم أيضًا بتجديد الديناميكيات داخل النظام لتقاسم السلطة وإنشاء حكومة أكثر تطبيعًا، وتعديل علاقاته مع الحلفاء من خلال زيادة الاعتماد على روسيا".

التهديد بالحرب

ومع إعادة تصنيف كوريا الجنوبية باعتبارها العدو الرئيسي للبلاد، تخلى كيم عن عقيدة تأسيسية تبناها أسلافه، وأمر في خطاب ناري بالاستعداد للحرب، بعد أن هدم "قوس إعادة التوحيد" الشهير في بيونغ يانغ.

ورأت الصحيفة أن كلمة "الحرب" أو "الصراع" في نظر كيم تثير قلقًا متزايدًا من قبل المسؤولين في كل من واشنطن وسيول وأماكن أخرى.

وفي هذا الصدد يقول مستشار السياسات للبحرية الكورية الجنوبية ووزارة الخارجية كويون تشون:" إن بيونغ يانغ حشدت المزيد من الأسلحة في السنوات الخمس الماضية أكثر من أي فترة مماثلة في تاريخ البلاد".

لكن في المقابل تشدد الصحيفة على أن فرضية الغزو الشامل من قبل كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية غير مرجحة إلى حد كبير، مشيرة إلى أن بيونغ يانغ خفضت من احتياطاتها بعد أن أرسلت ذخائر وصواريخ قصيرة المدى إلى روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، تم رصد جنود كوريين شماليين يقومون بإعادة زرع الألغام في المنطقة منزوعة السلاح خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما اعتبرته الصحيفة "خطوة غريبة قبل أي هجوم بري"، ورغم ذلك يشعر المسؤولون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون بالقلق من حدوث مناوشات على نطاق أقل بين الجارتين.

ضربة سريعة

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي السابق للمحادثات السداسية مع كوريا الشمالية في عامي 2014 و2015 سيدني سيلر قوله إن تراجع الدعم بين الأمريكيين للحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية في غزة قد يعطي كيم انطباعًا بأن الولايات المتحدة منهكة ومرهقة.

وأشار سيلر إلى أن كيم قد يلجأ للتهديد أو الاستخدام المحدود للسلاح النووي ضد كوريا الجنوبية، للحصول على مكاسب مالية من أجل السلام، والجلوس "منتصرا" على طاولة المفاوضات.

وتوقع اثنان من المسؤولين الأمريكيين السابقين أن كيم اتخذ القرار الإستراتيجي بخوض الحرب في مقال نشر الشهر الماضي على موقع "38 نورث" المتخصص في أخبار كوريا الشمالية.

وقال المفاوض الأمريكي السابق روبرت كارلين، :"ربما يكون كيم قد خلص إلى أن واشنطن لن تقبل أبدًا بلاده كدولة شرعية وتريد القضاء عليها".

وأضاف: " أسمع مراراً وتكراراً أنهم لن يستخدموا الأسلحة النووية حسناً، هذا ما يريدوننا التفكير فيه".

وتقول الصحيفة إن كيم أعرب عن تطلعاته لجعل كوريا الشمالية "قوة نووية محبة للسلام"، مشيرة إلى أنه كان يرغب باتفاق مع أمريكا لإلغاء العقوبات، وفتح اقتصاد بلاده، مقابل نزع السلاح "بشروطه الخاصة."



واعتبرت الصحيفة أن الانهيار المفاجئ للمحادثات جلب خيبة أمل كبيرة للزعيم الكوري الشمالي، ودفعه إلى استئناف الأنشطة الباليستية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC