كشف تقرير لصحيفة التايمز البريطانية اليوم الأحد تفاصيل عن من سمّاهم "جواسيس روسيا النائمون" حول عملاء روس يقيمون في أوروبا بهويات مزيفة غالبًا ما تكون لدول من أمريكا اللاتنينة.
ضابط روسي وليس باحثًا برازيليًّا
وأورد التقرر قصصًا عن بعض هؤلاء الجواسيس المفترضين، بينهم شاب برازيلي يُدعى فيكتور مولر فيريرا، حاصل على درجة الماجستير من إحدى الجامعات الأمريكية الكبرى، وقد وصل إلى مطار شيفول بأمستردام في أبريل من العام الماضي لتلقي تدريب داخلي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
التقرير أوضح أن مكتب التحقيقات الفدرالي أبلغ السلطات الهولندية بأن فيريرا ليس كما يدعي؛ بل تم التعرف عليه على أنه سيرغي تشيركاسوف، وهو ضابط في المخابرات العسكرية الروسية. وسرعان ما نقلوه إلى رحلة العودة إلى ساو باولو ، حيث سُجن بعد شهرين لمدة 15 عامًا بتهمة الاحتيال في الهوية.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي لائحة اتهام من 46 صفحة توضح بالتفصيل مسيرة تشيركاسوف، والتي نقلته من روسيا إلى البرازيل ودبلن وبالتيمور.
ويشير تقرير التايمز إلى أن تشيركاسوف، البالغ 37 عامًا، هو واحد من حفنة من "النائمين" الروس الذين تم الكشف عنهم في البلدان الأوروبية في الأشهر الأخيرة.
يتم إدخال النائمين في البلد المستهدف لكنهم يقضون بعض الوقت - أحيانًا سنوات - في دمج أنفسهم ولا يصبحون نشطين على الفوركاتب المخابرات الأمريكي مارك لوينثال
لماذا أمريكا اللاتينية؟
وقال التقرير إنه من الغريب أن الجميع قد تظاهروا بأنهم مواطنون من دول أمريكا الجنوبية؛ مفسرًا ذلك بأن القارة هي موطن لكثير من الناس من أصول أوروبية مختلطة؛ ما يسهل على الروس اعتبار أنفسهم مواطنين أصليين.
ولفت إلى أن البرازيل على وجه الخصوص لديها ضوابط أكثر مرونة على إصدار وثائق الهوية من الولايات المتحدة أو البلدان في أوروبا.
النرويج وسلوفينيا واليونان
وإلى جانب هولندا أورد التقرير حوادث مشابهة حصلت في كل من النرويج وسلوفينيا واليونان.
وقال إن روسيًّا آخر متهم بأنه ضابط في المخابرات العسكرية الروسية، يدعى ميخائيل ميكوشين، يخضع للاستجواب في النرويج. وكان يتنكر في شخصية خوسيه أسيس جياماريا، وهو أكاديمي برازيلي في جامعة القطب الشمالي في النرويج، ووجهت له اتهامات بالتجسس في أكتوبر الماضي.
وبعد ذلك بشهرين، اعتقلت الشرطة في سلوفينيا زوجين يشتبه في قيامهما بالتجسس لصالح روسيا، وهما ماريا ماير ولودفيغ غيش، اللذان يبدو أن ادعاءاتهما بأنهما أرجنتينيان مشكوك فيها.
وفي اليونان، اختفت إيرينا ألكسندروفا سميرفا التي يعتقد أنها جاسوسة روسية متخفية في شخصية بيروفية تدعى ماريا. وكانت تدير محلًا للحياكة في أثينا.
حيلة سوفيتية
وقال التقرير إن مثل هؤلاء الجواسيس "النائمين" أو غير الشرعيين، أو ضباط المخابرات الذين يتخذون هوية مزورة على مدى فترة طويلة من الزمن، كانوا على مدى عقود سمة من سمات التجسس السوفيتي، والروسي الآن.
ونقل عن كاتب المخابرات الأمريكي مارك لوينثال، قوله: "يتم إدخال النائمين في البلد المستهدف لكنهم يقضون بعض الوقت - أحيانًا سنوات - في دمج أنفسهم ولا يصبحون نشطين على الفور. يحافظون على حياتهم العادية. وهذا يتيح لهم أن يندمجوا أكثر، كما يجعلهم بعيدًا عن أنشطة التجسس المضاد للهدف ".
