عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

النيجر.. صراع نفوذ جديد بين روسيا وأمريكا

النيجر.. صراع نفوذ جديد بين روسيا وأمريكا
12 يناير 2024، 7:31 ص

تمكنت موسكو في ظرف نحو 5 أشهر من الانقلاب العسكري في النيجر، وانشغال الولايات المتحدة بتطورات الأوضاع في غزة وأوكرانيا من "التسلل" إلى أحد حلفاء الغرب التقليديين وضمه إلى الخطط الجديدة لما بعد "الحرب الهجينة".

يأتي ذلك، وسط تسريب معلومات عن رغبة واشنطن في إعادة توجيه المساعدة المخصصة للنيجر لتقديم مساعدة للمناطق الساحلية في أفريقيا الغربية، وفقًا لما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وبينما سيطر التوجّه الروسي لإنشاء هيكل عسكري جديد يسمى "فيلق أفريقيا" يعمل تحت إشراف وزارة الدفاع، تحدثت تقارير أمريكية عن مناقشة "البنتاغون" خطط إنشاء قواعد جديدة للطائرات بدون طيار مع عدة دول ساحلية في غرب أفريقيا كدعم للقاعدة الجوية الأمريكية "201" الموجودة في النيجر.

ونقلت الصحيفة الأمريكية مخاوف واشنطن من نيامي، التي كانت قبل الانقلاب في تموز/ يوليو الماضي، أقوى حليف للولايات المتحدة في المنطقة، لكن بعد الانقلاب "لا يمكن الاعتماد عليها بعد الآن".

ووضع الكرملين النيجر بجانب بوركينا فاسو وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى ضمن قائمة وحدات "الفيلق الأفريقي" المنتشرة حاليًا أو التي تخطط للانتشار بحلول الصيف المقبل كتحرك لاستبدال تشكيلات مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الخاصة.

وأشارت الصحيفة إلى لقاء نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف في نيامي الشهر الماضي برئيس النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني ووزير الدفاع الجنرال ساليفو مودي، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، وذلك بعد لقاء سابق جمع الروسي يفكوروف مع النيجيري مودي في باماكو.

وبينت أن ما يُؤكد الاهتمام الروسي بدولة محورية أخرى في الساحل، هو ما كشفته "لوجيكالي"، وهي شركة تكنولوجيا تكافح المعلومات المضللة عبر الإنترنت، أن المحتوى المتعلق بالنيجر على "45" قناة تابعة لروسيا، ارتفع بنسبة 6,645% خلال الشهر، الذي أعقب الانقلاب.

لكن بالنسبة لواشنطن التي تملك قاعدة كبيرة في منطقة أغاديز النيجيرية، فإن خطط الولايات المتحدة الأمريكية في غرب أفريقيا مازالت مطروحة للمناقشة في واشنطن ولكنها قد تتأجل في الوقت الراهن بسبب الأزمات في غزة وأوكرانيا، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون للصحيفة.

وأضافت أن واشنطن تُسيّر قاعدة محورية يوجد بها 1000 جندي، وكلّف بناؤها 100 مليون دولار أمريكي، كما تكلّف صيانتها سنويا 30 مليون دولار.

وقالت أنيليز برنارد، المستشارة السابقة لوزارة الخارجية الأمريكية، التي عملت في النيجر في أواخر العام 2010، إن المحادثات لنقل القوات الخاصة وعمليات الطائرات بدون طيار خارج البلاد بدأت منذ فترة.

وعلى الرغم من التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة، يُقلل الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية إبراهيم زين كونجي من أي صدام بين الطرفين.

انسجام وتوافق

وقال كونجي لـ"إرم نيوز" إن هناك انسجاما وتوافقا في تدخلاتهما الأخيرة في عدة مناطق، معتبرًا أن "التناحر قد يُخسرهما أكثر مما يكسبان ولا أرى أي تعارض أو صدام في المنطقة".

ولفت إلى أنه "منذ أكثر من 10 سنوات توجد قواعد عسكرية أمريكية في النيجر، فحتى في الانقلاب لم يصفوه بالانقلاب ولم يعارضوه بل أضفوا عليه الشرعية والتوافق منذ اليوم الأول إلى يومنا هذا"، مضيفًا أما "الروس أيضًا فقد وصلوا إلى البلاد مبكرا".

ملء الفراغ

في حين يعتقد المحلل السياسي النيجيري تيام صاولي، أن المجلس العسكري الحاكم في نيامي يريد مراجعة جميع الاتفاقيات الخاصة بالتواجد العسكري الأجنبي في البلاد ويدفع بعدم استثناء أي طرف سواء كان أمريكيا أو ألمانيا أو روسيا بعد التحرر من الوجود الفرنسي، الذي ينظر إليه الساسة النيجيريون على أنه كان استعمارًا.

وأشار لـ"ارم نيوز"، إلى الشركاء الدوليين الذين يتدافعون للتواصل واحدا تلو الآخر مع السلطات العسكرية على أمل ملء الفراغ الذي خلفته فرنسا، التي غادر آخر جنودها قاعدتهم في الـ22 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC