logo
العالم

صفقة "باتريوت" محتملة تهدد علاقات إسرائيل مع روسيا

صفقة "باتريوت" محتملة تهدد علاقات إسرائيل مع روسيا
قاذفة صواريخ باتريوت تابعة للجيش الأمريكي في بولنداالمصدر: أرشيف - رويترز
03 يوليو 2024، 3:54 م

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن واشنطن، وتل أبيب، وكييف، تجري محادثات لنقل 8 أنظمة دفاع جوي "باتريوت" إلى أوكرانيا من إسرائيل، في خطوة قد تمثل تحولاً في الموقف الإسرائيلي تجاه موسكو.

وتقول الصحيفة في تقرير لها إن إسرائيل، حرصت دائمًا على توخي الحذر بشأن الانحياز إلى أي طرف في الصراع الروسي الأوكراني، بسبب نفوذ موسكو في سوريا، حيث تشن الطائرات الإسرائيلية ضربات ضد ميليشيات إيرانية.

وتتساءل الصحيفة في تقريرها إن كانت إسرائيل مستعدة لتعريض علاقتها مع روسيا للخطر، بالنظر إلى أن نقل بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا من شأنه أن يمثل تحولاً كبيرًا في موقف تل أبيب تجاه هذا الملف.

ورفضت إسرائيل سابقًا، طلبًا أوكرانيًا للحصول على أنظمة دفاع جوي، وذلك من منطلق حرصها على الاتفاق الإستراتيجي الذي أبرمته مع روسيا، والذي يمنح طائراتها حق الوصول إلى المجال الجوي السوري، وفقًا للصحيفة.

لكن  التقرير يشير إلى أن علاقات روسيا المتزايدة مع إيران ربما تدفع إسرائيل إلى إعادة النظر في موقفها.

منظومة قديمة وفعالة

وفي حال اتفقت الأطراف على نقل الصواريخ، تؤكد الصحيفة أنها تمثل دفعة كبيرة للدفاع الجوي الأوكراني، الذي يمتلك 4 أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة وألمانيا.

وطلبت أوكرانيا، مرارًا، الحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي من الحلفاء الغربيين، خاصة صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى وقف تسليم هذه الأسلحة إلى دول أخرى لإعطاء الأولوية لكييف، بحسب "فايننشال تايمز".

ويقول محللون عسكريون إن بطاريات باتريوت ( M901 PAC-2) التي تمتلكها إسرائيل قديمة، لكنها متوافقة مع الطرازات الأحدث، وتتمتع بمدى أطول ورأس حربي أكبر من طراز (PAC-3) الأحدث، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص لاعتراض الطائرات الروسية التي تشن هجمات من مناطق بعيدة باستخدام القنابل الانزلاقية.

ويرى زميل الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جاستن برونك أن "الرؤوس الحربية من طراز PAC-2 هي في الواقع أكثر فائدة من رؤوس PAC-3 في عمليات الاعتراض بعيدة المدى ضد الطائرات، لذلك ستكون بالتأكيد مفيدة جدًا لأوكرانيا".

ويرجح التقرير أن يتضمن نقل أنظمة باتريوت قيام إسرائيل ببيعها مرة أخرى إلى الولايات المتحدة، والتي ستقوم بعد ذلك بتسليمها إلى أوكرانيا.

عواقب سياسية

من جهته، صرح مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن توفير أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة هذه سيكون له "عواقب سياسية"، ما يشير إلى أن موسكو تعتبر هذا النقل المحتمل لبطاريات باتريوت بمثابة تصعيد خطير في الحرب الدائرة مع أوكرانيا. وحذّر نيبينزيا من أن صواريخ باتريوت "أيًا كان من يرسلها... سيتم تدميرها في النهاية، تمامًا مثل الأسلحة الغربية والأمريكية الأخرى"، بحسب تعبيره. 

ولفت تقرير لـموقع "جوش نيوز سينديكت" الأمريكي، إلى أن تصريحات المبعوث الروسي تكتسب المزيد من الوزن كونها تتزامن مع تولي روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر يوليو/ تموز؛ مما يوفر لروسيا منصة قوية للتعبير عن اعتراضاتها، وربما التأثير على المشهد السياسي المحيط بالصراع الروسي الأوكراني . 

وتابع التقرير "أن النقل المقترح لأنظمة باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا سيشمل عملية من مرحلتين. في البداية، سيتم نقل البطاريات من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، ومن ثم إلى أوكرانيا، في حين يعكس هذا الترتيب الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة القائمة، حيث تسعى إسرائيل إلى موازنة علاقاتها مع كل من الغرب وروسيا.

وتطرق التقرير إلى تاريخ إسرائيل مع منظومة صواريخ باتريوت والذي يعود إلى حرب الخليج الأولى العام 1991، عندما قدمت الولايات المتحدة هذه الأنظمة لإسرائيل لمواجهة صواريخ سكود العراقية.

وبينما تدرس إسرائيل التخلص التدريجي من بطاريات باتريوت لصالح تقنيات دفاع جوي أكثر تقدمًا ومنتجة محليًا، تظل هذه الأنظمة عنصرًا نشطًا في إستراتيجية الدفاع الجوي الإسرائيلية، ويُنظر إليها على أنها رصيد قيّم في الصراع المستمر مع حركة حماس، والتهديد المحتمل من ميليشيا حزب الله.

غير أن النقل المحتمل لصواريخ باتريوت إلى أوكرانيا ستكون له آثار كبيرة على توازن القوى في الحرب. ومن الممكن أن يؤدي إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية بشكل كبير، وبالتالي تغيير الديناميكيات العسكرية للصراع الروسي الأوكراني.

علاوة على ذلك، فإن نقل الأنظمة إلى كييف قد تكون له آثار أوسع على العلاقات الدبلوماسية الدولية، فقد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين روسيا والدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وتصعيد الصراعات أو المواجهات السياسية بين الأطراف المعنية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC