"يهدد أمن البلاد".. تحذيرات لنتنياهو من تنامي خطر "إرهاب المستوطنين"

كشفت قناة "الأخبار 12" العبرية النقاب عن خطاب أرسله رئيس "الشاباك"، رونين بار، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن مخاطر تهدد الأمن القومي للبلاد جراء تنامي "الإرهاب اليهودي".

ومصطلح "الإرهاب اليهودي" يصف أعمال العنف التي يمارسها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية لترويعهم، وهناك وحدة في "الشاباك" مختصة بمكافحته.

إرسال الخطاب جاء عقب أحداث قرية "جيت" في محافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، إذ أقدم قرابة 150 مستوطنا متطرفا على مهاجمة القرية، في وقت سابق من الشهر الجاري، وقتلوا شابًا فلسطينيًا، وأصابوا آخرين.

الموضوع طُرح في اجتماع "الكابينت" قبل أيام، وهو الاجتماع ذاته الذي شهد مطالبة وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي يوفر غطاءً سياسيًا للمستوطنين، بإقالة رئيس "الشاباك".

خلال هذا الاجتماع، سأل نتنياهو رئيس "الشاباك" عن أعداد المستوطنين المعتقلين الذين ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم، وردّ بأن الشرطة اعتقلت اثنين فقط.

وعندما سأله نتنياهو: لماذا اثنان فقط؟ أجاب بأن "هذا دور الشرطة. لا أدري ما إذا كنت تعلم ذلك، ولكن لا توجد شرطة في إسرائيل".

هذا السجال الذي شهده اجتماع "الكابينت" جاء على خلفية خطاب رئيس "الشاباك" لنتنياهو والوزراء، الذي حصلت القناة العبرية على نسخة منه، وورد فيه أن "الإرهاب اليهودي بات خطرا يهدد أمن البلاد".

ولفت إلى أن قادة المستوطنين يعملون باتجاه خروج الأمور عن السيطرة، مضيفًا أن "الضرر الذي سيلحق بإسرائيل لا يوصف".

وجاء في الخطاب: "أكتب إليكم ويغمرني الحزن والخوف، كيهودي وإسرائيلي ورجل أمن، جراء تفاقم ظاهرة الإرهاب اليهودي الذي يباشره فتية التلال (تنظيم متطرف)".

وعلى هذه الخلفية، دعا بن غفير إلى إقالة رئيس "الشاباك "من منصبه، قبل أن يغادر اجتماع "الكابينت" غاضبًا.

وبيّنت القناة أن نسخة من الخطاب وصلت إلى وزير القضاء ياريف ليفين، ووزير التعليم يوآف كيش، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الداخلية موشي أربيل، ووزير الخدمات الدينية ميخائيل مالكئيلي، والمستشارة القضائية للحكومة غالي باهاراف ميارا.

وحذّر الخطاب من أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم "فتية التلال" بحق الفلسطينيين، وقال إن ما يحدث لا يعبّر عن جريمة على أساس قومي، إنما يعد إرهابًا، لأنه عنف من أجل الترويع.

وأقدم قرابة 150 مستوطنا ملثما على مداهمة قرية "جيت" منتصف الشهر الجاري، وأحرقوا أربعة منازل، وست سيارات، وحطموا ممتلكات، وقتلوا شابًا يبلغ من العمر 23 عامًا، بوساطة طلق ناري من سلاح أحد المستوطنين.