عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
العالم العربي

عقب الهجوم الإسرائيلي.. ما سر إحجام الحوثيين عن استهداف السفن؟

عقب الهجوم الإسرائيلي.. ما سر إحجام الحوثيين عن استهداف السفن؟
دخان يتصاعد من موقع الغارات الجوية الإسرائيلية في مدينة ا...المصدر: رويترز
31 يوليو 2024، 3:04 م

يربط محللون وخبراء يمنيون، تراجع هجمات ميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية في ممرات الملاحة الدولية، بالتفاهمات الأخيرة المتعلقة بالوضع الاقتصادي على المستوى الداخلي، وما تحقق من مكاسب.

ومنذ الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق قبل أسبوعين، على مواقع سيطرة ميليشيا الحوثيين بالحديدة غربي اليمن، توقفت العمليات العسكرية البحرية، على الرغم من إعلان ميليشيا الحوثي دخول "المرحلة الخامسة" من التصعيد، في وقت تتواصل فيه الضربات الأمريكية البريطانية، مستهدفة معدّات وآليات عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين.

وتزامنًا مع انخفاض حدّة التوتر في البحر الأحمر وممرات الملاحة الدولية، على مدى 12 يومًا، تساءل يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #اين_الرد_ياحوثي عن وعيد الميليشيا بـ"رد نوعي ضد أهداف حيوية" في إسرائيل، ردًّا على هجوم الحديدة.

 عجز وحوافز

ويعتقد الباحث والمحلل العسكري، العميد ثابت حسين، أن حالة الارتباك التي تعيشها ميليشيا الحوثي، مرتبطة بسببين، أولهما: يعود إلى عجزهم عن إيجاد رد مؤثر يوازي حجم الهجوم الإسرائيلي، وذلك بسبب عدم امتلاكهم وسائل هجوم على النحو الذي توعّدوا به، "ومن الوارد أن يلجؤوا إلى رد غير مؤثر كإسقاط واجب أمام أنصارهم".

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن السبب الآخر، يتعلق بالتوجيهات الإيرانية للتهدئة، خاصة مع حصول الحوثيين على حوافز دولية بالنسبة للوضع الداخلي، من ضمنها إلغاء إجراءات البنك المركزي اليمني المعترف به دوليًا، كذلك إلغاء التدابير التي كانت قد اتخذتها شركة طيران اليمنية، وهي القرارات التي تمثّل تجفيف منابعهم الاقتصادية.

وأشار حسين، إلى أن الصراع في مجمله، محكوم بقواعد وخطوط حمراء لإدارة اللعبة من قبل الأمريكان والإيرانيين وكذلك الإسرائيليين، "وما الحوثيون إلا أداة واحدة من أدوات إيران".

انتزاع مكاسب

ويتفق المحلل السياسي، صلاح السقلدي، مع ما ذكره العميد ثابت حسين، في الجزئية المتعلقة بارتباط التهدئة الحالية في ممرات الملاحة الدولية، بالتسوية الاقتصادية والتفاهمات الجارية في الشأن اليمني، "علاوة على تحاشي ميليشيا الحوثيين أي ضربات أخرى مكثّفة من قبل إسرائيل".

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة، كان مؤثرًا وقويًا، من خلال استهداف ميناء الحديدة، وخزانات الوقود، وهو ما يمثّل الشريان الاقتصادي لميليشيا الحوثيين، ومنفذهم البحري الوحيد.

وذكر السقلدي، أن ميليشيا الحوثيين تستغل الأوضاع الحالية في المنطقة، وتحاول انتزاع ما يمكن من مكاسب على الصعيد المحلي، إلى جانب استفادتها من الضربات الإسرائيلية التي تتماشى مع سرديتها وشعاراتها.

ورجح السقلدي أن تعود الأمور خلال المرحلة القادمة إلى التصعيد، خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية البحرية، في حال بقاء الأسباب الرئيسة، وفي مقدمتها الحرب في غزة، واستمرار انسداد أفق التسوية السياسية في اليمن، على الرغم مما يلوح من مؤشرات في الشأن الداخلي، "إلا أنها تبقى غامضة".

أخبار ذات علاقة

اليمن.. شكوك حول اتفاقية "خفض التصعيد" بين الحكومة والحوثيين

 تدخلات دولية

وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن وفدًا أمريكيًّا رفيع المستوى، وصل أمس الثلاثاء، إلى المملكة العربية السعودية، لإجراء محادثات حول الوضع في اليمن، وتعزيز الاستقرار في البحر الأحمر، والتصعيد الأخير بين إسرائيل وميليشيا الحوثي.

وبحسب الموقع، فإن الوفد الأمريكي يرأسه بريت ماكجورك، المستشار الأعلى للبيت الأبيض في شؤون الشرق الأوسط، ويضم أكبر دبلوماسية في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، والمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، وأكبر مسؤول في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، دان شابيرو.

ولا يستبعد المحلل السياسي، خالد سلمان، ارتباط اتفاق "خفض التصعيد" المعلن عنه مؤخرًا بين الحكومة وميليشيا الحوثيين، بـ"تدخلات أممية أمريكية بريطانية، أسهمت في إنجازها، وكانت من شروطها غير المعلنة وقف أو تخفيض التوتر في البحر الأحمر".

وقال إن "سياسة التصعيد، وجرّ الجميع إلى حافة الهاوية" التي يتخذها الحوثيون لإدارة أزمتهم المالية، ثم التراجع عنها مقابل "حفنة مكاسب"، هي ذاتها "التي يمكن أن تفسّر وقف أو الحدّ من عملياتهم في البحر الأحمر، "على خلفية وعود قُطعت لهم في الشقّين المالي والسياسي التفاوضي".

وأشار سلمان إلى أن دخول إسرائيل على خط المواجهة بضرباتها الموجعة، والتلويح بعصاها التأديبية الغليظة "هو واحد من أسباب ارتداد الخطاب العسكري التصعيدي الحوثي إلى الخلف، والذهاب بدلًا من العنتريات نحو الاستثمار في السياسة بدلًا عن الحرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC