logo
العالم العربي

"عملاء على الأرض".. هل اخترق "الموساد" هاتف مرافق هنية؟

"عملاء على الأرض".. هل اخترق "الموساد" هاتف مرافق هنية؟
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيةالمصدر: رويترز
02 أغسطس 2024، 6:14 ص

رجح خبراء أمنيون وعسكريون أن تكون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) قد وصلت لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عبر تعقب أجهزة الهاتف، الذي كان يحمله ومرافقه، فيما توقعوا أن تكون العملية الاستخبارية والاستهداف تم من داخل العاصمة الإيرانية طهران، فيما تثار تساؤلات، بين الخبراء، حول خفايا ذلك الهاتف وكيفية اختراقه. 

وما زالت التحقيقات لم تسفر عن تحديد ماهية المقذوف الذي استهدف غرفة هنية، بشكل مباشر دون غيرها من أجزاء المبنى، في استهداف دقيق جداً يحتاج إلى "عملاء على الأرض لتحديد الهدف وزاوية إطلاق الصاروخ"، بحسب الخبير الأمني والعسكري العراقي علي الشمري.

يقول الشمري، لـ"إرم نيوز"، إن "عملية استهداف غرفة لوحدها في مبنى محصن، خصوصاً أنها ليست في الطابق العلوي تحتاج إلى تحديد زاوية الهدف عبر عملاء رصد على الأرض يحددون الإحداثي بشكل دقيق وزاوية الإطلاق، وليس بالاعتماد فقط على الرصد الجوي كما يريد البعض تصويره".

أخبار ذات علاقة

تحقيق "يفجر مفاجأة" بشأن طريقة اغتيال إسماعيل هنية

وأضاف أن "العملية لو كانت عبر استهداف المبنى بصورة كاملة لكان مبرراً لنظرية الاستهداف عبر صاروخ طويل المدى من خارج البلاد، أو القصف بواسطة الطائرة المسيرة، لكن ما لم تجرؤ طهران على قوله، ويعرفه أي متخصص بالعلوم العسكرية بأن الاستهداف جرى من الداخل، ومن مدى قريب على المبنى الذي كان الراحل، هنية، يسكنه".

وتفيد التقارير الواردة من طهران، بأن عملية استهداف هنية، حدثت داخل مجمع سعد آباد أكثر المجمعات تحصيناً في الجزء الشمالي الغربي من قصر سبز في طهران، حيث يشرف الحرس الثوري على تأمين المبنى، والذي يحوي بابين رئيسين، أحدهما يؤدي إلى منطقة دربند والآخر إلى الطريق الرئيس لقصر سعد.

موقع مفتوح

ويقع المبنى المستهدف، في "موقع مفتوح ضمن منطقة جبلية تحيط به التلال والأشجار، مما يوفر زاوية إطلاق جيدة للصواريخ المضادة للدروع والأبنية مثل صاروخ تاو"، وفق تحليلات الخبير العسكري منذر الجبوري.

ويرى في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الصاروخ المستخدم في تلك العملية لا بد أن يكون صاروخًا موجهًا، كصاروخ (بي جي إم-71) المعروف عسكرياً بـ(تاو) وهو أحد الصواريخ أمريكية الصنع، وبالإمكان إطلاقه من مدى يصل إلى 3.750 متر، وبإمكانه اختراق ما مقداره 1.5 متر من الأسمنت المقاوم".

ويُشير الجبوري إلى إمكانية استخدام إسرائيل طائرة "كواد كابتر" في العملية، والتي هي أيضاً تحتاج إلى "مشغل من داخل المنطقة، لأنها طائرة قصيرة المدى، ويجري التحكم فيها عبر مديات قليلة لا عابرة للحدود".

مكالمة واتس آب

لكن؛ عملية وصول الإسرائيليين إلى هنية، تشير إلى اتباع الاستخبارات الإسرائيلية الأسلوب "الفني في تتبع الأهداف عبر استخدام التقنيات الإلكترونية عالية الدقة، عبر الهواتف النقالة المربوطة على الشبكة العنكبوتية، كما يقول أحد الخبراء في الأمن السيبراني من العاملين في أحد الأجهزة الاستخبارية العراقية.

ويرى، أنه "إذا صحت الأنباء عن إجراء هنية مكالمة هاتفية بابنه عبر تطبيق (واتس آب)، فإن هذا مفتاح رئيس للأجهزة الاستخبارية مكنتها من الوصول إليه وبكل سهولة، حيث يرتكب القادة الأمنيون العالميون في مراكز حساسة أخطاء جسيمة في عملية استعمال الهواتف النقالة؛ مما يمكن من تحديد أماكنهم بكل سهولة ويسر".

أخبار ذات علاقة

ما حقيقة فيديو متداول يوثق لحظة اغتيال هنية في إيران؟ (فيديو)

وأضاف الخبير، الذي طلب حجب اسمه لحساسية المعلومات، لـ "إرم نيوز"، أن "الأجهزة الاستخبارية باتت تصل إلى أي شخص يحمل هاتفا نقالا، عبر الحصول على رقم هاتفه، ثم تحديد الشبكات التي يستخدمها سواء شبكة الهاتف نفسها أو شبكة الإنترنت، من خلال عملية حسابية وخوارزمية معقدة تمكنهم من تحديد الهدف عبر (الإنتانات) أو أبراج الهاتف المحمول أو الإنترنت، وفق قربه وبعده من الأبراج المحيطة به".

لكن هذه العملية، وفق الخبير، تحتاج إلى ما لا يقل عن 24 ساعة، "وفي حال أن هنية لم يمض على وصوله سوى ساعات قليلة، فإن العملية الاستخبارية قد تم الإعداد لها قبل هذا التوقيت، باعتبار أن إيران قد أعلنت عن حضور قيادات من الفصائل الفلسطينية لحفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".

وبحسب مصادر إيرانية، فإن، هنية، ومرافقه كانا يحملان خط هاتف دوليا غير إيراني، واستعملا شبكة الاتصالات والتحويل الدولي في عملية إعادة التفعيل، وهذه العملية "تتطلب المرور على ممرات الاتصال للأقمار الصناعية التي تسيطر على غالبيتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل"، بحسب الخبير ذاته بالأمن السيبراني.

لغز إلى اليوم

ويرى الأكاديمي والباحث المتخصص في الشأن الإيراني، عثمان الجنابي، أن "الاستخبارات الإيرانية تعرضت خلال السنوات القليلة الماضية إلى هزات عديدة تؤشر على تراجعها على مستوى الأداء لحماية مصالح طهران الداخلية والخارجية، فضلاً عن حلفائها في المنطقة".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "الثغرات الأمنية لدى الاستخبارات الإيرانية، أدت إلى تعرض قيادات مهمة عسكرية ومدنية إلى عمليات اغتيال، ومنهم قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، ومصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لا تزال عملية سقوط طائرته لغزاً حتى اليوم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC